التحرشات الأوكرانية بروسيا… واحتمالاتها
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
دأبت النخبة الحاكمة في أوكرانيا والتي صعدت على ظهر المشروع الامريكي الاوروبي لمحاصرة روسيا وتجريدها من أهم مناطق نفوذها التاريخية لحشرها في الزاوية ومنعها من التقدم الى صفوف الاقطاب العالمية المقررة، وعقاباً على ما اتخذته من فيتو ضد التدخل الاطلسي المباشر في سورية، وما زالت هذه النخبة، وبرغم ما ألحقته من خراب وفقر بأوكرانيا، ملتحقةً بالمشروع الامريكي الاوروبي المتصدّع والمهزوم.
ولأنها على شاكلة مشيخات النفط، والحكومات الكرتونية المنصّبة كوكلاء للغرب، بادرت الى التحرش بالبحرية الروسية متجاوزة قواعد وقوانين البحار، ومعتدية بصورة سافرة على الحقوق في المياه الاقليمية…
التحرش جاء في وقتٍ حرجٍ على أكثر من صعيد، فروسيا كسرت احتكار اوكرانيا لخطوط نقل الغاز الى أوروبا، والسيل التركي أنجزت بنيته الاساسية بسرعة قياسية مفاجئة، وأعلن بوتين واردوغان أن العمل جارٍ وان تركيا لم تعد قادرة على تلبية طلبات ترامب وتحقيق كل مشاريعه، فالزمن زمن القوة الروسية، وتركيا واقعة تحت الازمات وعلى خطوط اشتباك مع روسيا ولا تستطيع القيام بما يستفزها، وقد جربت عندما أسقطت السوخوي الروسية وحدث ما حدث….
والتحرش يقع على زمن قريب من احتمالات لقاء ترامب مع بوتين، وتالياً ترغب دولة الامن القومي بوضع المزيد من العراقيل في وجه ترامب وتخليق المزيد من الازمات له ومع وبوتين شخصيا…
والتحرش يقع على مقربة زمنية من استكمال الاستعدادات الروسية السورية لتحرير ادلب وانجاز تغيير نوعي في مسارات الحرب العالمية العظمى الجاريه مع سورية.
وفي وقت تقوم ضجة اعلامية وتحركات في الوسائط والصالونات ضد تعويم محمد بن سلمان اداة ترامب في العرب والمسلمين وربيب نتنياهو، وفي ذات زمن اشعال الحرائق في فرنسا ضد ممثل تحالف المال وشخصية روتشيلد، والمؤشرات تفيد بأن الحريق سيضرب الاسواق…
روسيا ردّت كعادتها بشكل صاعق ووضعت الجميع امام الخيارات الحاسمة، فعند روسيا لم يعد مقبولا التطاول او التحرش او التعدّي، فقد ذهب زمن ابتزازها وترهيبها وباتت مستعدة وتعلن انها تفوقت بالسلاح وبالحرب السيبرانية واستعرضت عضلاتها…
احتجاز السفن الاوكرانية أمر محق، وهو ردٌّ مشروعٌ لروسيا على التحرشات، ورغبة في دفع الامور الى نهاياتها..
هل تقع الحرب؟؟ القرار بيد روسيا، فإن هي انجزت استعداداتها لاسقاط النخبة الاوكرانية وأخواتها لكسر جهود الاطلسي لتطويقها ستفعلها، فمن قبل فعلتها مع جورجيا وكانت اضعف بكثير..
هل تنجح دولة الامن القومي الامريكية بالمزيد من استفزاز ترامب وتزيد في تأزّمات امريكا وادارتها؟ فهذا امر لا يضرّ موسكو وتكون بالاحتجاز قد صبت الزيت على النار…
هل تدرك دولة الامن القومي ان الزمن تغير وروسيا تغيرت كثيرا وباتت جاهزة وتطلب المواجهات والمعارك بين الحروب وتجيدها وتنتصر فيها؟؟ ربما… وان ادركت فستحقق روسيا انتصارا تكتيكيا جديدا من شأنه ان يعزّز مكانتها ويزيد في هجوميتها لاستعادة امنها القومي وما خرج على التحالف معها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي..
العالم يرتجف، والتوترات في كل مكان، والوقت للتغيير…
فكيف تتولد شراراته؟؟؟…بحروب او بتغيير بالتقسيط…؟؟ هي المسألة.. واوكرانيا واحدة من الساحات الاكثر قابلية للاشتعال او للتغيّر..