لبنان على أكفّ العفاريت… هل دنا زمن الانهيار؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
تتقاطع المؤشّرات والحوادث الدالّة على أنّ شيئاً أُعدَّ لتفجير لبنان، وكنا قد قلنا ونبّهنا أنّ الزمن ليس بطوع الطبقة السياسية، والتطورات لن تنتظر توافق أصحاب الشأن على الحصص وعدد الوزراء، ولا بيد من يمسكون الآلات الحاسبة لتعداد أيام الرئاسة والتحضير لوراثتها في قصر بعبدا ….
فللأوضاع الاقتصادية مساراتها، وللاستحقاقات المالية مواعيدها، وأيامها تتسابق وتطرق الأبواب، فالدين بلغ ذروته ولم يعد هناك من دائنين، والفوائد لا تنام، والتزامات الدولة لموظفيها والمتقاعدين واجبة الدفع وإلّا صارت دولةً فاشلةً وغير قادرةٍ، ولا يظلّ معها أحد ….
خلال الأيام المنصرمة، بدأ شباب تيار المستقبل تمرينهم على حرق الدواليب وقطع الطرقات، وبالأمس أقدم مجهولون في حي الشراونة في بعلبك على حرق وجرف حواجز الجيش، ووجهت نداءات للاستعداد وحمل السلاح في وجه الدولة!
وبالأمس ارتكب أحد أجهزة الدولة خطأً فادحاً، وقام بعراضة قوةٍ غير مبررة، وكانت نتيجة الاحتكاكات والاستعراض ضحيةً بريئةً من أصدقاء الوزير وهاب، ولولا حكمة الحكماء لكان الجبل التهب وبدأت نيران الاشتباكات تصول وتجول في البلدات والمدن….
هذه الحوادث والأخطر فيها انكسار هيبة الدولة وأجهزتها وتوريطها بأعمالٍ تترك المواطنين في حالة رُهابٍ، والحركة الاقتصادية على أزماتها في حالة ارتباكٍ وتراجعٍ إضافيّ… والأوضاع السياسية والتفاهمات إلى المزيد من التأزّم، والحكومة وتشكيلها على الرفّ…
الحال القائم مخالفٌ لكلّ منطق، ففي الأزمات يستعجل العقلاء التفاهم وحلّ الصغائر لإطفاء النار قبل أن تشتعل في أركان البلاد …
مسارات الأمور والسياسات المتّبعة في معالجتها وتوريط القضاء والأجهزة الأمنية وخروج الخطاب عن منطق العقل وتفلّت الشوارع والتجرّؤ على استخدام السلاح وتفلّته …كلها عناصر دالةٌ على أنّ الأمر قد يفلت، ويتفلّت الشارع، وكأنّ هناك من اتخذ قرار تفجير لبنان وتحويله منصةً للإرهاب الهارب من سوريا..
بقية وقتٍ إن صحت الضمائر والعقول توفر أسباباً لرأب الصدع ومنع الفتنة، فهل يعقل القوم ويستفيقون..؟؟