رئيس حزب الرفاه الموريتاني: غير مُرحّب بمحمد بن سلمان في موريتانيا والرفض الشعبي للنظام السعودي يتضاعف كلما توغّل بقتل اليمنيين
منذ خروج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الرياض لبدء جولته الخارجية التي انطلقت من الإمارات والإحتجاجات الشعبية والحزبية والنقابية تلاحقه كيفما دار.
البداية كانت في ثاني محطّة له وهي البحرين، انتقلت لتونس التي شهدت رفضاً جماهيرياً وبرلمانياً غير مسبوق، ثم مصر وأيضاً الجزائر لتّتجه موجة الرفض هذه نحو موريتانيا.
الموريتانيّون عبّروا عن رفضهم لزيارة محمد بن سلمان من خلال تنظيم الوقفات الإحتجاجية المندّدة لزيارته وترديد الشعارات المناهضة لسياسته ورفع الصور التي تمثّل جرائمه في المنطقة لا سيما ضحايا حرب اليمن. وقامت المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الإختراق الصهيوني والقضايا العادلة بتنظيم وقفة إحتجاجية أمام الجامع الكبير بنواكشوط تنديداً بزيارة محمد بن سلمان لموريتانيا المقررة اليوم الأحد.
المشاركون ندّدوا بجرائم محمد بن سلمان في اليمن، وداخل “السعودية” جراء انتهاكه لحقوق النشطاء والمعارضين وسجنهم وقتلهم، بالإضافة لما يبذله من جهد في توسيع نطاق التطبيع مع الكيان الصهيوني. ورفع المشاركون، صوراً لمحمد بن سلمان كتب على بعضها شعارات منها “لا مرحبا بالقاتل” “لا تدنس أرضنا”.
وفي تحرّك مماثل نظّمت المبادرة الطلابية منذ أيام، وقفة احتجاجية سابقة داخل كلية القانون في جامعة نواكشوط، رفضاً لزيارة محمد بن سلمان إلى موريتانيا، وهتفوا بشعارات بينها “لا مرحبا بقاتل أطفال اليمن” و”نرفض زيارة من باع فلسطين”. في هذا السياق، أكّد رئيس حزب الرفاه الموريتاني الأستاذ محمد ولد فال أن هدف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الجولة الخارجية التي يقوم بها هو بالدرجة الأولى محاولة للهروب من المأزق الذي وجد نفسه فيه بعد فضيحة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ذلك أنه يريد أن يكون له مكانة على مستوى الأقطار العربية والإسلامية.
الزيارة تهدف أيضاً، وفق ولد فال إلى تبييض وجه محمد بن سلمان المتّسخ بفعل سقوط مئات الآلاف من الضحايا في اليمن إثر التّجويع والقتل المتعمّد، في الوقت الذي تُعد فيه “السعودية” بلاد المقدّسات بيد أن محمد بن سلمان من الواضح جداً أنه غير أهل لإدارة البلاد وخدمة هذه المقدسات. وعن الجهات التي ترفض زيارة محمد بن سلمان قال رئيس حزب الرفاه في تصريحٍ “لمرآة الجزيرة” أن الطلاب الجامعيين في موريتانيا اعتادوا أن يتصدّروا أنشطة العمل السياسي سواء على المستوى المحلي أو العالمي، لافتاً إلى أنه هناك جهات حزبية تطالب أيضاً بعدم استقبال ولي العهد السعودي ومنها من اقتصر على التنديد فقط. وأضاف: “من كان يرفض النظام السعودي بالكامل هو بعض الطلائع القومية والثورية ضمن الحركات القومية للأحزاب الوطنية ومنها حزب الرفاه والحزب الإشتراكي الديمقراطي إلى جانب بعض الأحزاب التقدمية، انضم لها مؤخراً حزب التواصل”. محمد ولد فال شدّد على أن العلاقات الصريحة مع الكيان الصهيوني والإنتهاكات التي يقوم بها ولي العهد الحال أعطت زخماً أكبر لرفض النظام السعودي في موريتانيا ولو ظهر بعض الأقليات الذين يناصرون النظام السعودي لكن الجميع يعلم أن تجمعاتهم وأنشطتهم مدفوعة الثمن وليس لها أي تأثير، بحسب قوله. ومضى قائلاً: “من المعروف أن النظام السعودي ليس محبوباً بصورة عامة لدى الشعوب العربية، خاصة بعدما اتضحت الكثير من أسراره المتعلقة مع الكيان الصهيوني وهو ما جعل الزيارة مرفوضة أكثر، وسيزداد الرفض في هذا النظام كلما توّغل أكثر في قتل اليمنيين وفي جرائمه التي يقوم بها خدمةً للكيان الصهيوني في المنطقة بالإضافة لدور السعودية السابق في تدمير سوريا وتسليح وتدريب التنظيمات الإرهابية”.