نتنياهو في أنفاق المقاومة يضيع وتسقط صدقيته
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
على عنتريّاته وألاعيبه الإعلامية، وهرباً من استحقاقاتٍ تداهم حكومته وكيانه المتصدّع والعاجز، يحتمي بالجدران ويلوذ بالفبركات والمناورات الإعلامية مرتهباً من احتمالات المستقبل ومخاطره، ومن كلّ مؤشرات الأيام القادمة التي تتراصف في غير مصلحة الكيان وتهدّد وجوده وأسباب إقامته مصطنعاً واستيطانياً استئصالياً إرهابياً…
يحاول نتنياهو التشاطر في تغطية “السموات بالقبوات” وينفخ في قربٍ مثقوبةٍ، فبعد الفشل القاطع في غزة وحملاته المتكررة لسنواتٍ ضد الأنفاق لم يحصد منها إلّا الخيبة، جاءت الطائرات الورقيّة ومن ثم “الكورنيت” لتنهي أيّ أملٍ أو حلمٍ له بالحدّ من ثوريّة وصلابة أبناء غزّة وتمسّكهم بالمقاومة سبيلاً للتحرير والعودة، وعلى أثر انتفاء قدرات الطيران الاسرائيليّ على استعراض العضلات في سوريا، ومع نُذُرِ انفجار أوروبا وتحوّلها إلى الفوضى المديدة، وبعد تصريحات ترامب عن احتمال الانسحاب من الشرق، لم يعد عند نتنياهو إلّا وسيلة العنتريّات البهلوانيّة والكاذبة بصفاقة، وهو العارف بالتطورات من موقعٍ قريبٍ لصنّاعها وأطرافها، ويعيش الهواجس ويدرك أنّ أيّامه في الحكومة باتت قريبةً، ولا مفرّ من سقوطه كإشاراتٍ على قرب نهاية الكيان نفسه وانكفائه وانشغاله بأزماته القابلة للانفجار وأحداث أوروبا ستؤثر بسرعة في تحريك مياهه الراكدة …
نتنياهو المأزوم بشخصه ومشروعه وكيانه كحلفائه من المستعربين والمتأمركين، والأزمة تضرب معلمهم الاكبر أمريكا، فكيف بالصغار في لبنان والأقطار العربيّة الأخرى، يحاول الهروب إلى افتعال الضجيج الاعلامي ليبعث في نفسه بعض الطمأنينة على طريقة أطفال يعبرون المقابر في عتمة الليل… فيثير ضجةً هي أقرب للقرقعة بلا طحن، ويشحن الاعلام ويحرّك أدواته في مجلس الأمن بذريعة أنفاق المقاومة في شمال فلسطين، ويثير الغبار ليخفي هزائمه وانكسارات أمل الكيان بالبقاء مهيمنا…. وبسعيه يحاول استثارة بعض الأدوات اللبنانية ممن ما زالوا على عمالتهم وخيانتهم غير عارفين بالمتغيرات…
وبكل حال، فإن حملة نتنياهو الكاذبة وعراضة الآليات على الحدود الجنوبية، كما كلّ المعارك العسكرية أو الإعلامية التي افتعلها هو وقادة العدو، خاسرةٌ، وستكشف مدى الضعف والأزمات في الكيان، فبمجرد الإعلان عن وجود أنفاق للمقاومة بدأت ترتعد فرائص المستوطنين ويجتاح شمال فلسطين حالة رهابٍ وقلقٍ، وبإعلانات نتنياهو أعطى المقاومة مصداقيةً أعلى وأكّد على صدقيّة وعد السيد حسن نصر الله أنّ أيّ حربٍ ستبدأ هذه المرة في الجليل ويكون التحدي تحويلها إلى فرصة تحرير القدس وفلسطين….
ويزيد في مأزق نتنياهو أنّه لن يكتشفها ولن يستطيع تدميرها ولن تتقدّم جيوشه سنتيمتراتٍ في الأرض اللبنانية ولن يفيده حشد أصواتٍ ولا ضغوطٍ على المقاومة في اللعبة السياسية اللبنانية أو في مجلس الأمن والمنابر الدولية، ولا تساوي تهديداته بالحرب فلساً صدئاً، ولن تستطيع الأبواق العميلة سوى أن تكشف أصحابها وتجعلهم أنفسهم في مهبّ ريح هزائم وأزمات نتنياهو وترامب وماكرون، فالأيام الواعدات تفيد بالمزيد من تعاظم عصر المقاومة وانتصاراتها…
فليحرث نتنياهو الجبال والوديان، وليحاول ما شاء، فلن يحصد إلّا الخيبة، والمقاومة أصبحت سيّدة الميادين، ولن تقوى قوةٌ في الكون على كسرها…