الشعب الفلسطيني في ثورة… هل تستطيع الجهاد الاسلامي قيادته إلى التحرير؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
بينما يُذلّ نتنياهو وحكومته وجيشه على كافة الجبهات، وتفقد “اسرائيل” كلّ قدراتها الاستراتيجية والتكتيكية، ويسقط سلاحها عاجزاً كما في الجو كذلك في الميدان، وتعيش “اسرائيل” حالة رهابٍ وقلقٍ على مستقبلها القريب بسبب هذا العجز وقد أخفقت في مواجهة طائراتٍ ورقيةٍ حارقةٍ من غزة، وعجزت عن تطويع شعبٍ يتقدّم لتأكيد حقّه بالعودة بالصدور العارية، ولا يكفّ عن تقديم الشهداء والجرحى العزّل في البحر وعلى شريط غزة..
ويُذَلّ الجيش في شمال فلسطين ويعجز عن أبسط المهام بحماية جنوده وسلاحهم، ويفشل نتنياهو في معاركه الهوائية ضد أنفاق الشمال، وخسر معركة أنفاق الجنوب، يجدّد الشعب الفلسطيني في مقاومته في الضفة الغربية والقدس، وتشير التقارير الأمنية الاسرائيلية إلى زيادةٍ في عمليات الدهس والطعن والتحوّل إلى السلاح الناريّ في سلسلة عملياتٍ جريئةٍ كدليلٍ على تحوّلٍ نوعيّ في قدرة الشعب وفتوّته وقد تأمّن بعض السلاح والتنظيم والقدرة على التخفّي وتضليل أجهزة أمن سلطة أبو مازن والمستعربين ومن الكيان.
إذاً، الشعب الفلسطيني عرف دربه وقرّر خوض حربه وقصده التحرير الكامل وعودة القدس عاصمةً أبديةً لفلسطين العربية…
وتباعاً تتظهّر حقيقة الأزمة الفلسطينية: فالانتفاضات وتصعيد المقاومة تعيقها القيادة الفلسطينية الرسمية، فالسلطة وأدواتها ورجالاتها تحوّلت منذ زمن أبو مازن إلى أجهزة مستعربين وعملاء للاسرائيلي، الأمر الذي صرّح به الاسرائيليّون مراراً وتكراراً، ودماء القادة والشهداء من أبطال مقاومة الدهس والسكاكين والسلاح شاهدةٌ، فكلّما سقط منهم شهيدٌ ينكشف دور أجهزة دايتون وسلطة ابو مازن.
في الضفة الاخرى، لا يبدو أنّ الجهات الرسمية التي فوّضها الشعب الفلسطينيّ منذ عقدِ ونيّف بقيادة المقاومة لتحرير الأرض الوقف والممنوع المساومة عليها بحال أفضل، فحماس منشغلةٌ في همّ تركيز وتكريس سلطتها وإقامة إمارتها المساندة لأدروغان وقطر في غزة، ومحاولاتها مقايضة تظاهرات العودة والطائرات الورقية بإطعام غزة وفكّ حصارها.
والمصالحة والجهود والشعارات لتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، تحولت ملهاةً لا أمل يُرجى منها وتعطّلت المبادرات لأنّ الرعاة لا يريديون…
الحالة: شعبٌ ثائرٌ، يقاتل بما تيسّر، ولن يستطيع أحدٌ كسر إرادته ولن تنجح أيّة مبادرةٍ في مقايضته بلقمة الخبز بمقابل تصفية القضية الفلسطينية…
وفي الواقع: شعبٌ صابرٌ ومثابرٌ وقويّ، وإراداتٌ لم تسجل على نفسها مساومةً أو مهادنةً، وتتشكّل فصائل وترتقي على ذات قاعدة رفض مبدأ الاعتراف أو التخلّي عن السلاح والمقاومة، ولأنّه شعب المقاومة الأبدية، استطاع تصعيد حماس ردّاً على اتفاق أوسلو الخيانيّ، وعندما تكيّفت حماس مع مشروع قطر – تركيا، تولّت الجهاد الاسلامي أعباء الحروب الأخيرة وقادت الردود النوعيّة على الاعتداءات الاسرائيلية منذ عدوان 2014، وتتقدّم فيصبح مفهوماً أنّ الفاعليات والقوى والفصائل فوّضت الجهاد بقيادة اللجنة الوطنية لتنظيم تظاهرات العودة الكبرى…
وكما ورثت حماس فتح والمنظمة وأعطاها الشعب الفلسطيني الثقة لأنها رفضت أوسلو وقاتلت بصلابةٍ فاستحقّت مكانتها، يفعلها الشعب الفلسطيني مع الجهاد واخواتها من الفصائل المقاومة الثابتة على القيم والحقوق التي لا تساوم عليها..
وبذلك تستدعيها فلسطين وقضيتها والشعب المقاوم، وحقائق الأزمنة الجارية والتحوّلات العاصفة ودخول القضية الفلسطينية وإقليم العرب والمسلمين عصر الانتصارات، واختلال موازين القوى لصالح فلسطين وقضيتها…
الزمن والقضية والقدس والشعب الثائر يستدعي “الجهاد” وأخواتها من المقاومات غير المهادنة ولا المساومة لتوفير أسباب وشروط وحدته الوطنية التي جسدتها في الميدان تمهيداً لتشكيل آليات وأطر وحدته في دوائر الصراع، ابتداءً بتنظيم اللاجئين في الشتات والجهد الوطني في الجليل، والضفة وغزة وحيثما وُجد أنصارٌ للقضية..
فبوحدة الشعب الميدانية تتشكل الوحدة الوطنية والوعد بحق العودة وأنّ القدس عائدةٌ عربيةً عاصمةً أبديةً لفلسطين الحرة…
فهل تتقدّم الجهاد إلى المهام السياسية القيادية بعد أن تقدّمت في الميدان؟؟؟