فرع التجمع في القاهرة يعقد ندوة بعنوان: الحرب على اليمن في إطار المتغيرات الدولية والإقليمية
افتتح د. جمال زهران (الأمين العام المساعد والمنسق العام للتجمع بالقاهرة) الندوة، بالتركيز على طبيعة العدوان السعودي الإماراتي على اليمن والذي أوشك عامه الرابع على الاكتمال، وسط خسائر ضخمة مالية وبشرية على الجانب المعتدي، بينما الشعب اليمني يواصل صموده في مواجهة هذا العدوان الأمبريالي.
وقــــال: إننا في التجمع ندين بكل قوة هذا العدوان الهمجي الغاشم على شعبنا العربي في اليمن، ونطالب بتحرك دولي لوقف هذا العدوان ومعاقبة الدول المعتدية وفى مقدمتها السعودية والامارات ودول أوروبية داعمة وأمريكا .
وأكد أن دولا عربية تقوم بالعدوان على اليمن وتصرف من أموال شعوبها بلا حدود أو سقف تنفيذا لطموحات السيادة والسيطرة الإقليمية وبالوكالة عن أمريكا والغرب الاستعماري، كان من الأولى أن تنفق هذه الأموال على شعوب المنطقة للنهوض بها، إلا أن هؤلاء المعتدين ينفّذون أجندة الغرب في تفتيت المنطقة من أجل مصلحة “إسرائيل” وحمايتها وإطالة عمر وجودها في المنطقة العربية.
وختم بالقول، إنّ صمود الشعب اليمني وعدم نجاح العدوان في إنجاز أو تحقيق أيّ شيء إيجابي على الأرض، لهو أكبر انتصار تاريخي في هذه المرحلة، وقد أفشل مخططات المعتدين الذين أعلنوا إنها حرب ستتم إنجاز أهدافها في ساعات وأسموها عاصفة الحزم، وكانت عاصفة عليهم من الشعب اليمني البطل.
ثم تحدث أ. جمال أبو عليو (عضو مجلس أمناء التجمع) فقـــــال: إن محاضرنا يناضل بالكلمة القوية والصادقة، وحضوره معنا يجلي الغبار عن القضايا التي نتعرض لها هنا في التجمع. فهو عروبي حقيقي صادق ومدافع عن العروبة. وحديثنا اليوم ليس عن أزمة اليمن، بل عن أسطورة اليمن ومستقبلها، البطل الذي استطاع ان يحرز الإنجازات بصورة غير معقولة وقدم الدماء الذكية دفاعا عن الأرض اليمنية ووحدتها وقد أثبتت الأيام أن ما تعرضت له اليمن هو عدوان غير مسبوق، واستطاع اليمن التصدي والمواجهة، في مواجهة التنكيل غير المسبوق للشعب اليمني، من السعودية والامارات.
ثم تحدث أ. أحمد عز الدين (الخبير الإستراتيجي والكاتب السياسي) فقــــال: إن ما يجري هو الحرب على اليمن، ولا ينفصل عن الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة. فالحرب على اليمن وتدميره هو لصالح قوة إقليمية هي “اسرائيل” التي تسيطر على أوضاع المنطقة ومقدراتها فهو أذن ليس مجرد عدوان يستهدف تحقيق مصالح اقتصادية للسعودية والإمارات، بل جزء من الإستراتيجية الأمريكية والصهيونية ولم تعطى الحرب على اليمن وما يحدث فيها حقها في التحليل الإستراتيجي.
فقد أعلن عن الحرب على اليمن من واشنطن على لسان السفير السعودي هناك. كما أن البرلمان الأوروبي اتخذ قراراً بوقف تصدير الأسلحة إلى الأطراف المعتدية على اليمن.
وعندما تحدث الهزيمة والانتكاسة للأطراف المعتدية، يحدث الفراق بين الشركاء. فنلاحظ أن الكونجرس في حالة هياج لوقف الحرب ومحاولة غسل يد الأمريكيين من الحرب وكذلك أوروبا حيث يحاول هؤلاء تحميل المسؤولية للأطراف الفرعية في تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية، وأنهم المسؤولون عما حدث في هذه الحرب بعد أن وصلت إلى الفشل.
أما بالنسبة للهجوم المتكرر على ميناء الحديدة الذى تم التجهيز له قبل عام من بدء الهجوم، بهدف احتلال الجنوب الشرقي، لمحاصرة العاصمة صنعاء، ووقف مد الغذاء وكل ما هو قادر على الدعم للحياة في صنعاء لإجبار العاصمة على الرضوخ والاستسلام وهو ما لم يحدث.
فحجم الجيش المعتدي 30 ألف جندي، ومجهز بأسلحة حديثة وقوات جوية مسلحة تسليحاً متقدما وذلك عند بداية العدوان، على الحديدة، وحاولوا الدخول من جوانب متعددة، إلا أن تلك الخطة فشلت تماماً. والفشل أكد أن خطة الدفاع أقوى من خطة الهجوم وزاد من صلابة الجيش اليمني وأنصار الله ودعم من قدرته على الصمود وقد كانت حجم الخسائر البشرية والعسكرية ضخم للغاية في صفوف العدوان، وهي أحد بنود جدول أعمال المباحثات الحالية، وذلك حول الجثث التي لا حدود لعددها، ما زالت حتى الآن مبعثرة في الصحراء.
والآن هناك حديث أمريكي على لسان وزير خارجيتها وغيره لوقف الحرب ، وتنشيط المبعوث البريطاني في اليمن وأكد أن الملف اليمني كاملا في يد بريطانيا، وهي تسعى أيضاً لوقف الحرب .أما الإقليم فقد أتضح وجود إمبرياليات صغرى مثل الإمارات التي تسعى إلى تحقيق الفتات من وراء الصراع، لصالح الإمبرياليات الكبرى (أمريكا – بريطانيا) ولا يتفق ذلك مع مكانة وقدرات دولة الإمارات الصغيرة. فالإمبريالية الكبرى تسعى إلى استعادة دورها في مستعمراتها القديمة وتستخدم إمبرياليات صغرى لتحقيق ذلك وحول الحديث حول القوى الكبرى في الإقليم، يتحدث كثيرون حول 4 قوى هي(إيران – تركيا وإسرائيل-اثيوبيا)، ولم تعد مصر تذكر كقوة كبرى.
وأكد على أن مصر لم تلقِ حجراً في حرب اليمن كما إنها ضد تقسيمه، ومع وحدته، إلا أن مصر لم تقدم أي شيء في الملف اليمني، ومطلوب منها ألا يكون لها دور في اليمن رغم أن لدى مصر خيارات وبدائل .وعلى الجانب الآخر فإن إسرائيليين موجودون في غرف العمليات للعدوان السعودي الإماراتي على اليمن وأصبح ذلك معلومات مؤكدة…
كما أن الجندي المصري المجهول في اليمن، تم قصف المكان وقصف أسرة الحارس نفسه دون أن يكون هناك رد فعل من مصر للأسف ورغم التبرير بعدم القصد من طيران العدوان إلا أن ذلك كذب، والاستهداف كان متعمّداً فمصر المحاربة في اليمن في بداية الستينيات والداعمة للثورة اليمنية عام 1962، غير مطلوب منها المشاركة مرة ثانية، بل عليها النوم خارج هذا الملف.
– وقد حاولت مصر أن تطرح بعض الأفكار، لكن لم يكن مطلوب منها ذلك رغم أن صلتها إيجابية ومحل ثقة جميع الأطراف.
– التكلفة حتى الآن بلغت (2,5) تريليون دولار، وهي أكبر مما أنفق في سوريا لتدميرها !!
– ففشل المعركة في الحديدة من جانب العدوان أدى إلى صراخ هيئات دولية،مثل منظمة الصحة العالمية، كما أن الأصوات تعلوا لمواجهة الجوع الذي وصل إليه الشعب اليمني وقد ارتكب العدوان جرائم حرب سيحاسبون عليها يوماً ما، ولن تمر مرور الكرام.
– وكذلك الأمر هو الذي حدث في تعز وعدن واستهداف تخريبها وتدميرها وتدمير المصانع والجسور والمزارع والغريب أن الأمريكيين يطلقون على الجيش الإخواني، أنه الجيش الوطني ويدعمهم ويدعم الإرهابيين على أنهم الوطنيون كما أن الثابت أن جماعات الإرهاب التى ذهبت إلى أفغانستان، كانت في اليمن برعاية أمريكية.
– وما يقال عن هادي، أنه مريض أو توفي كلها دعايات مكذوبة لها أهداف من ورائها منها دعم جماعة الإخوان في تعز وعدن…
– فحجم العنف والقتل والتنكيل في اليمن، لم يحدث في تاريخ البشرية وفي المقابل فالجيش اليمني استطاع مواجهة ذلك ببسالة وقوة غير مسبوقة.
– فموقف الغرب الآن، هو جزء من الإحساس بالفاجعة غير المسبوقة إنسانياً، وعدم تحقيق اي إنجاز من دول العدوان نهائياً، وأغلفة المجلات الكبرى في الغرب، تنشر عناوين” لقد هزموا في اليمن” رغم ما تم صرفه من مبالغ، وبكل ما حشدوه من قوات أجنبية مستأجرة، ورغم كل ذلك، فإنهم لم يحققوا نصرآ استراتيجياً. فالنصر الإستراتيجي الذي يبقى عليه الزمن، وما عدا ذلك ليس نصرًا حيث خلص الأمريكيون إلى أن القوة العسكرية في العدوان على اليمن، لن تحقق نصراً إستراتيجيا في اليمن، ولا حتى في سوريا ولا حتى العراق.
– فالولايات المتحدة تنسحب من المنطقة ولكنها تعيد ترتيب وجودها بشكل صغير وضيق لكن ما هو كبير في الإستراتيجية لن تستطيع أمريكا أن تقدر عليه. فأمريكا لم تعد قادرة على الدفع وتحمل التكاليف وتسعى اذن إلى الحرب بين الدول وداخل الدول، بدلا من الحرب على الدول كما حدث في العراق وأفغانستان التي تكلفت 3 تريليون دولار.
وحول المواجهة والحل: قال:
– المرحلة القادمة صعبة للغاية ليس في الإقليم،بل وفي العالم.
– المحصلة النهائية نحن أمام نظام اقتصادي عالمي يترنح من 2001م.
– البنوك كانت تحث أمريكا على حرب العراق لاستعادة قوتها وإنقاذ اقتصادها.
– أزمات الغرب وأمريكا كبيرة: أزمة مالية ، وأزمة سيولة، وأزمة اقتصادية وكذلك أزمة مديونية طاحنة حتى أصبحت الأزمة هيكلية.
– وكل ذلك مقدمات لثورة اجتماعية في أوروبا وأمريكا اللاتينية والتي انفجرت في أثينا (اليونان) منذ عام 2010م وحتى الآن.
– فنحن لسنا كأمة مهزومة، لكننا مستنفرون ولسنا مهزومين، فاليمن دمرت لكنها لم تهزم.
– وأخيراً فالمفاوضات في السويد الآن، حول الأبعاد الإنسانية، وليس حول الحل الشامل، فالسعوديون والإمارتيون، ذهبوا إلى المفاوضات مجبرين وتنفيذاً للتعليمات الأمريكية.
وفي ظل هذا كله، فإن الحرب هى الحل عند الغرب الاستعماري، لكن للأسف لم يحققوا شيئاً، وانتصرت المنطقة فلا نصر تحقق للغرب الاستعماري ولا الاستسلام قائم، هذا هو المشهد الآن وهنا فالبحث عن حلول جزئية الطابع للتهدئة والخروج من المأزق للعدوان على اليمن.
فالحل في اليمن ممكن شريطة الاتفاق على وحدة اليمن وليس تفكيكه إلى 6 مناطق، والسؤال ما هو نصيب “إسرائيل” من هذه الأقاليم وهي الموعودة بقاعدة عسكرية فيها!!
وهذا المناخ لا ينتج إلا تسويات جزئية ومؤقتة ولا تنهي صراعا، وفي النهاية فإن التهدئة هي الحل في اليمن لأن العدوان لم يحقق نصراً إستراتيجياً، والشعب اليمني حقق صموداً غير مسبوق.
فالأمة العربية لن تستسلم، وستخرج من الأزمة .والحادث الآن رغم إنه مؤلم ،لكن علينا ان نفهم ما حولنا.
تم فتح الحوار للحضور وتحدث كل من:-
1- أ/ السيد الخمار (صحفي)
2- أ/ شادي الشربيني (كاتب وباحث سياسي)
3- أ/ محمد سقاف الكافي (يمني)
4- م/ نبيل منصور
5- د/ عبده الكفراوي
6- أ/ محمد تمساح (صحفي – وعضو مجلس أمناء التجمع)
7- أ- السيد الطاهري
8- أ/ فاروق العشري ( عضو مجلس الأمناء)
9- أ/ محمد الشافعي ( عضو مجلس الأمناء)
وانتهى اللقاء في الساعة 7.30 مساءاً
الأمين العام المساعد للتجمع
المنسق العام بالقاهرة
د. جمال زهران
مع تحيات أمين عام التجمع
د.يحيى غدار