مقاومة الضفة توحّد فلسطين ومشاريع المساومة تقسّمها وتسقطها!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
لم تتأخّر الضفة الغربية ومقاومتها المستدامة بالصمود، والدهس والطعن، فقد أمّنت لنفسها السلاح وأنتجت حَمَلَتَهُ وعبقريّتهم الفذّة عنوةً وبلا منّةٍ من أحدٍ، وبرغم إجراءات الاحتلال التعسّفية واطلاق قطعان المستوطنين في الاعتداءات اليومية على الاقصى والعائلات والنشطاء والقرى والزيتون، وغصباً عن سلطة ابو مازن وتنسيقها الامني واعتداءاتها على الشعب الفلسطيني ومحاولات إذلاله بالجوع والحرمان وبالبطش والتي تشكّل مخلب الاحتلال في محاولات تصفية المقاومة ورموزها وأدواتها والاعتداءات والتنكيل بفتيات وبفتيه السكاكين…
الضفة وشعبها والقدس والجليل أصدق فعلا وأفعل قدرة من بعض قادة الساحة الفلسطينية وفصائلها التي تنشغل عن الفعل المقاوم وتبحث عن آليات للمساومة والتطبيع والتفاوض وقبول الاحتلال وشروطه بمجرد تأمين سلطات بائدةٍ وزائلةٍ وعميلةٍ أو سلطةٍ لإمارةٍ في خدمةٍ الاخرين…
غزة ومقاومتها الاسطورية أمرٌ محسومٌ لم يقوى أحدٌ على ليّ ذراعها أو إطفاء شعلتها، واستمرّت تولّد المقاومات وتعلّم الصمود والتحدي برغم عقدٍ ونيفٍ من الحصار الجائر وغير المسبوق والقمع والارهاب والمصادرة والتجويع، بالاضافة إلى أربعة حروب وعشرات المعارك بين الحروب…
كل جهود ونداءات وشعارات ولقاءات الفصائل، وبرغم أطنان الاوراق وآلاف ساعات البثّ التي تبارى فيها الديوك على الفضائيات وكرّروا شروطهم ورغباتهم وتوزّعوا تحمّل المسؤولية، وبرغم الدور المصري البارز وقبله السعودي، والدور القطري والتركي اللافت، في محاولات وأد صمود غزة ومقاومتها وتأمين آلياتٍ لتصفية القضية، وتكرار معزوفة تطوير منظمة التحرير وإنجاز المصالحة… إلّا أنّ الضفة والقدس وغزة هاشم أسقطت كلّ المحاولات وسجّلت حالةً أسطوريةً في القدرة على التظاهر وتحمّل عشرات الآلاف من الجرحى ومئات الشهداء العزّل..
شعلة المقاومة في الضفة، لم تنكفئ ولم تعطِ الفرص لمحاولات قتل روحها أو فصلها عن غزة، أو عزلها عن قضيتها الفلسطينية، فالضفة والجليل والقدس هي القضية الفلسطينية تماما كحق العودة الممنوع المساومة عليه أو التفريط به..
وبينما نتنياهو يحاول استعراض عضلاته الصوتيّة مسنودةً بحراكٍ للمعدات الهندسية في جيش العدو إلى شمال فلسطين، والايهام بأنه قادرٌ على تحصين الكيان من الانفاق، والانفاق هي مجرد دلالةٍ واقعيةٍ على عبقرية الشعب وقدرته على ابتداع الوسائل غير التقليدية في الحروب وفي تمويل غزة، استدعته الضفة مرةً ثانيةً وعلى زنود أبطالها الشباب، والذين أمّنوا السلاح وخططوا ونظموا أنفسهم، فقالت له: تعال.. هنا فلسطين وهنا المواجهة الحقيقية وهنا مقتل الكيان ونهايته القريبة المحتومة..
ضاعت جهود نتنياهو وعنترياته وزيارته الهوائية لعواصم المستعربين، ولم تعد تفيده في تعويم حكومته ولا في بقائه ملكا للكيان الصهيوني…
فعمليات الطعن والدهس والسلاح أعادت تصويب الاتجاهات وصحّحت بوصلة الجميع، فهنا تسقط العنتريّات الاسرائيلية وينكشف الجيش الصهيوني المرعوب والمرتبك، وهنا يقول الشعب كلمته وهنا يتأكد أنّ فلسطين أرض وقفٍ لن يستطيع أحدٌ بيعها لشراء نفوذ ومكانة… وهنا أيضاً تعود فلسطين القضية المحورية والجوهرية وأصل القضايا وعنوان صراع القرن، وهنا، وفي السلاح والانتفاض والدهس والثأر للشهداء تتحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وليس في الغرف السوداء أو على الفضائيات أو باستعراض العضلات الصوتية…
الشعب الفلسطينيّ بحسّه وبفطنته الوطنية والقومية المتّقدة أدرك حجم التحوّلات النوعية في البيئات وفي قواعد التوازنات الاستراتيجية، فامتشق السلاح ولم يصغِ لقادةٍ منصّبين أو متسلّلين أو حملتهم الاصوات لأنهم في المقاومة، وعندما أصبحوا في القصور والفنادق تخلّوا عنها..
الشعب الفلسطيني أصدق إنباءً وقوةً وقدرةً من كلّ الترهات، ففي الضفة وغزة وقضية العودة والقدس يتوحّد الشعب وقضيته وجغرافية فلسطين.. فهل من جهةٍ قادرةٍ على تلبية الحاجات والتقدّم لتشكيل آليات الوحدة النضالية المقاومة لقيادة الحقبة الفلسطينية الجديدة.
إنّها ساعة الحقيقة، فمن يعرفها يستمثر فيها ويصبح في القمة، ومن يتجاهلها أو يدير الظهر لها فليس لهم سوى مزبلة التاريخ…