الرايات الحمر في بيروت والسترات في تونس والشماغات في الاردن والبصرة تعود… وعد السنة الجديدة تغيرات جذرية …
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
نظّم الحزب الشيوعي اللبناني تظاهرةً حاشدةً في بيروت رفضاً للفراغ والفساد والظلم اللاحق بالطبقات والفئات الاجتماعية، وتحذيراً من خطر الانهيار، وفي محاولةٍ لتصويب الاداء، ودعوة الشعب اللبناني للانتفاض على الطبقة السياسية التي باتت عاجزةً عن لملمة صفقاتها والاتفاق على المزيد ولو في محاولةٍ لتأمين قيامة حكومةٍ معطلةٍ منذ سبعة أشهرٍ ونيف..
وكمثل لبنان لجهة الأزمات ما زال العراق ما بعد الانتخابات الاشكالية يعاني من غياب الاتفاق على حكومة كاملة، بينما البصرة التي تحولت الى بؤرة توتّر دائمة منذ عام 2014، تشغّل ماكيناتها الانتفاضية بسبب عدم تنفيذ الحكومة والمؤسسات العراقية لوعودها الكثيرة التي أطلقتها في محاولةٍ لضبط الحراك…
ولم تتخلّف تونس عن الحراك الاجتماعي بعد ثمانية سنوات على ثورتها التي اغتُصبَت بتحالفاتٍ عابرةٍ بين المؤسسة الحاكمة وحركة الاخوان المسلمين “حركة النهضة” التي نجحت في المناورات وتسويق الوهم، وفشلت فشلا ذريعا في ابتداع صيغٍ اقتصاديةٍ متحررةٍ من الولاء لصندوق النقد والتبعية للاوروبي، ومتهمّة بتنظيم وحماية وإعداد جماعات الارهاب المتوحش وزجّها في ليبيا وفي سوريا وافريقيا، فقد نفذت السترات الحمراء نفسها وتختبر آليات وطرائق حراك عاصف..
في العاصمة الاردنية عاد الحراك الى طبيعته ودورته الرابعة بعزيمة وتنظيم، متحررا من اركانٍ في الحياة السياسية التقليدية والطبقة السائدة، وباتت حكومة الرزّاز، التي ورثت سابقتها بوعود كثيرة، تحت التهديد بالسقوط، فلم تقدّم أي بديلٍ بل سارت على شروط صندوق النقد وعاشت على وَهْمَ أن تاتي المساعدات مرةً من تركيا المأزومة ومن المشيخات التي تعاني جفاف مصادر تمويلها التي صادرها ترامب ولم يستطع حماية محمد بن سلمان من هجوم مجلس الشيوخ الامريكي ذو الاكثرية الجمهورية…
في عمان “شماغات” حمر، والشماغ هوية الشخصية الاردنية منذ اعتمره الملك حسين ردّاً على اعتمار عرفات للشماغ الفلسطيني، وقد اختار منظمو الحراك اللون الاحمر للتمايز عن السترات الصفر وايضا في دلالة على ان الاحمر شعار القوى الاجتماعية والاشتراكية…
في تركيا يعيش اردوغان وصحبه حالة ذعرٍ من السترات الصفر والدعوات التي تقودها المعارضة الواسعة والمتّسع نفوذها وتستعد لاطلاق حراك اجتماعي شعبي رافض لمجمل السياسيات ولفساد حزب العدالة ورجالاته وبطانة اردوغان …
السنة الجارية تلفظ أنفاسها الى غير عودة، اما الآتية فتبدو حُبلى بالتطورات العاصفة في كل الميادين: فغزة والضفة واعدةٌ، وسوريا أبلغت أنّ كلّ اعتداءٍ سيلقى ردّاً لاجماً: “مطار بمطار” و”قصف بقصف” و”صاروخ بصواريخ”!، ونتنياهو مرتبك ومأزوم وقاصر، وترامب يعاني صدمات متتالية ويتحول الى بطّة كسيحة، اما مشيخات الخليج وفي اولها السعودية، فيبدو انها أدركت الحلّ متأخرة ولم يعد لأميرها سوى دمشق يحتمي بها وقد تبدو الزيارة المفاجئة للرئيس السوداني لدمشق بمثابة دورية الاستطلاع وطليعة عودة العرب الى بيتهم الاساسي…
إنّه زمن الشعوب والمقاومات يعود ليسود…