شرق الفرات وادلب والكرد بعد الانسحاب الامريكي… إلى سوريا در..
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
تكثر الاجتهادات، ويُعاد اجترار ذات التنظيرات التي تشكّك بسوريا وجيشها وشعبها وقدراتها، وكأنّ الأمريكيّ وحلفه ما زال قادراً على التقرير وتنفيذ إرادته، فالقول إنّ الانسحاب تمّ بالتوافق بين أردوغان وترامب كالقول إنّه تمّ بالاتفاق بين نتنياهو وترامب وإنّه جاء تلبيةً لطلباتهم ولتحقيق مشروعاتهم…..
بينما الوقائع ومنها استقالة وزير الدفاع الامريكي تقول بصريح العبارة إنّ القرار “ترامبيّ” ومن نهجه وعلى خلاف مع الكونغرس والبنتاغون وتحالف الحرب، وقد قالها ماتيس مبرراً استقالته؛ لأنّ الانسحاب لا يستجيب لحاجات الحلفاء أي يتركهم عراةً ومكشوفين ….
والحق أنّ هزيمة امريكا في العرب وعلى يدهم وفي سلسلة حروبٍ ممتدةٍ منذ 1973 في حرب تشرين هي التي ألزمت الامريكي بالانسحاب وتحت النار أيضاً وبلا تفاوض أو ترتيبات أو تقديم أثمان، تماماً كما خرج الاسرائيلي من لبنان وغزة تحت النار وبلا تفاوض أو ترتيبات، وكما يخرج كلّ محتلٍّ مهزوم بفعل المقاومة والصمود …
الانسحاب الامريكي من سوريا هو فعل إقرارٍ بهزيمةٍ، والمهزوم لا يفرض شروطاً ولا يؤمّن عملاءه وأدواته بل يتركهم في عراء الهزيمة كما في جنوب لبنان 2000، وعليه، فأكراد أمريكا مهزومون وخاسرون، وكان فورد السفير الامريكي السابق في سوريا قد أنذرهم قائلا: امريكا ستنسحب والكرد خسروا والاسد انتصر …
أما نتنياهو وأردوغان الكاذبان، هما الأكثر رهاباً وخوفاً من الآتي وأكبر الخاسرين، وكلاهما ترتعد فرائصه ويعدّ أيامه وأيام كيانه، فبقاء الكيان الصهيوني واستمراره منذ تأسيسه قائم على الإسناد والدعم الاوروبي الامريكي والادوات المحلية، وبهزيمة وانسحاب أمريكا يفقد كلّ وآخر شروط وأدوات حمايته وتأمينه، وكذا حال الاخوان المسلمين في تركيا الذين وصلوا الى الحكم واستقرّ اردوغان وأنجز معجزته الاقتصادية الفقاعة بإسنادٍ مباشرٍ أمريكيّ، ولوظيفه تخديم مشروع الشرق الأوسط الامريكي الاسرائيلي، وبهزيمة أمريكا والانسحاب ينقلب الوضع والتوازنات وتسقط الادوات ….
ولهذا ننصح الأصوات الغارقة بماضيها والمنبهرة بأمريكا وأدواتها بأن تصمت صمت القبور، فالكرد سوريون وعائدون الى حضن أمّهم الحنون، وادلب وعفرين سوريّةٌ، وكلها ستعود بالمصالحات وبالحسم ليتثبت وعد الاسد من يوم الازمة الاول، فلا مكان ولا فرص ولا بيئات لمقولات اللجنة الدستورية ومشاركة “المعارضين” ولن يكون للاخوان المسلمين أيّ دور كما لأمثالهم ممن سيّس الاسلام وغدر بالأمة وقضاياها..
الانسحاب الامريكي من سوريا إقرارٌ من الغرب بالهزيمة، وسيصبح بداية تاريخٍ يسجّل لنهوض الامة من موقعها الحاسم والرائد في سوريا …