“اسرائيل المفلسة” تبحث في دفاتر عتيقة ومهترئة
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
آخر اعتداءات العقل الصهيوني العدواني الإعلان عن مطالباتٍ للدول العربية بتعويضاتٍ عما تزعمه أملاكاً لليهود الذين غادروا إلى فلسطين وتقدّرها بـ 250 مليار دولار…
الاعلانات الاسرائيلية هذه تذكّرنا بالمثل الشعبي “عندما يفلس النوري يبحث عن دفاتر أبيه العتيقة” مع الاعتذار من المقارنة ومن النور…
إذاً: “اسرائيل” في حالة إفلاسٍ ولم يعد لها قوةٌ اقتصادية، ولم يعد من يتحمّل كلفتها التي بلغت أكثر من عشرين تريليون دولار تقاسمتها أمريكا والاتحاد الاوروبي، فسبق أن وقع جدالٌ بين الاسرائيليين والاوروبيين عن هذه الارقام، بينما زعم الاسرائيليون أنهم أمّنوا مصالح الغرب خلال السبعين عاما من أموال وثروات العرب بما يفيض عن مائة تريليون دولار، في إشارةٍ الى أنّ الكيان الصهيونيّ كان مشروعاً مربحاً…
الادعاء الاسرائيلي يعطي صورةً واضحةً عن أنّ الكيان في حالة إفلاسٍ ماليٍّ أيضاً بعد أن أفلس عسكرياً وشعبياً وحقوقياً وأخلاقياً ككيانٍ عدوانيٍّ اغتصابيٍّ اقتلاعيٍّ من خارج نصوص وسياقات الحياة..
والمطالبات الاسرائيلية بالتعويضات تفتح أيضاً على مسارين:
مسارٌ أول: يفيد بأن الكيان الصهيونيّ المأزوم يأمل من أنظمة ومشيخات الخليج أن تتحمل وزر تمويله لمزيدٍ من الوقت، الامر الذي بات مشكوكاً به، ليس لأن المشيخات لا تعتبر مكملا للكيان وحامٍ له، فقد أفصح ترامب وقالها بصريح العبارة: السعودية حليف ولولاها لما بقيت “اسرائيل”، وكذا شقيقاتها من المشيخات الأصغر، إنما الطلب الاسرائيلي الآن يؤكّد عدوانية الكيان وأطماعه في وقتٍ بات مشكوكاً به أن تستطيع المشيخات دفع الاموال التي تطالب بها “اسرائيل” لما تعانيه من شحّ الاموال وتراجع النفط وأهميته وطلبات ترامب وسطو امريكا على ما بقي بموجب قانون “جستا” الذي بدأ يتحرك بقوة… فالبقرة جفّ ضرعها عند الامريكان وترامبهم…
المسار الثاني: أن الادعاءات الاسرائيلية تقدّم ذريعةً واضحةً وقويةً للعرب كي يطالبوا “اسرائيل” والغرب بعشرات التريليونات من الدولارات كتعويضٍ عن تهجير الشعب الفلسطيني وطرده بالقوة والمجازر وما لحق به من دمار وشهداء وحروب، بينما اليهود غادروا بالاغراءات وبمخططٍ اسرائيليٍّ غربيٍّ جهنميٍّ ولم يضطرهم أحدٌ للمغادرة القسرية، كما أنّ قرارات مجلس الامن ولا سيما 181 و193 نصّت حرفياً على عودة اللاجئين والتعويض، وقد ابتزّ الكيان الصهيوني ألمانيا وأوروبا بكذبة المحرقة ونهب الكثير من الأموال، وهناك سوابق أمريكية عندما ألزمت العراق ونهبت أمواله بذريعة التعويض عن غزو الكويت، وتالياً فالمطالبات العربية بالتعويض مطلبٌ محقٌّ ومشروعٌ بحسب القانون الدولي…
“اسرائيل” التي تلوذ بدفاتر عتيقة مهترئة وربما تعرف ان مطالباتها عدوانية وغير محقة وتسلطيّة، تعرف أيضاً أن لا أحد قادرٌ على الاستجابة لها… وهي بهذه المطالب تكشف سرّ أزمتها العميقة والبالغة عتبة الانهيار الماليّ والاقتصاديّ “قد تشهد تظاهرات ستراتٍ صفر” بعد أن فقدت دورها الوظيفيّ وفقدت كلّ وآخر عناصر قوّتها الاستراتيجية والتكتيكية وتفقد قدرة حلفائها التقليديين الاوروبيين والامريكان على تبنيها ودعمها، ويزيد في أزمتها الانسحاب الامريكي من سورية، وما بلغه حلف المقاومة من قوةٍ عاتيةٍ تستوجب عاصفةً تقتلع الكيان الذي أصبح شجرةً يابسةً في الحقل منذ هزيمته في لبنان 2000، وتكرّس يباسها ويأكلها السوس بعد هزائمها في حرب تموز وحروب غزة وسقوط مشروع تدمير سورية وتفكيكها…
وأكثر ما يرهب الكيان الصهيوني معرفة قادته أنّ ترامب سينقلب على لوبياته وشخصياته المتطرفة التي زرعتهم في الادارة وأوّلهم مستشار الأمن القوميّ ووزير الخارجية بعد أن بدأ انقلابه بالإطاحة برموزها في الدفاع والوكالات والبنتاغون…
إنّه زمن نفاذ صلاحية الكيان الصهيونيّ ومعه نظم المشيخات وسايكس بيكو…