بن سلمان يحتمي بالأسد ويعود إلى الشام، ماذا يفعل الحريري و14 آذار
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
تناقلت وسائل الاعلام عن زيارةٍ للواء علي مملوك للسعودية، وأفادت الانباء أنّ السعودية عازمةٌ قريباً على فتح سفارتها في دمشق.
فتراجعت التصريحات التي تزعم أنّ عودة المستعربين إلى دمشق مرهونةٌ أو مشروطةٌ بتقليم أظافر إيران أو هزّ العلاقات الاستراتيجية مع دمشق.
على ذات السويّة أعلن الأستاذ نبيه بري ضرورة تأجيل القمة الاقتصادية في بيروت ما لم تُدعى سوريا لها، وفي إعلانه إشارةٌ جادّةٌ أن لا شيء بعد الآن يسير في جامعة المستعربين إن لم تتعرّب على الهوى والقيم السورية.
فبين مؤشرات التصريحات والتسريبات عن زيارة مملوك، ومؤشّراتٍ تطبيعيةٍ للعلاقات ترتسم الصورة واضحةً لمستقبل العرب، ونظامهم الإقليمي، ويتحقّق وعد سورية أنّها قادرة وعازمة على إعادة هيكلة النظم والجغرافيا في العرب والاقليم على قياساتها هي وشروطها بصفتها المنتصرة وليس على هوى التصريحات والأمنيات الواهمة لمن ما زال يعاند حقائق الميدان وتحوّلاته العاصفة..
العرب والمستعربون عائدون الى دمشق ومعهم رهط الاوروبيين والادارات العالمية هذه مسلّمة وقد أعلنها نائب وزير الخارجية السورية لتصير جدّية وحقيقة عملية جارية لا احد يعطّلها او يستطيع نفيها والمناورة بها…
يصير السؤال المحقّ جدا، والاجابة عليه تفسّر لنا ما عاشه لبنان خلال الثمانية اشهر المنصرمة على تكليف الرئيس الحريري بتشكيل حكومة هو لا يرغبها ولا هو عارف بمصيره ومستقبله وحلفائه من 14 اذار…
وقد جاء الخبر اليقين من دمشق، فعلى أثر افتتاح السفارة الاماراتية فيها اعلنت هيئة مكافحة الارهاب، لائحتها التي ضمّت الى الرئيس سعد وكوادر مستقبله الوزير جنبلاط وحزبه ونشطائه و الدكتور جعجع ومحازبيه، وهكذا ترتسم في لبنان ملامح مستقبله القريب والبعيد وتفيد المعطيات الوافرة: أن القرار السوري معلن: لن تتعامل دمشق مع حكومة يرأسها الحريري ويشكل مع حلفه في 14 اذار قوة مقررة او يمتلكون الثلث المعطل وما شاكل…
يعود العرب والمستعربون والاوروبيون الى سورية من موقع المهزومين وتفتح ذراعيها لمن يطلب العفو والغفران، إلا من تورط بالدم منهم ومن كانت قد صافحته دون أن تسامحه أملاً بأن يعود إلى رشده ويعرف حقيقة الازمنة ومكانة سورية في صناعة الواقع والمستقبل معا…
العرب على حافة تحولات نوعية وجذرية تحت قيادة سورية وتحالفاتها، ولبنان المعطوب في طبقته السياسية والعاجز عن انتاج حكومة تعزز وحدته الوطنية وتعيد صياغة النظام لتأمين ديمومة الكيان عرضة لزلزال يغير فيه ليصبح قادرا على التساوق مع الجاري في العرب ومن بوابة الشام…
والحالة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يستعجل الحريري وفريقه من 14 اذار وعلى رأسهم ممولو الارهاب بالهرولة الى دمشق وتقديم الاعتذارات مشفوعة بالاستعداد لقبول الاملاءات، او ان يعتذر الحريري قبل ان يقدمه الامير محمد بن سلمان وفريق 14 اذار كأولى الدفعات للتعويض عما فعلته السعودية واخواتها في سورية من مؤامرة مدمرة.
والخيار الثاني، يسير على حبلين مشدودين؛ فإما أن يعتذر الحريري ويصار الى استشارات تأتي بمن يشهر تحالفه مع سورية ويقبل الفريق المهزوم بحكومة اكثريتها المطلقة صديقة لسورية، او الانهيار المالي والاقتصادي، او تسبقه انتفاضة شعبية عارمة تفيد المعطيات ان كل مؤشراتها وعناصرها تتجمع فتطيح بنتائج الانتخابات وتهدد النظام وتلزم القوى الحية بالمسارعة الى طاولة المؤتمر التأسيسي لصياغة خطة انتقالية تضبط الايقاعات وتغير في الاوزان وتزجّ بالفاسدين في السجون لتستعيد الاموال المنهوبة ولانتاج قانون انتخابي يتساوق مع الطائف ويحقق فقراته المعطلة وبعدها يصير لبنان آمنا وفي الحاضنة الكلية السورية..
انه زمن سورية والمقاومة يقرر ما سيصبح عليه لبنان او الفوضى الهدامة وليس الا الجيش العربي السوري والطيران الروسي قادران وبصفتهما الملاذ الوحيد وعندها لكل حادث حديث..