أستانا أتمّت وظيفتها، تركيا رسمياً دولةٌ راعيةٌ للإرهاب، فهل يضربها؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
لكلّ شيءٍ نهايةٌ، والحروب تُحسب بنتائجها لا بكلفتها أو مساراتها المتعرّجة.
نجحت روسيا في جرّ تركيا تحت النار حيناً وبالتهديد مرّةً، وبالإغراءات مرّاتٍ، ووظّفتها في الحرب على الإرهاب بعد أن نجحت بجعل محاربة الارهاب المهمة العالمية الاولى، وأمّنت سوريا والرئيس، وحوّلت محور الحرب لتصبح ضدّ الارهاب بدل أن كانت “لترحيله” أو لإسقاط سوريا.
ابتدعت سوريا وروسيا تكتيكات الهدن، والمصالحات، ومناطق تخفيف التوتّر، ونقلت منصّة البحث في الأزمة من جنيف إلى أستانا فسوتشي فدمشق للحوار الوطنيّ وإعداد الدستور السوريّ لسوريا لا غير ذلك من دساتير.
أردوغان لعب على الحبال، هدّد ولم ينفّذ تهديداته، وعد ولم يفِ، وقّع اتفاقاً بين وزير دفاعه ووزير الدفاع الروسيّ في سوتشي، والتزم نزع السلاح من مناطق وتفكيك النصرة، وفتح الطرقات الدوليّة بمددٍ زمنيةٍ محدّدة.
نفذت المدّة، وتركيا لم تلتزم كما كان متوقّعاً، وجاء قرار ترامب بسحب القوّات الأمريكيّة من سوريا صدمةً لتركيا ومشاريعها، ثم تعمّق الخلاف “أقلّه كلاميّاً” بين مبعوثي ترامب والرئيس أردوغان.
انحسر زمن اللعب على الحبال، وعلى تركيا أن تكشف عن حقيقة سياساتها وأطماعها وأين ستنحاز، إلى روسيا وإيران الضامنين لاتفاقات أستانا، أو في موقعها قاعدةً متقدمةً للناتو في الشرق العربيّ والاسلاميّ وجداراً حامياً للاتحاد الاوروبي غير القابل بها في منظومته…
فالزمن لم يعد لتركيا وعثمانيّتها، ولا للعدوانيّة الأمريكيّة وتحالفاتها، ولأن سوريا وروسيا وحلفهم في حقبة الانتصارات وعارفون بالأمور وتطوراتها، وقد نصبوا الكمائن لتركيا، فقد وقع أردوغان بشرّ أعماله.
لا قدرة لتركيا على عمل شرق الفرات، والكرد بأغلبيّتهم الساحقة في حاضنة سوريا – روسيا، ويهدّدون تركيا بمستقبل وحدتها الوطنية واستقرارها، ومسلّحو تركيا وجيشها المهلهل وقف على أعتاب منبج بلا حولٍ أو قوة، وفصائلها ونقاط مراقبتها في ادلب ليست إلا مجموعات من المرتزقة “خردة” فقرّر اردوغان انعطافته وأعلن سافراً أن تركيا دولة راعية وحامية ومنظمة وممولة ومسلحة للارهاب بأكثر تجلياته توحشاً وعدوانيةً، والمصنّف في الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن بقوى الارهاب المتوحش، وسلمت تركيا ونقاط مراقبتها ومرتزقتها إدلب والارياف على طبق من ذهب للنصرة التي ستعلن إماراتها بحماية تركيا والطيران الامريكي من “أنجرليك” ومن والعراق بحسب إعلانات ترامب.
على خطٍّ آخر يؤكّد أنّ تركيا أردوغان دولة ارهابية ومنتجة للارهاب ما انكشف من بواخر السلاح والمسلحين الى ليبيا، واعلنت السلطات الليبية مسؤولية تركيا الدولة وأجهزتها وحزب العدالة والتنمية..
أستانا: أنجزت مهمتها على التمام والكمال وبين أهدافها إحراج تركيا لإخراجها وكشف دورها ومشروعها وموقعها في احتضان ودعم وإسناد وإنتاج الارهاب، وهاهي تركيا تمارس وتعلن على الملأ بلا رتوش..
ايران وروسيا الدولتان الضامنتان للاستانا والمقاتلتان مع سوريا واللتان تعهّدتا تركيا، أصبحتا في حِلٍّ من محاباتها أو حمايتها، والجيش السوري والروسي والحلفاء تحرروا من أستانا والتزاماتها واستكملوا حشد القوة لتصفية الارهابيين أو ترحيلهم إلى تركيا نفسها ليرتدّ الخنجر المسموم إلى نحرها…
معركة إدلب دنت ساعتها ومسألة الوقت مرهونةٌ بالاحوال الجوية. وبذلك تقع رقبة اردوغان ودولته تحت مقصلة حماية الارهاب، أو ينتقل الارهاب إليها ليضربها والكرد على سلاحهم للقتال في 31 محافظة في جنوب شرق الاناضول حيث قواعد حزب العمال والاكثرية الشعبية الكردية الساحقة، ولن تجد تركيا في روسيا وسوريا من يؤمّنها أو يحميها ما دامت هي تملّصت من التزاماتها وتعهداتها وسلمت ادلب للنصرة…
هذا هو زمن انتقال العاصفة الى الدول التي تآمرت على سوريا وحاولت تدميرها لتدمرها فمن زرع الريح في سوريا يحصد العاصفة في بيته…