هيل في بيروت… هل يراهن الواهمون على قدرات أمريكا..؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
بعد غيابٍ طويلٍ لمندوبي الادراة الامريكية وأجهزتها، وكُمون السفيرة في بيروت، عادت الحياة الى وجوهٍ شحبت كثيرا، فاعتلتها الحمرة والحماسة، وكأنّ حدثاً نوعياً مغيراً في الأحوال قد هبط من سماء واشنطن..
فريق 14 آذار والمغلوبون على أمرهم اشتدّت عزائمهم، وخدعتهم أبصارهم بأن ضوءاً بدا لهم في نهاية نفق الخسائر والهزائم الامريكية الاسرائيلية.
هيل في بيروت بحسب الاعراف السابقة ليشكّل فريقا متحمسا للمشروع الامريكي الاسرائيلي تحضيرا لمسرح شنّ هجومٍ شرسٍ على حزب الله من بوابة الشارع، والاعلام، والمال واستخدام ادوات امريكا الاكثر تحكّماً كجمعية المصارف والمركزي والعقوبات المالية على ايران وحزب الله.
ولدى بعض المصادر تحضير لاحتمالات عدوان اسرائيلي يصير بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير، وتنهي مأساة فلسطين المديدة بحسب وعد السيد حسن نصرالله بأن الحرب إن وقعت فسنحوّلها من تحدٍّ الى فرصة.
المصارف والمركزي اللبناني تنفذ أوامر الخزانة الامريكية وعقوباتها منذ زمن بعيد، وبعد تشديد الحصار على حزب الله تفيد المعطيات ان المصارف وبأمر من المركزي تتحرش بالمؤسسات اللبنانية الشرعية ومنها البلديات وأعضاء مجلس النواب والوزراء، فبعضها يرفض فتح حساباتٍ لممثلي حزب الله والمقربين منه وتطلب المصارف البطاقات الشخصية والتقييم الامني والاجتماعي لاعضاء مجالس البلديات التي يتمثل فيها أعضاء من الحزب أو مقربون، وهذا اعتداء صارخ على الدستور والقوانين والسيادة والحرية التي طالما تغنى بها اللبنانيون واجتمعت حولها 14 اذار وقادت التظاهرات وافتعلت الاضطرابات واعلنت الحروب تحت عناوينها..
ماذا يستطيع هيل في بيروت؟؟
يجزم العارفون بأنه لا يستطيع شيئا جدّيا، سوى إثارة عواصف إعلامية وشدّ أزر المنهارين من 14 اذار والمتحسّبين لعودة السوري بدباباته أو بنفوذه بعد أن يستكمل المستعربون العودة الى دمشق على تحالفاتها وقيمها هي، والحدث النوعي ما أعلن عن موعد افتتاح السفارة السعودية في دمشق…
إذن: هيل ورهط مبعوثي الادارة الامريكية الى العرب والمسلمين وجولاتهم بعد الشروع بالانسحاب من سورية لا يعدو كونه عملا استطلاعيا وابلاغا للحلفاء والادوات أنكم انتم المعنيون بمفردكم في التصرف ودولة الامن القومي تلوذ بكم لتصحيح الخلل والاختلال في واشنطن، فترامب بدأ هجومه ويسعى الى قلب الطاولة على رأس البنتاغون والمؤسسات والوكالات ولوبيات الضغط التي كانت تتحكم بأمريكا وتديرها في الحروب والعنتريات التي بلغت ذروتها بهزائمها المتكررة في الشرق العربي والاسلامي…
صغار كثر في لبنان ومؤسساته وحياته السياسية ستشتدّ عزائمهم ويقرأون في زيارة هيل ترياقاً لهم، بينما الامور والمعطيات شيء مختلف وتجزم بأنّ عصر الامريكي وتحكّمه عن قرب عبر الزيارات والاملاءات او عن بعد لم تعد تجدي نفعا، فالشارع جاهز والازمة المالية عاصفة وحزب الله وحلفه لا يتضررون من الانفجار والانهيار بقدر ما سيلحق بالامريكي وحلفائه وادواته، ويبدو حراك حركة أمل في قضية القمة وعدم دعوة ليبيا وإعلان وزير المال عن إعادة هيكلة الدين صفعةً استباقيةً وقراراً نافذا؛ بأننا عارفون ماذا تريدون ونحن جاهزون وإن أقدمتم حسمنا، وفي ذات السياق يندرج احتفال أربعينية شهيد الجاهلية وما التأم بها من حشد، والكلام الذي قيل وإعلانات الوزير طلال أرسلان الصادحة والصارخة؛ السيد حسن نصرالله انتصر والرئيس بشار انتصر فلا احد سيشتري بضاعة من 14 اذار وان التصعيد بلا جدوى…
لبنان على مفترق الطرق والحسم بالحرب ان بدأتها “اسرائيل” او تورطت بها او استدرجتها، وبالشارع والمؤسسات واشهار الافلاس ان تورط بعض اللبنانيين الواهمين او انحاز المصرف المركزي وجمعية المصارف للاوامر الامريكية….
هيل… عُد إلى بلادك، فلم يعد لك من مكان في بلادنا بوجود مقاومتنا المنتصرة!