المصرف المركزي اللبناني يطلق رصاصة الرحمة على النموذج الاقتصادي .. هل لزيارة هيل علاقة…؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
لم يعد الوضع يحتمل، والمكابرة والتذاكي لم تعد تنفع…
بلدٌ بلا حكومةٍ منذ ثمانية أشهر، وبلا أفقٍ لتشكيلها… وجاءت زيارة هيل وإملاءاته لتزيد في الأزمة وفي ارتباك الطبقة السياسية، ولتضع البلاد واستقرارها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على أكفّ عفاريت المصالح الامريكية الاسرائيلية …
وبرغم أنّ أمريكا هُزمت وقبلت وأعلنت الهزيمة، وبدأت سحب قواتها من سوريا، وما سيترتّب عليه من تحوّلاتٍ تاريخيّةٍ، إلّا أنّ البعض ومن النافذين والمقرّرين بأمر الحكومة، ما زالوا على وهم أنّ أمريكا حاكمةٌ تأمر فتطاع….
وكان القادة والنافذون والرؤساء والخبراء قد حذّروا من الانهيار، وقدّموا أرقامهم ومعلوماتهم القاطعة، إلّا أنّ المكابرين ظلّوا ينشرون الوهم والتوهيم بالقول إنّ الامور تحت السيطرة، وبرغم أنّ وزير المال – وهو من أكثر العارفين – قد علّق جرس الانذار بقوله: “لا مفرّ من إعادة هيكلة الدين”، فجاءت الردود متّهمةً ومتهكّمةً، وتبارى المسؤولون بالتبشير بأنّ لبنان خارج دائرة الازمة وقادرٌ على سداد الديون وتخديمها…
لم يمضِ على اجتماع القصر المالي والتصريحات المطمئنة ساعات حتى أعلن المصرف المركزيّ إجراءً مرتبكاً اضطرّ تحت ضغط المصارف لتعديله بعد وقتٍ قصير، ومضمونه إلزام شركات تحويل الأموال والتحويلات الالكترونية بدفع الحوالات بالعملة الوطنية …
الإجراء يحمل أحد دليلين، فإما نفذت مدخرات واحتياطي المركزي من الدولار، وبات بحاجةٍ لقروش الفقراء والمغتربين للسطو على تحويلاتهم، أو هو في إجرائه انحاز للمصارف على حساب الشركات والصيارفة، وبذلك يدلّلها ويؤمّن لها الارباح على حساب الصغار العاملين بالحقل لاسترضائها، وهذا إجراءٌ يدلّل على عجز المركزيّ وحاجته للمصارف ورشوتها…
بين تعطيل التشكيل بأوامر أمريكية اسرائيلية، واستجابة فريقٍ بالطبقة السياسية للأوامر، ونضوب الاستثمارات والتحويلات، وهروب الرساميل، يمكن القول إنّ إجراء المركزيّ الأخير وارتفاع الفوائد الجنونيّ ينذر بأنّ ساعة الانهيار الماليّ والاجتماعيّ قد دنت، والفوضى واحتمالات التوترات المسلحة قد دقت ساعتها….
وللتأكيد، فقد تمّ استعراض الشارع وقطع الطرقات وحرق الدواليب، وتناوبت عليها شبيبة الأطراف والقوى، وكادت حادثة الجاهلية أن تكون رصاصة إشعال الحرب والفوضى المسلحة…
اللهم احمِ لبنان وشعبه، فقد أنهكته الحروب وأفقرته الطائفية، ونهبته الطبقة السياسية المؤتمرة بأوامر الخارج والمراهنة عليه، والتي تعمل الآن على انهياره وتدميره..