قمة بيروت الاقتصادية انتهت والعرب ولبنان يتهددهم خطر الحروب والتوترات…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
بإصرارٍ لافتٍ وبلا مبرراتٍ ولا حاجاتٍ أو مصالح وطنية، وبلا أمل في مكاسب سياسية أو اقتصادية أو دبلوماسية، استضاف لبنان الرسميّ قمة “الفشل” كما يجمع المهتمّون على وصفها، فتكلّفت البلاد أموالا وخسائر وأزمات سير وإقفال مصالح بلا أيّة جدوى، وكلّ ما حقّقه لبنان منها أن توصيف قمة الفشل سيرتبط بانعقادها في بيروت…. على الرغم مما بذله فخامة الرئيس ميشال عون وما جاء في كلمته من استحضار أخطر الازمات العربية في لبنان، المتعلقة بمئات آلاف اللاجئين السوريين وما يشكلونه من أعباء تزيد في العجز الاقتصادي والمالي بالاضافة الى التأكيد على حق الفلسطينيين بالعودة الى أرضهم ومواجهة صفقة القرن…
ولبنان واقعٌ بين الازمات المتناسلة وتصاعد الازمة السياسية، وبين موضوعاتها ما استجدّ على ابواب القمة الاقتصادية التي انعقدت وانتهت كمجرد مناسبة إعلامية وكظواهر العرب واجتماعاتهم الصوتية التي لم تغنِ يوما أو تزبد، بات اكثر انكشافا للتصدعات، متأثراً بالحال الرسمية العربية وتكتلاتها المتصارعة، بينما امريكا عازمة على تبديل مخططاتها ومؤامراتها لتنقضّ من جديد وتستهدفهم في مسرح ومكان اخر…
وهذا نتنياهو بعد أن اطلق ترامب يده في سورية عشية انسحابه منها يستعجل الحرب ويكرر التحرشات التي تتحول الى حرب دائرة بجولات متقاربة مستخدما اجواء وبحر لبنان بأريحيةٍ عالية ودون حسيب أو رقيب أو حتى جهد وطني لبناني فاعل للجمه ومنعه من البلطجة، وكأنّ لبنان إن وقعت الحرب الاقليمية سيبقى بمنأىً عنها….
ماذا استفاد لبنان وماذا كسب من قمة اقتصادية هزيلة في موضوعاتها ومستوى التمثيل والحضور….؟ وماذا يستفيد من أن يطبع القمة بالطابع القطريّ بحضور اميرها وتسليط الاضواء عليها…. وقطر على صراع شديد مع الاخريات، فيقدّم نفسه وقد انحاز الى جهة بينما يرفع شعار النأي بالنفس….
لبنان والمنطقة ربما تقف على حافة تحولات عاصفة لا تخلو من احتمال الحرب الكبرى وقد يكون تقدير السيد حسن نصر الله وتحسّبه لوقوع الحرب وقرار المقاومة وحلفها بتحويلها من تحدٍّ الى فرصة لتحرير القدس على عتبة التحقق…
وعلى الرغم من الانجاز الهزيل الوحيد لهذه القمة المتمثل بانشاء صندوق دعم التكنولوجيا الحديثة والاقتصاد الرقمي، إلّا أنّ من نواقص العرب الكثيرة بقمتهم الاقتصادية أنّ صواريخ العدوان الصهيوني على سورية مرّت فوق قمّتهم ولامست طائراتهم إمعاناً باحتقارهم، دون أن يصدر عن القمة أي موقف رافض لهذا العدوان أو حتى مجرد استنكار أو تنديد….
لبنان اليوم في خطر، وبعد ان انفضت القمة وأكرم ضيوفه وانتهى عرسها الاعلامي والدبلوماسي، ومن غير المستبعد ان يكون مستهدفا بالحروب وبالاعمال التخريبية والتوترات الاقتصادية والاجتماعية وكثير منها من صنع اخوانهم العرب فيحتاج الى ارادة وطنية جامعة، واصبح من الضروري بل المطلوب فورا تأجيل الخلافات وطيّها للتداعي لعقد مؤتمر وطني اجتماعي للبحث بالخيارات والتوحد في وجه العاصفة بدل التلهي والتشاطر بتسجيل المواقف واستدراج المزيد من التوترات….