مأساة انسانية وقعت في دمشق..
خليل موسى- دمشق
فارس.. سيدرا.. سيف الدين.. حلا.. هلا.. مصطفى.. ناديا.. مأساة سورية اجتماعية وإنسانية، هزت المواطنين في مدينة دمشق والوطن السوري بالعموم، وصولاً إلى اقصى حدود الإنسانية، وحرقت مع أركان المنزل المنكوب، قلوب الملايين. كل من سمع بالفاجعة، تنفس بعد هذا النبأ حزناً، منهم من أمسك عينه عن البوح بتأثره على العلن، ومنهم من لم يستطع.
المرارة ملأت أجواء العاصمة بحاراتها القديمة، بدءاً من أحد منازل سوق المناخلية المتفرع عن سوق الحميدية: سبعة أطفال بين الثالثة والثلاثة عشرة ربيعاً من عمرهم الذي أعلن الذوبان وسط نار القهر الأبوي، وصراخ الأم المستشيطة ألماً وانكساراً وهي ترى أطفالها يتلوعون وسط اللهب، ليتحول ربيع أعمارهم في وهلة من غدر الوقت، إلى صيفٍ جهنميٍّ، وسط حريق اندلع في منزلهم ليلاً.
ما حصل بحسب شهود قد يكون “ماس كهربائي”. فحسب ما روى السكان في تلك المنطقة، قالوا أن الكهرباء قبيل الحادث اشتغلت وانطفأت مرات عديدة، ليحدث حسب ما استنتج البعض ما هو أشبه بماس كهربائي في “حصيرة كهربائية” كانت مفروشة في ارض المنزل بغرض التدفئة.
على الفور هرع الجيران لمحاولة المساعدة، ولكن النار كانت أقوى من إرادات الإنسان وأقدَر من صلابته، ولا شجاعة أمام جدران لهب تتطاول وتزيد مساحة وانتشاراً، لتكون حاجزاً بين ضحكات الأطفال ومواجعهم التي سكنت لتستمر هذه المواجع لوعة إنسانية أبدية لدى الأبوين المقتولين حسرة.
الجيران ممن شهدوا الفاجعة تحدثوا عن عجزهم أمام المشهد المروّع، منتظرين “الأوامر لسيارات الإطفاء أن تصل وتباشر عملها”، لتتمكن تلك الأخيرة من إنجاز عملها بعد ساعة كاملة من الوقت.
نام أبناء حسان عرنوس، للمرة الأخيرة، واستيقظت بعدها التساؤلات الممزوجة بألم المشهد وذهول الكارثة.