التجمع يستضيف النائب المصري د. جمال زهران في ندوة بعنوان “العلاقات المصرية – السورية والنظام العربي الجديد في ضوء انتصار محور المقاومة”
بسم الله الرحمن الرحيم
استضاف التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة سعادة النائب السابق في البرلمان المصري الدكتور جمال زهران الأمين العام المساعد للتجمع – المنسق العام لفرع التجمع في مصر، في لقاء بعنوان “العلاقات المصرية – السورية والنظام العربي الجديد في ضوء انتصار محور المقاومة”…. وذلك بحضور شخصيات وفعاليات سياسية وثقافية عربية واسلامية….
عقب الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الامة الابرار، استهل الأمين العام للتجمع الدكتور يحيى غدار اللقاء مرحباً، مشيدا بالانتصارات التاريخية التي حققتها الجمهورية العربية السورية قيادة وجيشا وشعبا على الارهاب التكفيري المدعوم من القوى الرجعية العربية والامبريالية والصهيونية…
وأشار د. غدار إلى أنّ “العام الحالي سيشهد عملية استكمال الانتصار السوري، من خلال تحرير كافة الاراضي السورية من رجس الارهاب المتنقل، كما ان المرحلة المقبلة ستشهد انكسار الرجعية العربية الى غير رجعة…
ولفت الى أن “قراءتنا السياسية في التجمع تستند الى شبكة العلاقات الواسعة التي نعمل من خلالها، وهي ما تؤكد بأن الواقع السوري الجديد ما بعد الانتصار سيؤثر حتماً على الواقع المصري وسيكون له دور طليعي في إطلاق المشروع القومي الجديد بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد، وان الانتصار النهائي في سوريا سيعطي نفساً عروبياً جديداً لمصر وسيساهم في استعادتها لدورها القومي والعودة بالتزامها بقضايا الامة وقدرتها على تفعيل الساحات، وهو الامر الذي سيرتكز حكماً على عقيدة الجيش المصري التي لا زالت تعتبر الكيان الصهيوني العدو الأول…
بدوره، قدم الدكتور جمال زهران قراءةً وافيةً لتطور مسيرة الاحداث الاقليمية ككل، معتبرا أن ما جرى منذ ثمان سنوات مع بداية أحداث “الربيع العربي” كان يهدف الى تدمير محور المقاومة عموما… ذلك المحور الذي تكون عبر سنوات من خلال تراكم العملية النضالية في اكثر من موقع…
ولفت زهران الى ان المنطقة كانت تتعرض لمشروع تفكيكي، وكل الدول العربية كانت مستهدفة وبالاخص مصر وسوريا والعراق، على قاعدة أن مصر عندما تفقد دورها المحوري فلا بد ان تهتز الاسس التي تقوم عليها التوازنات في المنطقة وعندها تنجح محاولات التفكيك، وحتى هذه اللحظة لم تخرج مصر من كبوتها على الرغم من الثورتين اللتين شهدتهما.
وأشار الدكتور زهران الى الدور الهدام الذي مارسه أنور السادات من خلال ارتباطاته وولائه للمشروع الغربي، مضيفا: “عندما قرر الرئيس جمال عبد الناصر عزل السادات، تم اغتياله خلال أربع وعشرين ساعة، بهدف تسليم السادات سدة الرئاسة ودفعه لتوقيع اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني”…
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية السورية، أكد زهران أن هذه العلاقات بحاجة الى اعادة النظر فيها من منطلق تطورات الموقف المصري… واللافت ان الجامعة العربية التي تعتبر تنظيما يفترض به حماية البلاد العربية ولكنها مارست دورا مختلفا تماما، وعندما كان هنالك مخطط لتسليم مقعد سوريا للـ”معارضة”، كان لمصر موقف حاسم حيث قبلت بتجميد العضوية ولكنها رفضت بشكل قاطع تسليم المقعد لما يسمى بالـ”معارضة”.
وتطرق الدكتور زهران الى موقف محمد مرسي عندما أعلن الجهاد في سوريا ودفع بالتكفيريين اليها، وقطع العلاقات معها، مؤكدا ان العلاقات لم يتم قطعها بين البلدين في حقيقة الامر، وقد أكد الرئيس السوري أن المخبرات المصرية طلبت التواصل معه شخصيا وقاموا بزيارته، معلنين ان العلاقات لن تقطع مع سوريا باستنثاء سحب السفراء وتخفيض التمثيل الديبلوماسي، وان موقف مرسي هو موقفه الشخصي وموقف الاخوان، وهو ما طمأن الرئيس الاسد إلى أنّ مرسي لا يمتلك زمام الامور في مصر بل الدولة العميقة هي التي تدير كافة شؤون البلاد..
وأكد أن الموقف المصري يتكون من عدة مستويات: الموقف “النظري” الديبلوماسي الصادر عن رئيس البلاد والخارجية، وهو لم يأتِ مطلقاً على ذكر إزاحة الرئيس السوري والحفاظ على وحدة سوريا دون المساس بالخطوط الحساسة، وهو كان ولا يزال يؤكد أن العنف ليس حلا للقضية السورية… وعلى المستوى الآخر، مصر لم تاخذ أيّ قرار على الارض فيما يتعلق بالعلاقات السورية المصرية، واكتفت بالموقف الرسمي المعلن.. وهو الموقف الذي لم يلاقِ قبولا من الرجعية العربية او “الصهيونية العربية” كما أسماها…
وأشار زهران الى ان العلاقة الشكلية الوطيدة بين مصر والسعودية باتت تشكل عبئا كبيرا على صعيد تطوير العلاقات والموقف من سوريا، الامر الذي يعتبر مشينا بحق الدولة المصرية، وهو الدور الذي تلعبه السعودية والذي يسيء كثيرا الى الواقع المصري. وحتى موضوع جزيرتي تيران وصنافير تم تمريره في اطار صفقة كبيرة في المنطقة وبموافقة شكلية غير قانونية من البرلمان علما بأن المحكمة الدستورية رفضت هذا التنازل رفضا قاطعا، نتيجة الاهمية الاستراتيجية لهاتين الجزيرتين على المستوى الاقليمي. معتبرا ان العلاقات المصرية السورية تتحرك في ظل نظام اقليمي يتحوّل وهو لم يعد ثابتا، حيث ان الاطار التنظيمي للمنطقة المتمثل بالجامعة العربية فقدت دورها وقدرتها على التجمع. حتى ان مجلس التعاون الخليجي انفرط عقده، وعلى الرغم من التوجه العام في الاقليم حاليا الذي يسير نحو التطبيع العلني مع الصهاينة، من سلطنة عمان الى كافة دول الخليج، إلا أن المقاومة الفلسطينية لا زالت تمارس دورها من خلال مسيرات العودة والمقاومة بكل اشكالها، على الرغم من ان بعض الاطراف الفلسطينية السياسية تمارس ادوارا لا تخدم الصالح الفلسطيني على الاطلاق، ولكن ارادة الشعوب هي التي ستنتصر.
وفي الختام، أشار زهران الى ان اعلان الناتو العربي من قلب مصر، يتماشى مع التعبئة الاردنية الخليجية ضد ايران، بدل ان تتم التعبئة ضد الكيان الصهيوني. وعلى الرغم من ان ايران دولة اقليمية لها مشروعها الا ان مشروعها لا يضر بالامة العربية وفي الواقع فان المشروع التركي هو الذي ضد مصالح الامة. وان محور المقاومة قائم على الفكر الناصري، ومن بعد الرئيس عبد الناصر جاء من تبنى فكره وقام بتطويره وتولى زمام المبادرة من بعده وهو متمثل بشخصية قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله وقيادة الرئيس السوري بشار الاسد الذي حمى سوريا من الهجمة الكونية والمؤامرات الخطيرة التي تعرضت لها، فيما تراجعت كل الرهانات على اسقاط سوريا والرئيس الاسد… ذلك المحور يتكون عربيا من لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن، والغطاء الاقليمي لهم هو ايران، والفضاء العالمي هو روسيا والصين، فيما تمثل فنزويلا امتدادا لمحور وفكر المقاومة.
وان من الضروري اعادة بناء مفهوم التحرر والاستقلال والذات العربية والقومية، وان نغرس الامل والتفاؤل في نفوس الشعب والمضحّين، حتى تحقيق النصر باذن الله على يد محور المقاومة وهو ما سيجبر مصر على اعادة هيكلة سياستها الخارجية واستعادة دورها في الامة العربية والاسلامية.
هذا وقد شهد اللقاء عدة مداخلات قيمة لكل من:
- معالي الوزير الدكتور عصام نعمان – منسق عام الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي وعضو مجلس أمناء التجمع
- الأستاذ ابراهيم المدهون، ممثل المعارضة البحرينية ومنسق فرع التجمع في البحرين
- الاخ علي هاشم ممثل المعارضة السعودية
- الشيخ سلمان عساف الباقري مؤسس ملتقى الاسرة السورية
- الأستاذ أبو كفاح دبور ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وعضو مجلس أمناء التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
- الأستاذ صباح محسن كاظم العراق
- أ. علي عسكر – المؤتمر الناصري العام
- الأخ أبو جمال وهبة – ممثل حركة الانتفاضة الفلسطينية – وعضو التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة.