هل تصبح فنزويلا فيتنام جديدة وتنهي الهيمنة الامريكية؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
وجّه الرئيس الشرعي لفنزويلا نيكولاس مادورو، رسالةً متقنةً حذّر فيها من فيتنام جديدة في أمريكا اللاتينية، وقاطعاً أنّ النصر سيكون لشعوب القارة المتضامنة والمعادية لامريكا التي أفقرتها ونهبت شعوبها واستعبدتها وتتآمر عليها وقد تتدخل عسكريا بصورة مباشرة او عبر الادوات وشركات المرتزقة. وتوجّه الى الشعب الامريكي بخطابٍ هادئٍ داعيا إيّاه لمنع الموتورين والمهزومين في الشرق العربي والاسلامي من ارتكاب حماقات المغامرة القاتلة، كما حذّر من محاولات اغتياله، محمّلاً الرئيس الامريكي وحلفه المسؤولية التامة…
في رسالة مادورو وممارساته، عقلانية عالية جدا، تعبّر عن درجةٍ متقدمةٍ من النضج والثقة بالنفس وبالجيش وبالشعب وبالحلفاء وكامل الثقة بالشعب الفنزويلي الذي أعلت من شأنه الثورة البوليفارية التشافيزية على مدى عشرين سنة، وأمّنت له ما استطاعت من شروط الحياة حيث توفرت للسلطة الثورية الامكانات والقدرات، برغم ما تعرّضت له من حصار شديد وتخريب المنشآت النفطية ومنعها من بيع النفط، ومشتقاته ومن استخراج الثروات لتجويع الشعب ودفعه للانتفاض ضد السلطة الثورية، وخلال العقدين عجزت كل وسائط وأساليب وألاعيب وأدوات أمريكا عن تحقيق أهدافها بما في ذلك فشل محاولات الانقلابات وفشل محاولات اغتيال الرئيس الشرعي…
أمريكا المهزومة في العرب والمسلمين والمنسحبة من سوريا ومن أفغانستان تحت النار، والتي سلّمت بهزيمتها وقدّمت أفغانستان لحركة طالبان المصنّفة جماعةً إرهابية بالاتفاق معها، ومن خلف الحكومة الأفغانية وحلفاء أمريكا وعملائها كما فعلت في قرار الانسحاب من سورية دون مشاورة أحدٍ ولا تحقيق مصالح الدول والنظم والجماعات الحليفة لها، تحاول تنفيس احتقاناتها وأزماتها الداخلية والتعويض عمّا يصيبها من إذلالٍ وانكسارٍ في استعراض قوتها وادواتها في أمريكا الجنوبية واللاتينية…
والتصعيد الامريكي في فنزويلا يحمل أكثر من دلالة واحتمال، فقد يكون مناورات كلامية ومحاولات للاستثمار في الازمات والسعي لترميم الهيمنة الامريكية في القارة المعتبرة “الحديقة الخلفية” للبيت الابيض، وقد تكون مجرد تهويل من ترامب لارباك وإحراج حزب الحرب الامريكي واختباره، كما قد تصير تورطا امريكيا عسكريا مباشرا، وفي كل الاحتمالات فالصلابة الثورية والخطاب العاقل والتحالفات المتينة التي أقامتها الثورة البوليفارية في بيئتها ومع روسيا الاتحادية والصين وفي العالم المتحوّل ضد أمريكا وانكسار هيمنتها، وطبيعة شعوب أمريكا اللاتينية والشعب الفنزويلي وما حققته له الثورة، يعطينا أملا كبيرا بأنّ أمريكا إذا تورّطت بغزوٍ مباشرٍ أو بالواسطة وأدارت الحروب ضد الحركة الثورية في أمريكا اللاتينية ستُهزم شرّ هزيمة، وتنتكس، وتصبح حديقتها الخلفية قبر تطلعاتها وممارساتها الاستعمارية…
في فيتنام، ولم يكن العالم على ما هو عليه اليوم، هُزمت امريكا واستسلمت ذليلةً لإرادة الشعب، وفي فنزويلا ستصبح هزيمتها أكثر تأثيرا في بنيتها الداخلية وفي انحسارها الشديد والسريع لتنغلق على نفسها وتستعجل انفجار صراعاتها ويصيبها ما أصاب الامبراطوريات العدوانية في تاريخ الانسانية من حروب داخلية وتشظي وحدتها واندثارها.
إنها فنزويلا، وشعوب أمريكا اللاتينية الثورية يا “غبي”..!!