اجتماع دول البحر الأحمر… بين تصفية القضية الفلسطينية وتمكين احتلال الأردن والعراق..
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
تسارعت الخطوات لترتيب شؤون البحر الاحمر، ومحاولة توليد تكتل عربي إقليمي جديد بطبائعه ووظائفه، يبدو أنّ الكيان الصهيوني ليس ببعيدٍ عنه.
اجتماعاتٌ متلاحقةٌ عُقدت بين تحالف مصر – السعودية – الامارات – البحرين – الاردن، و”اسرائيل” حضرت اللقاءات وهي في صالحها أولاً وأخيراً.
بدأت الاجتماعات التمهيدية عشية هرولة العرب والأوروبيين إلى دمشق، وفوّضت بعض الأطراف العربية باستمزاج رأيها وبينها زيارة البشير.
ثم تغيّر الاتجاه بعد زيارة بومبيو وموفدي دولة الامن القومي الامريكي، التي استوجبها قرار ترامب الانسحاب من سورية، وما زال يؤكد أنه سيفعلها وبتاريخها، وتحوّل العمل لتأمين الاردن وتوظيفه باتجاه العراق بزيارةٍ قام بها السيسي للأردن لم تكن على جدول الاعمال، أعقبها فورا زيارةٌ لملك الاردن لبغداد لم يكن ملحوظاً لها أي مؤشرات.
فرملت الدول العربية هرولتها إلى دمشق تحت الإملاء الامريكي العلني، وبدأ الحديث عن تعزيز العلاقات الاقتصادية والامنية والعسكرية مع العراق، على وقع إعلانات ترامب بقاء وتعزيز القوات الامريكية في العراق لاستهداف ايران ولحماية “اسرائيل”، وبدأ الحديث يتغير من إعلاناتٍ لاتفاقاتٍ روسيةٍ – أمريكيةٍ لإنهاء قاعدة التنف إلى أنّها باقيةٌ وإن لم تبقى في الاراضي السورية فستنقل وتعزز في الاراضي الاردنية، والذريعة حماية الاردن من خطر داعش واخواتها، وتأمين الطريق البري بين بغداد والبحر الاحمر، والهدف تطويق سورية من الاراضي العراقية غربا بعد أن هُزمت محاولات تقسيمها وإقامة دويلة “السنّة ستان” على طول مستطيل الحدود السورية العراقية، وبين هذه وتلك أعلن ترامب تمسكه بإسناد كرد سورية وقال بالمنطقة الامنة التي سارعت تركيا لتلقّفها وتقوم المساعي لتدوير الزوايا لتأمين من يحميها ومن يؤمنها ويمولها، ويجري الحديث عن قوات البشمركة العراقية الى قوات عشائر عربية سورية ما زال مسلحوها يأتمرون بأوامر أمريكية.
وبلا مقدمات أفرج صندوق النقد الدولي عن مليارٍ ونيّف من الدولارات كان يحجبها عن الاردن وعاد الحديث عن تمويل خليجي للموازنة الاردنية الخاوية، لتخفف حدة الازمات وتوقف زحف الشارع وحراكه…
الخلاصة:
اجتماعات مجموعة البحر الاحمر، كانت في مسارات تستهدف تقليص دور قطر وتركيا في البحر الاحمر وتم بموجبها استدراج السودان واخراجه من نفوذ الدولتين، فجاءت التحركات الساعية للاطاحة بالبشير.
وبينما كان هدف التجمع تحصين الدول المتشاطئة على البحر الاحمر في مواجهة ايران وتركيا تحولت بفعل إرادات أمريكية الى مهمة تحصين وحماية الاردن، لحماية “اسرائيل” وتأمين حدود السعودية الشمالية والشرقية لجهة العراق، ولتشكيل حاضنةٍ لشبه دويلةٍ تقوم من كردستان العراق مرورا بغرب العراق وما يمكن الاستيلاء عليه من شرق سورية، على اتصال جغرافي مع قاعدة انجرليك وقواعد امريكا في العراق وكردستان الى قاعدة التنف، فالقواعد الامريكية في الخليج وصولا الى الكيان الصهيوني…
لهذا، لا بدّ من مراقبة ومتابعة ما يجري بين تكتل دول البحر الاحمر، فقد تصير جهودهم بديلا عن الناتو العربي الاسرائيلي الامريكي ويصير هدفهم تحصين “اسرائيل” وتأمين حمايتها والتحكم بغرب العراق وكردستانه تحت الحماية الامريكية المباشرة…
أمريكا بحاجة الى “اسرائيل” القرن الحادي والعشرين بديلة عن الكيان الصهيوني الفاقد لدوره الوظيفي والمأزوم والمهدد ببقائه، واحتمالات تفككه..
من هي “اسرائيل” القرن الحادي والعشرين؟؟ واين جغرافيتها، ومن يحميها، وكيف يمكن إسقاطها قبل أن تولد؟؟
أسئلة لا بدّ من محاولة الاجابة عليها والجميع معنيّون.