مؤتمر وارسو لتصفية القضيّة الفلسطينية، وعبرها الإطباق على إيران
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
يجتمع في وارسو بدعوةٍ من الإدارة الأمريكية وزراء خارجية عرب والكيان الصهيوني بإدارة أمريكية، ويقع الاجتماع على فواصل زمنية وأحداث هامة توفّر شروط التعرّف عليه بعمق وبعيداً عن التصريحات المضللة.
الدعوة جاءت تحت عنوان محاصرة إيران وتشكيل حلف عربي إسلامي أمريكي ضدها، لكن اعمال المؤتمر والحضور تؤكد أن أولويته وجدول أعماله المحوري ينصبّ على تأمين تحالف إقليمي هدفه الأصل تصفية القضية الفلسطينية وهذه بعض المعطيات والأحداث الدالّة والمؤكّدة:
– إجراءات أبو مازن غير المبرّرة وغير الوطنية ضدّ حماس وغزة.
– لقاء موسكو مع الفصائل الفلسطينية كمحاولة لبذل جهد للمصالحة، وتصريحات وكلام لافروف: من أن أمريكا تعد مشروعا لتصفية القضية ومجاوزة كل قرارات مجلس الامن وحفزه الفصائل الفلسطينية لادراك ما يجري والسعي للتوافق لمواجهته “روسيا ايضا في المواجهة دفاعا عن فلسطين وحقها” والبيان الذي صدر عن اجتماعات موسكو وتأكيده على القرارات الأممية ولا سيما 242 والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس في إشارة استباقية الى أن المشروع الامريكي الاقليمي لحماية “اسرائيل” يستهدف تصفية القضية وحلّ الدولتين.
– زيارة أبو مازن للسعودية ورفع منسوب التنسيق معها.
– محاولات تشكيل حكومة فلسطينية بلا غزة أو وزراء منها، وإن سمّي أيّ من أبنائها فبشرط الاقامة في رام الله – التخلي التامّ عن غزة…
– الانتخابات الاسرائيلية واتجاهات الدولة العميقة والادارة الامريكية لتصعيد حزب الجنرالات بقيادة غاتس.
– الجهود الامريكية لحماية الاردن وتمويل حكومته كي لا تسقط تحت ضربات الشارع وبسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العميقة…
في هذا السياق جاء توقيت مؤتمر وارسو وحضوره، وبالمنطق، يمكن الجزم بأنّه محطة في مشروع أعلنت واشنطن أنّ ترامب اطّلع عليه ويقع في 200 صفحة يجري بموجبه فكّ العلاقة بين غزة والضفة كمقدمةٍ لتلزيم الضفة للأردن وغزة لمصر والتحالف العربي المعوّل عليه، كبطانة وغلاف لحماية الكيان والتخلّي عن حقّ العودة، والسعي لمفاوضة سورية على الجولان قبل أن تنتهي أزمتها ويصبح جيشها الأول في الإقليم ويعاد طرح الجولان كجبهة اشتباك تسقط كل المؤامرات.
أن تبادر روسيا وتحاول مصالحة الفصائل الفلسطينية أمرٌ ذو دلالة عميقة.
وأن تجري الزيارات ويعاد تلميع صفقة القرن تقع في نفس المنزلة..
فكلّ ما يجري على الضفة الاخرى لجهة أمريكا وإعادة هيكلة مشروعها وتحالفاتها ومناطق انتشارها، يشي بأنّ أمريكا المنسحبة، ستبذل آخر جهودها لتأمين الكيان وتمويله من خزائن العرب وبدمائهم..
أمريكا “الذكية” تدرك أنّ “اسرائيل” فقدت دورها الوظيفيّ ولم تعد تدرّ الارباح، فتجيّر كلفتها وحمايتها للنظم العربية المستسلمة والمتآمرة.
وإيران مستهدفة بالمؤتمر، فكلّ تحالف يقع بين المستعربين والكيان الصهيوني وتديره أمريكا، هو تحالف ضدّ حلف المقاومة ويستهدفها بكلّ ساحاتها، وإيران في عين واشنطن أولوية، ومستهدفة مباشرة، فتصفية القضية الفلسطينية والتفاوض على الجولان والاستجابة لشروط سورية إن تمّ، سيجرّد إيران من ورقة قوية “المقاومة وفلسطين” ويعزلها، فيسهّل استهدافها ومحاولة تفجير تناقضاتها في العرب وآسيا الوسطى…
الزمن يستعجل تحالفاً جبهويّاً يجمع فصائل المقاومة الوطنية، ويقرّر ضرورة تشكيل قيادة أركان موحّدة مع حلف المقاومة ودوله.