الأسد في طهران… الحلف أقوى والمستقبل طوع يده
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
زيارة عملٍ وتهنئةٍ بالعيد الأربعين للثورة الاسلامية الايرانية، اقتصرت على لقاءٍ بروتوكوليّ مع الرئيس روحاني وبحضور قائد قوة القدس قاسم سليماني، وبدون وزير خارجيته ظريف الذي سارع الى الاستقالة بتغريدة لافتةٍ في توقيتها ويبدو أنّها ليست منقطعةً عن الزيارة ذاتها ووقائعها كما تفيد بعض المؤشرات والتسريبات؛ ولقاء حميم جداً مع القائد الخامنئي وابتسامات عريضة وكلام عن الثورة والنظام المُحْكَم وعن المواقف الصلبة في وجه التدخلات الخارجية، وتثبيت المعادلة الاستراتيجية ان سورية وايران ركن الزاوية الاصلب في حلف المقاومة وحمايتها…
مؤكدٌ أنّ الزيارة ليست بروتوكولية، أو زيارة مجاملة، أو حتى زيارة تهنئة، ولو أنّ المناسبة الأربعينية تستحقّها، والمؤكد أن الاسد لم يقم منذ بدأت الازمة السورية وطيلة السنوات الثمانية العجاف والثمينة في تعميق التحالف وتعميده بالدم والفكر، بالكثير من الزيارات الخارجية سوى زيارة موسكو، ولموسكو وزياراتها ايضا دلالات عميقة تتجاوز كل اعراف الدبلوماسية وتبادل المجاملات وتعزيز العلاقات…
الاسد في طهران، بذاته حدثٌ نوعيٌّ يشغل الكل، ولا بد من استجلاء الدوافع والاسباب، وتالياً ماذا سيكون؟؟
في النتائج الاولية المحققة مؤشرات قطعية على ان سورية في طريقها للخلاص من ازمتها وان دولتها ونظامها متمكّن والرئيس برغم كل ما يحيط به من مؤامرات ومخاطر يعيش أيّامه العادية ويمارس حياته على مزاجه بل ويقوم بزيارةٍ لطهران مطمئناً الى اعلى الدرجات.
والثابت، ان الزيارة تقع في زمن فاصل، فالاستعدادات اكتملت لحسم معركة ادلب ولا ينقصها إلّا التوقيت وله علاقة بالطقس والظروف المناخية وليس بالسياسات أو بالرهانات على تركيا وأيّ دور لها.
وتقع ايضا على مفصل قرار الادارة الامريكية انجاز الانسحاب وما يقال عن تعديلٍ لإبقاء مائتي جندي في عين العرب والاحتفاظ بمثلهم في قاعدة التنف، وفي سياق الحديث عن منطقة امنة تحرسها الشرطة العسكرية الروسية كما جرى في تأمين جبهة الجنوب والغرب مع “اسرائيل” والاردن وليس مناطق آمنة تهيمن عليها تركيا كما ترغب او تنتشر فيها قوات اوروبية او عربية.
فتحسم الزيارة كل كلام او تسريبات او تمنيات بما يخص تباينات او خلافات سورية ايرانية، او روسية ايرانية في سورية.
وتقرر تجديد التعاقد ودفعه الى مراتب أعلى، فسورية وايران حجر الزاوية في حلف المقاومة وفي كل الانتصارات والانجازات الجارية، وهي سرّ وسبب التحولات الكبرى في العالم وفي الاقليم وعلى صخرة التحالف وتعزيزه ودفعه قدما سيتقرر مصير الاقليم والعرب.
والزيارة تأتي عشية الانتخابات الاسرائيلية، وما يقال عن اعلان صفقة القرن، وما يجري في العرب وفي فلسطين من محاولات لتوفير شروط تصفية القضية الفلسطينية وبمجرد وقوعها في هذا الزمن وعلى هذه الشاكلة يشكّل ردّا واعلانا بان سورية وايران اللتين كانتا وراء فشل وانهيار كل الصفقات التي جرت من قبل قررتا اسقاط الصفقات المزعومة.
باختصار:
الزيارة بزمنها وبوقائعها، وبمبرراتها العميقة وبمجرياتها تثبت التحالف وتعززه وتحسم بكل الاتجاهات، وعلى الاغلب ستمثل منصة انتقال حلف المقاومة من الدفاعية الى الهجومية وفي جميع الملفات ولن يعكرها او يؤثر على اهدافها حدث هنا اوهناك.