أيّها الفاسدون والنهّابون… أموالكم ليست لكم سيصادرها الأمريكي والأوروبي
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
تتسارع الخطوات التي تعمل عليها الادارة الامريكية والإدارات الغربيّة لجمع أكبر قدرٍ من الأموال لمعالجة أزماتها الضاربة والتي تهدّد الاقتصاد العالميّ بانفجارٍ عاتٍ عام 2019-2020 بحسب التقارير الموثّقة .
ولا يخفي ترامب والآخرون طمعهم بأموال العرب ودول العالم ونفطهم وثرواتهم، وكما كان يردّد دائماً: “عندما يجفّ ضرع البقرة سنذبحها ونأكل لحمها”، وطالما ردّد أنّ “قادة العراق فاسدون ونحن أحقّ بالأموال والنفط”… وما يقوله ترامب يعنيه ويضع كل المخططات لمصادرة الاموال والاستثمارات والودائع العربية والخليجية عندما تعجز السعودية عن تأمينه بما يطلبه من أموالٍ أو عندما تفقد دورها الوظيفيّ في خدمة “اسرائيل” والمشاريع الامريكية.
ولدى ترامب كلّ السلطة والقوانين والأسباب والذرائع لكي يصادر تلك الاموال التي جمعها الفاسدون والنهّابون والمضاربون والسماسرة، ومشايخ المشيخات ونواطير النفط، وكلّ من راكم أموالا من الفساد في العرب وفي بلدان العالم الاخرى، وترامب سيفعلها، ويلحق به الآخرون، والأكثر دلالةً في الأمر أنّ بريطانيا بدأت عملياً بمراقبة ومتابعة الأموال وأصحابها الذين نهبوا بلادهم وأفسدوها واستوفوا العمولات عن مشترياتها برغم أنّهم كانوا في سدّة الحكم والمناصب المقرِّرة، ولم تحمِهم أيّة إجراءاتٍ ولا تطميناتٍ سابقةٍ سيقت لهم للجوء أو الاقامة والاستثمار في بريطانيا من الملاحقات القضائية، ومن الأمثلة العملية التي تشير الى ما سيكون وأن المصادرات بدأت وستطال الجميع ما يتعرض له رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، والتحقيقات المذلّة التي يخضع لها بما يخصّ عمولاته التي بلغت 400 مليون دولار من صفقاتٍ عبر بنك باركليز، ما اضطرّه ومشيخته إلى صياغة عقدٍ دبلوماسيٍّ معه بصفته مستشاراً للسفارة القطرية في لندن في محاولةٍ لتأمين حمايةٍ دبلوماسيةٍ تثير الكثير من السخرية في الصحافة والمنتديات اللندنية، وتتناقل الوسائط والصالونات الكثير من النكات والتهكّم وكيف أنّ مدير البنك أذلّه مراتٍ وقال له بالفم الملآن: إنّ ما تطلبه هو رشوةٌ وفساد…
فتح هذه الملفات يشير إلى مدى جدّية سعي الدول لنهب أموال الناهبين لشعوبهم، ففي ذات السياق وتأكيداً على أنّها حملةٌ لن ينجو منها أحد، وأنّهم جميعاً تحت المراقبة، وأن أموالهم غير الشرعية ستصادر، ما قامت به بريطانيا نفسها، فقد أوقفت الشرطة البريطانية بموجب قانون الإثراء غير المشروع، وبسبب إنفاقها 16 مليون جنيه استرليني في متجر هارودز بلندن، أوقفت السيدة زاميرا هاجييفا زوجة المسؤول المصرفيّ السابق في أذربيجان، وزوجها يقضي عقوبة السجن لخمسة عشرة سنة بتهمة الاختلاس…
هكذا إذاً ستجري الامور، ينهبون شعوبهم بالسمسرات والسرقات والعمولات، ثم يبدّدونها على ملذّاتهم في دول الاغتراب، ويضعونها في حساباتهم في أمريكا وأوروبا لتهريبها وستر عوراتهم، لتعمل الادارات على مصادرة أموالهم واستثماراتهم التي تعتبر نفسها هي أحقّ منهم وأحقّ من شعوبهم بها.
هذه بشرى للنهابين والفاسدين والمفسدين والسماسرة واللصوص، فالمؤشرات كلها تقول إنّ أموالكم التي نهبتموها لن تكون لكم وليس من أحدٍ يحميكم إلّا شعوبكم ولن يكون لكم إلا طريقٌ واحدةٌ لحياة مستقرة هي بإعادة الاموال إلى أصحابها الحقيقيين والتصالح مع أوطانكم وشعوبكم وإلّا فمستقبلكم إما مفلسين في بلاد المهاجر ومعتقلين بتهمٍ مذلّة، أو مطاردين في أوطانكم وملعونين في الحياة وفي الممات…
هل يتعظ الفاسدون والمحتكرون واللصوص مما يجري مع أسلافهم؟..