الجزائر تحمي روحها…. مبروك
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
حفظت الجزائر قيمها واستعادت روحها قبل أن يقبض عليها الارهاب المتوحش وتعبث المؤامرة بوطن الشهداء والتضحية ونموذج الثورات الظافرة…
استلحقت الجزائر نفسها واستعادت حيويتها فحسمت أنّ الشعب ورغباته وحراكه حقٌّ ومحقّ، وقبل أن يتم حرفه واستغلاله استيقظ ضميرها الثوري والكفاحي وحسم الامر فغيّر في اتجاهات الاحداث واحتمالاتها…
الرئيس وهو من جيل الفدائيين والمجاهدين قرر أنّ الجزائر واستقرارها أهمّ من المناصب والولايات والعهدة، وما تحقق للرئيس وللجزائر في عهدته يجب ألّا يضيع…
أصغى برغم مرضه وإقامته في المشفى البعيد وسمع هتافات الناس وقال كلمته الفصل لن أترشح لعهدة خامسة ولن أكون سبباً في أخذ الجزائر الى متاهات العنف والتدمير، وكفاها ما ابتليت به من عشرية الحرب الاهلية وما لحقها من آثام وقتل ودمار وفرقة …
أعلن قراره كمجاهد في ساحات القتال ضد المحتل، فالفوضى والارهاب أخطر من المستعمر، فحسم الامر وفعّل ميزان الفرز بين الغثّ والسمين ….
قال لشعبه إذا كان الترشيح سببا للحراك فلن يكون، ونزع الفتيل من الصاعق، وأراح الشارع عندما استجاب لنداءاته وأفرغ المؤامرة من عدّتها وذريعتها وكشفها، ولأنّه من جيل القادة والمجاهدين ولم ينسى أو تعميه سنوات الحكم عن الحقائق، ولأنّه يعرف أنّ الازمة تكمن في مسائل اخرى وليست فقط في صحة الرئيس وقدراته الجسدية أعلن الامتناع عن الترشّح وتأجيل الانتخابات وحلّ الحكومة وهيئة الاشراف على الانتخابات، ودعى الى مؤتمر حوار وطني يكون السيد والمسؤول والمقرر بما تختاره الجزائر مجتمعةً بفاعلياتها ونخبها وكتلها الفاعلة متى وكيف تجرى الانتخابات الجزائرية …
مبروك للجزائر جرأتها ووطنيتها وتفاهم قواها ويقظتها التي فوّتت على قوى البغي والتآمر فرصة اصطيادها في تعكير مياهها …
الجزائر قالت كلمتها وأفصحت عن حقيقة الامكانية العاقلة في إدارة التناقضات والصراعات على أولويات الوحدة الوطنية والاستقرار وحفظ السلم الاهلي…
هكذا تجدّد الجزائر في نموذجها الرائد وتقدّم درساً ثميناً وتقول كلمتها التوحيدية في صحراء فرقة العرب واحترابهم المدمر …
مبروك للجزائر وللشعب الجزائري وعيه وحكمته، والرجاء ان تكون المبادرة قد أنقذت الجزائر من الهلاك والتدمير وأن تكون بحفظها للدماء والعمار حفظت عروبتها وتمردها على الاملاءات الغربية والامريكية لتساهم في اعادة صياغة نهضة الامة لخيرها وخير الشعوب والامم…