الرئيس السنيورة رئيسهم أيضاً ومعلّمهم والقابض على قراراتهم!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
بينما الأوساط مشغولةٌ بالانتخابات الفرعية الطرابلسية، والشائعات تتحدث عن احتمال ترشّح اللواء أشرف ريفي كمنافسٍ محتملٍ لمرشحة تيار المستقبل، سرت شائعاتٌ عن احتمال ترشيح الرئيس السنيورة لتأمين حصانةٍ نيابيّةٍ له في وجه الحملات التي تطاله في مسألة الفساد والأحد عشر مليار دولار، فوجئت الأوساط السياسية والاعلامية بانعقاد اجتماع “قمة” لتيار المستقبل في منزل دولة الرئيس السنيورة، وعناق وابتسامات عريضة بدّدت كلّ ما قيل في السابق عن صراعاتٍ بين اللواء ريفي والرئيس الحريري وبقاء المنصب للمرشّحة، فانجلت الاجواء بين الرجال الثلاثة وكأنّ شيئاً لم يكن.
الرئيس السنيورة له مكانةٌ خاصّةٌ في “المستقبل” و”14 آذار”، ومن قبل، عند الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فقد رافقه في كلّ الحكومات كظلّه في وزارة المالية، وأشرف على إنفاق المليارات في خطّة الاعمار والاستدانة وإيصال لبنان إلى حالته المفلسة، وورث الرئيس الحريري في الحكومات، وكان على صلابةٍ في موقفه ولم تهزّه رياح الاعتصامات والاتهامات بالفساد والإفساد والمسؤولية عمّا بلغته مالية الدولة من عجوزات.
وجاء ترشيحه في صيدا عشيّة اتفاق الدولة مفاجئاً، وكأنّ الجمع لا يعرف عناصر قوته وفاعليته المستمدّة من مكانته الشخصية وخبراته وعلاقاته، وليس من عدم وجود شعبيةٍ أو كاريزما قيادية أو وراثة سياسية وشعبية.
ويلفت أنّ مفتي الجمهورية، في محاولة الدفاع عنه، قال فيه كلاماً لافتاً جدّاً، واعتبره خطّاً أحمر للسنة ولمكانتهم في لبنان…
المكانة والأدوار التي احتلّها وشغلها الرجل تطرح دوما إشارات استفهامٍ وأسئلةً عميقةً عمّن يدعمه، ومن أين له هذه القوة والصلابة والقدرة، وما الذي يعطيه جرأة التصرف والردّ على الاتهامات باتهامات، وبدل أن يلوذ بالصمت عملاً بالقول: “إن ابتليتم بالمعاصي فاستتروا”، تراه يشمّر عن زنوده ويقرّر خوض المعارك ويستنفر جيوشه…
في عمق الذاكرة مقولاتٌ وتصريحاتٌ ومواقف لرجالاتٍ كانوا أيضاً الى جانب الرئيس الشهيد، استذكارها قد يفيد في لفت النظر وتلمّس سرّ الرجل.
فالوزير السابق، محسن دلول نسيب زوجة الرئيس الشهيد، كرّر مراراً وعلناً حادثةً دالّة، يروي: “عندما زاروا واشنطن برئاسة الشهيد ومشاركة السنيورة كوزير مالية بالتكليف لاحظ الرئيس رفيق الحريري أن السنيورة يحظى برعاية واهتمام خاص في الدوائر الامريكية تجاوز ما له شخصياً ولعموم الوفد، فأومأ للوفد وبينهم الوزير دلول بطرفة عينه إشارة استغراب”…
ربما هذه واقعةٌ وبشهادة رجلٍ لم يسجّل عليه أنه يقول كلاما عابرا أو بلا توثيق، واقعةٌ تفسّر كيف للرئيس السنيورة أن يصلح الحال بين أركان تيار المستقبل، وتفسّر لماذا تجري محاولات حمايته ولو اقتضت الامور فتنة…
فالسنيورة اضافة لكونه رئيس حكومة ووزيرا وفاعلا في تيار المستقبل و14 اذار، أيضا له مكانة وحماية أقوى وأبعد من الوزن الشعبي. وباستعادة هذه الواقعة وأخواتها، يمكن تفسير دوره في حرب تموز!
وبكلّ حال، فما أمّنه من صلح في “المستقبل”، يدلّل على مكانة الرجل ويرفع في وجه دعاة الاصلاح ومحاربة الارهاب قبضةً من حديد ليعرفوا مع من يتعاملون ويحتسبوا أنّ المواجهة مع الفساد قد تبلغ واشنطن نفسها ورجالاتها ونظامها في لبنان.