سلفيت وصواريخ غزة… الشباب والسلاح أذكى من القيادات
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
بينما حكومة غزة وقيادة حماس منشغلة بتوافقاتٍ لترتيبات تهدئةٍ للتظاهرات الشعبية لإثبات حقّ العودة، وتحاول ما استطاعت منع الطائرات الورقية الحارقة كي لا تزعج مستوطني غلاف غزة المحاصرة والجائعة منذ اثني عشر عاما ونيف، وسلطة ابو مازن فاقد الشرعية الشعبية والممدّد لنفسه لأكثر من ولاية بدون انتخابات ولا من يحزنون ويستعجل الفصل مع غزة وقطع المعونات والرواتب عنها، وقد تفرّد بحلّ المجلس التشريعي والحكومة وعازمٌ على تفكيك السلطة لتسليم الضفة للأمن الاردني – الاسرائيلي في خطّة الحلّ الاردني عملاً بمشروعات شمعون بيريز لشرق أوسط جديد ومشروعات “ألون” لتصفية القضية الفلسطينية وجهود كوشنير لصفقة القرن والسلام الاقتصادي المزعوم…
وبينما قادة غزة يترقبون دخول المندوب القطري محمّلاً بحقائب الدولارات من معبر رفح وعبر مطار القاهرة التي تعلن الحرب على الدوحة بلا هوادة ولا تفاهم إلّا بما يخصّ حماية الكيان وتأمين نتنياهو في الانتخابات التي ستجري في 9 نيسان، وقد تغيّر في “اسرائيل” واستقرارها السياسي ومستقبلها ومستقبل نتنياهو، وبعد أن انفضّت حفلة أوسلو عن إعلان عرسٍ طالت خطوبته بين عرب التسويات والتصالح ومشيخات الخليح والكيان الصهيوني تمهيداً لحلٍّ يصفّي القضية وينهيها ويجعل من القدس عاصمةً أبديّةً للكيان الصهيوني غير الأبدي والمأزوم إلى حدّ افتقاد كل عناصر البقاء والاستمرار… انطلق صاروخان ثقيلان وانفجرا بالقرب من تل أبيب في محيط مستوطنة دان التي تعتبر عصب الكيان الصهيوني ونقطه ثقله السكانية والتكنولوجية، وقد أسقط الصاروخان كل أسلحة الدفاع الجوي الاسرائيلي ودفناها كمنظومة مكلفة وبلا جدوى…
صاروخا غزة الثقيلان ما زال أباهما وأمهما طيّ الكتمان، وتجتهد الصحافة ومراكز البحث الاسرائيلية والخبرات في تفسير كيف انطلقا ومن أطلقهما وما معنى أن يبلغا ما وصلا إليه، والتحليلات تتحدث عن أنهما مدفونان تحت الارض ويتحركان عبر منظومة الكترونية عن بعد، وفي حقيقة الصاروخين وما أرادا قوله بعيداً عن كل تفسير أو محاولة اجتهاد: ان الصواريخ والسلاح كما الارض التي تحتضنهم لم تعد تحتمل الكيان وبلطجته وانها تدرك بان “اسرائيل” لا تملك عناصر القوة وتعتمد فقط على غباء القيادات الفلسطينية والعربية وانشغالها بالبحث عن أطرٍ واتفاقاتٍ لإرضاء قادة الكيان، فبمجرد أن انطلق الصاروخان وقاعدة إطلاقهما “وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ” فإن يد الله مع الشعوب وارادته تتحقق لأي سبب، وتصبح الكملة الفصل: ان فلسطين عربية ولن تنجح اية قوة في الكون في تهويدها او تطويبها للصهاينة المحتلين والمستوطنين وقد أزف زمنها…
الى صواريخ غزة التي ترفض أن تبقى ساكنةً في الارض وقد أدركت أنّ الزمن بات زمن المقاومة ورجالها وسلاحها، كانت سلفيت على موعد مع عملية بطولية تبدو في طابعها التنفيذي فرديةً لكنها تحمل الدلالات على ان الشعب كالارض والسلاح أدرك ان الزمن بات زمن الانتفاضة والمقاومة وان كل محاولات التطبيع والتحالف مع الكيان وتعويمه ليست مجدية.
جاءت عملية سلفيت على خطّ توافقٍ زمنيّ ورساليّ لصواريخ غزة، وكلاهما يجزمان بأن “اسرائيل” عاجزة وقاصرة ومأزومة تعتاش على غباء القيادات أو خيانتها ولن تثني الشعب الفلسطيني وسلاحه قوةٌ في الكون عن تلبية حاجات الازمنة وكسر القيود ومنع صفقات التصفية مهما كانت مسمياتها والقوى والنظم والقيادات والفصائل المنخرطة بها…
الارض والشعب والسكين والصاروخ يتحدثون باسم فلسطين وحقها بالانتفاض والمقاومة والرفض للصفقات وإن تخلفت القيادات وتغابت أو انشغلت بمسائلها الحزبية والشخصانية عن مهمة المقاومة وتراجعت عن شعاراتها ووعودها بالتحرير.