أركان المقاومة في دمشق…. مؤشرات الانتقال إلى حقبة الهجوم الاستراتيجي…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
على غير ما كان يتوقّعه الكثيرون أو يتحدّثون به ويحلّلون ويزبدون على الفضائيات والوسائط، وبما يعكس كلّ أمنيات بقايا حلف العدوان والهمجية والارهاب المتوحش، الراغبون بأن تبقى أمريكا في سوريا وبأن يقطع الطريق بين بغداد – طهران – دمشق امتداداً إلى موسكو عبر بكين…
وبصورةٍ فاقعةٍ تُذكِّر بصورة قادة المقاومة الثلاثة في دمشق؛ الرئيس بشار الاسد والسيد حسن نصر الله والرئيس محمد أحمدي نجاد، التي فجعت الكثيرين وأربكت صنّاع السياسات وراسمي المخططات ومُعِدِّي المؤامرات.
تقاطر رئيسا أركان الجيش العراقي والايراني إلى دمشق، وعقدا اجتماعات عملٍ مثمرة، وأعلنا على الملأ: أنّ زمن أمريكا وزمن إرهابها ومشاريعها لتصفية القضية الفلسطينية أو محاولاتها لإسقاط إيران وسوريا والمقاومة بالحصار وبحشد القواعد في كردستان وغرب العراق قد أفلت ولن تعود شمسها تطلّ من شرق وشمال سوريا أو من غرب بغداد…
اجتماعٌ علنيٌّ يخلف زيارةً نوعيةً للرئيس الأسد الى طهران، ولقاءاتٍ حافلةً بالفرح والغبطة، ويكشف عمّا كان هدف الزيارة وجدول أعمالها.
أعلن الجنرالات الثلاثة وهم قادة الحرب، وأركان حلف المقاومة أنّ شرق سوريا وشمالها سيعود إليها وأنّ طريق بغداد – دمشق البريّ سيفتتح وقريبا، وأن كلّ تهويل أمريكا ومحاولاتها تأخير الأزمنة قد انتفت أسبابها وعناصر قوتها… وقالها رئيس أركان الجيش العربي السوري: على الكرد أن يلتحقوا بالتسويات أو الحرب التدميرية وسيُعاملون كخونةٍ وإرهابيين، ولن تبقى قاعدة التنف تحت السيطرة الأمريكية.
في الاجتماع كثيرٌ من الدلالات والقرارات ومؤشرات المستقبل القريب وتوازنات القوى فيها:
– لن تحاصَر دمشق وطهران من قلبهما بغداد، والساحة تتسع من الحدود الشرقية لروسيا والصين الى البحر المتوسط وهذه جغرافيا رفضت الوجود الامريكي ولن تقبله أبدا بعد الآن.
– إنّ الحصارات والتضييق الاقتصادي لن يمر، فالجغرافيا واسعةٌ وامتداداتها قادرةٌ على كسر كلّ حصار، وإنّ حلف المقاومة قد قرّر المواجهة، فالحرب أهون من الموت البطيء والتجويع، وشعوب المقاومة لن تجوع.
– إنّ حلف المقاومة – وإنْ تباطأ وقبل المناورات وحاول استبعاد المنازلة المباشرة مع الأمريكي والاسرائيلي وأدواته – إنما هو يعرف أنّ ميزان القوى العسكرية والجيو-استراتيجية قد اختلّ لصالحه، وترك الأمريكيّ لأزماته ومناوراته رغبةً بأن ينسحب حافظاً ماء وجهه، وعندما عجز ترامب عن تمرير خططه للانسحاب صار إشهار العصا أمراً ضرورياً لجعل أمريكا كلّها ترتعد و”اسرائيل” تعيش حالة ارتعاشٍ وخلجات ما قبل الموت، لتعرف ويعرف العالم أنّ من صنع كلّ تلك الانتصارات لا يعجز عن المعركة الأخيرة لإعلان التحوّلات التاريخية الكبيرة وغير عاجزٍ عن أن يحسم في الوقت المناسب.
– والاجتماع يمثّل بمجرد انعقاده إنذاراً حاسماً لأمريكا وأحلافها بأنّ فلسطين ليست للبيع وليست للتفريط ولن تقبل الصفقات ولن تترك وحدها تواجه بصدورٍ عاريةٍ وبسكين سلفيت أو صواريخ غزة التي تطلق نفسها لتؤكّد حقائق التوازنات وتردّ على عسف وغباء وخيانة بعض القيادات الفلسطينية التي تراهن على بيع القضية مقابل ثلاثين من الفضة.
– في الاجتماع والتصريحات والصور بلاغٌ حاسم؛ الزمن بات لنا ولن تستطيعوا فعل شيءٍ وإن قررتم الحماقة فالمقاومة بجغرافياتها وجيوشها وشعوبها جاهزة للمواجهة وخوض المعركة الفصل لتغيير الازمنة والاوزان وإطلاق الزمن الجديد من رحم بنادق المجاهدين والجنود والضباط الصابرين والمحاربين في أشدّ الظروف، فجيوش المقاومة جاهزة وقد اكملت استعداداتها واتخذت قرارها وأعلنته.
ماذا بعد، إنّه الإشهار بأنّ حلف المقاومة قرّر أن يجمع قواه وينظّم جهده وينتقل من الدفاع الى الهجوم فلن تجوع شعوب المقاومة ولن تقهر إرادة متظاهري غزة، ولن تفلح أمريكا في مخططاتها الجديدة ولن تستقرّ لها قوة في العراق أو في سوريا ولن تنجح كل محاولات التطويق والحصار والاشغال.