الجولان الآن…! والضمّ يعني المقاومة والتحرير وإلّا…؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
ميزة الإنسان عن باقي الكائنات العاقلة أو شبه العاقلة، أنّه يبدع، ويبني على تجاربه، ويتعلّم من تاريخه ليصيغ مستقبله بوعيٍ وإدراك، بل وبتصميم… وإنسان اليوم بات يعرف ما يخبئه الزمن الآتي، وقادرٌ على تصميمه، فما ننتظره في الغد هو ما صنعنا مقدّماته اليوم.
ترامب المأزوم في بيته الأسود، والمعرّض للمحاكمات، والساعي إلى ولايةٍ ثانيةٍ يبيع الوهم لنتنياهو المأزوم والمرتهب كيانه من مجرد بالوناتٍ وطائراتٍ ورقيةٍ حارقةٍ من غزة، البقعة المحاصرة والمستنزفة الى حد الجوع!
أهدى ترامب نتنياهو نقل السفارة الامريكية الى القدس، فكلّ ما فعله أنّه قدّم له ورقةً على التلفاز، ومع ازدياد أزمة ترامب ونتنياهو يغرّد ترامب أنّه سيهدي الأخير ورقةً جديدةً تقول إنّ الجولان اسرائيليٌّ الى الابد…
ترامب عمليا لم يقم بأيّ جهدٍ وليس معنيّاً بعملٍ ميدانيّ، وربما لا يرغب، وهو يدرك أنّه لا يستطيع، فقد قرّر الانسحاب من سورية، وقرر حلف المقاومة في قمة أركانه الثلاثة أنّ طريق دمشق – بغداد ستفتتح عنوةً، وكذا فشرق وشمال سورية سيعودان الى السيادة السورية، فعُدد الحرب باتت جاهزةً وكذا قرارها…
في الحاصل العمليّ لتوقيع ترامب قرار نقل السفارة، ولإمكانية أن يصدر ورقةً بتوقيعه بتطويب الجولان اسرائيلياً الى الابد، هو باع نتنياهو كلاماً في الهواء، وقدّم ما لا يملك لمن لا يستحق، وليس له بالأمر من حقٍّ ابدا.
حتى اللحظة يبدو الامر كلاماً بكلام، واعلاناتٍ بإعلانات، والاهداف تتقاطع عند الواهب والطالب، اما الواقع العملي وميزان القوى فلها كلامٌ اخر…
احتلت “إسرائيل” لبنان وغزت عاصمته وأقامت في جنوبه قرابة نصف قرن، وسعت للتهويد، فلبنان ليس أقل أهمية من الضفة والجليل والجولان لجهة المياه والمناخ والمنافسة والجغرافية والموانئ، إلّا أنّ رجال وسلاح المقاومة والتصميم ألزمت قادة الكيان ومعهم أمريكا وهي في عزّ قوتها وتماسكها وتهيمن على العالم متفرّدةً وبهمجية الانسحاب تحت النار ودون قيدٍ أو شرط وسقطت أهمّ أدوات “إسرائيل” لفرض مشيئتها عمليا – الاحتلال.
وفي غزة، وحين كانت امريكا ايضا سائدةً ومقررة، ومعها حلف الاعتدال العربي القوي ماليا وعسكريا وسياسا ومهيمنا على العرب والمسلمين، فعل سلاح ورجال المقاومة ما فعلوه في لبنان وانسحبت “إسرائيل” وفكّكت المستوطنات تحت النار ودون قيد أو شرط وبرغم أن امريكا سائدة وسورية محاصرة من الجهات الاربع ومستهدفة في خاصرتها اللبنانية وفي رئتها العراقية.
ميّز الله الانسان بالعقل، والتفكير والانتاج والارتقاء، والتطور، مستفيداً من تجاربه، والأهمّ والأكثر ذكاءً يستفيد من خلاصة تجارب الشعوب والأمم، وهذا عصر “الإنفوسفير”، والتاريخ المفرط والذكاء الصناعي دليل قاطع…
رجال وسلاح المقاومة في لبنان وفي غزة ليسوا من طينة مختلفة عن رجال الجيش الاسطوري العربي السوري، وسلاحهم من مصانع الجيش السوري باعتراف الكل، والكثير من خبرتهم حصدوها اما في معسكرات الجيش السوري او في ميادين تدريب الحرس الثوري الإيراني، وما زالت سورية وايران رأس المقاومة وحلفها ومصنعها وجدارها الصلب…
ليعلن ترامب ما يريد، وليوقع الاوراق، وليستعرض نتنياهو عزمه الاعلامي ويباري في الحلبات الصوتية من يشاء، فعندما تبدأ البنادق والصواريخ عرسها لن يفيد توقيع ترامب لوريقات في الهواء وعليه فبالهواء تتبعثر…
انه الدرس اللبناني المؤكد في غزة، والمثبت اسطوريا في الحرب السورية…
توقيع ترامب وريقات تهدي الجولان لــ “إسرائيل” ، لا تغيّر في واقع ميزان القوى، فدماء رجال الله وسلاحهم هي الفعل الحاسم وقد حان وقتهم، والجولان كالقدس تنبئنا أنّ زمنها قد أزف، فلا تخافوا ولا ترتهبوا وهلمّوا الى السلاح والمقاومة ليعود الجولان وسط سورية وفلسطين جنوبها على وعد الرئيس الراحل حافظ الاسد…
الزمن لا يرحم والحقّ لا يعود إلّا بالمطالبة والحقّ الوطنيّ والقوميّ بالدماء والسلاح… فإلى السلاح..