وعد ترامب بالجولان ينهي زمن الرهان على التفاوض والتسويات ووهم السلام العادل والشامل
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
ما وصلت إليه الامور بما يخصّ عروبة وسوريّة الجولان وفلسطين لجهة إعطاء ترامب صكّ ملكية القدس والجولان هديةً لنتنياهو، ليس، ولا يجب أن يكون أمراً مستغرباً أو غير متوقع….
وحدهم المصعوقون هم أنفسهم الذين راهنوا على أمريكا وقبلوا وساطتها في التفاوض والتسويات، وعقدوا عليها الآمال وافترضوا، لتبرير عجزهم وتقصيرهم أو لتغطية خيانتهم، أنها ستلبّي بعض حاجاتهم وتأخذهم ومصائرهم بعين الاعتبار، علماً أنّ أمريكا تشهر وكالتها للكيان الصهيوني ولا تخفي أنها صاحبته وأنّه مجرّد “كلب صيد” وحراسة لمصالحها ومشاريعها في العرب والمسلمين وحيث استطاع أو حيث رغبت بتوظيفه…
أمريكا عبر مؤسساتها وإداراتها المتعاقبة ومنذ حرب حزيران 1967 تجاهر بتبنّيها للقيط سايكس بيكو والاستعمار الاوروبي، وتعلن أنّها صاحبة الكيان وسيّده وأنّه ليس بأكثر من واحدةً من قواعدها العسكرية، وطيلة حقبة “السعدنة” و”الساداتية” التي أعقبت حرب تشرين 1973، وأمريكا تساند وتدعم وتتبنّى وتموّل وتسلّح الكيان وترعاه، وعندما لاحت فرص ضعفه بعد هزيمته في لبنان عام 2000 أرسلت جيوشها الى بغداد وكابول والصومال وشاركت عبر حلفائها وادارتها المباشرة لحرب تموز وحروب غزة…
إذاً، لكل حقبة زمن ونهاية، ولكل مسار محطته النهائية، ومسار التفريط والتفاوض والتسويات بلغ آخره، وتجري عملية تطبيق آخر بنود أهداف خطط التسوية، وتقتضي تهويد القدس وإنهاء القضية الفلسطينية بتفويض الكيان الصهيوني بإدارة المنطقة والاقليم بما في ذلك إهدائه الجولان على ورقٍ أمريكيّ وبتوقيع ترامب…
والحال إذاً؛ فالعرب وقضيتهم المركزية وسورية ومقاومتها والجولان بات على محك القرار النوعي ومفترق الازمنة…
لا تسوياتٍ تجدي ولا تفاوض ممكن لتحقيق المصالح واستعادة الاوطان…
الحالة اليوم بين خيارين لا ثالث لهما، فإمّا المقاومة والسلاح والحرب أو التسليم والخنوع وقبول الهزيمة الكبرى برغم أنّ الميادين والحروب التي اشتعلت بسبب القدس والجولان منذ نصف قرن انتهت الى انتصاراتٍ لسورية والمقاومة…
توقيع ترامب على قصاصة إهداء الجولان أسقط آخر أوراق التين عن عورات أمريكا والمراهنين عليها والساعين الى رضاها، فهل تشتعل الحرب…؟؟؟
مؤكدٌ أنّها لحظةٌ فاصلةٌ، وربما صواريخ غزة الى تل ابيب رسائل بالنار وإشعارٌ بأنّ القرار قد اتُّخذ ولا مفرّ من الحرب بالتنقيط أو بالصدمة والترويع…
صاروخ غزة استعجل عودة نتنياهو الى فلسطين وقطع عليه فرصة أن يفرح بتوقيع ترامب…
وصواريخ الجولان والجنوب بانتظار الاشارة وتتحفز…
فزمن العربدة انتهى وزمن الرهان على امريكا والتفاوض والتسويات قد حسمته تغريدات ترامب…
فليقل الزمن كلمته الفصل…. وليكشف أنّ كلّ من راهن على أمريكا ليس إلّا غبياً وأحمقاً وجاهلاً إن لم يكن مجرد خائنٍ وعميل…
وتعود مقولة القائد الخالد جمال عبد الناصر حاضرةً فاعلةً “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”…