لبنان بين الفساد المعلن وأرقامه وفشل زيارة بومبيو واحتمالات الافلاس…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لم يتفق اللبنانيون على تحديد رقم الدين الدقيق، فبينما تفيد تسريبات الجهات الرسمية بأنّ الرقم ثمانون ملياراً، تقول أوساطٌ اخرى وخبراء إنّ الدين يزيد عن مائة مليار دولار، وبكلّ الاحوال وأيّاً كان الرقم الحقيقي، فإنّ الدين يبلغ ذروةً وحجماً غير مقبولٍ بالنسبة للناتج المحليّ، وأصبحت خدمته تستنزف الموازنة والمدخرات وتضع لبنان على حافة أزمةٍ ماليةٍ اقتصاديةٍ انهياريةٍ قد تستعجلها أمريكا و”إسرائيل” بعد الفشل الذريع لزيارة بومبيو الذي لم يحصد منها إلّا عشاءً وقبلات حلفائه من بعض 14 آذار، بينما شويغو في دمشق والرئيس العماد عون في موسكو في زيارة دولة لها ما لها من أهميةٍ تأسيسيةٍ في مستقبل لبنان وعلاقاته ومكانة روسيا في الشرق العربي…
وتستمر احتمالات انفلات الصراع المسلح والحرب مع الكيان الصهيوني وتعزّزها صواريخ غزة وبلوغها تل أبيب وتوقيع ترامب ورقة إهداء الجولان لنتنياهو….
وبرغم أجواء الحرب واحتمالات الانهيار الاقتصادي، تبدو الطبقة السياسية والمهتمون بالشأن الاقتصادي مستمرين في تجاهل ما ينشر من فضائح وارقام واتهامات و ما يجري من تحولات وتبدلات وما قد تبلغه الأمور، والأنكى ما يتسرب من ارقام مخيفة لضخامتها تفسر لماذا ومن أوصل لبنان الى حافة الانهيار، فرئيس الحكومة السابق متهمٌ بتبديد أو إخفاء 11 مليار دولار وحاكم المصرف متهم بأنه كلّف الخزينة اكثر من 8 مليار دولار في الهندسات المالية أهداها للمصارف، واليوم تثار قضية خطرة فتنشر الصحف مقالات عن شطب 22 مليار دولار من حسابات المصرف المركزي دون معرفة مصيرها، والارقام الاخرى لا تقلّ دلالةً، فشركة الكهرباء التي لم تؤمّن التيار كلفت البلاد اكثر من 40 مليار دولار ويقول الخبراء إنّ لبنان سدّد ما قيمته اكثر من 90 مليار دولار فوائد للديون التي ما زالت في حالة زيادة بحسب متوالية هندسية متسارعة…
لو جمعت الارقام السابقة وتم كشف حسابات المسؤولين في الدولة والطبقة السياسية لوجدنا توازنا بين الفاقد من الموازنات والزائد في حسابات المسؤولين، وبهذا يُجاب على سؤال اين ذهبت الاموال والديون وكيف صرفت ولصالح من…
ويعود السؤال مرة بعد مرة هل يمكن محاربة الفساد ومن اين يبدأ وهل تجدي المحاولات…؟؟؟
من سيحاسب من… رئيس حكومة محسوب على مذهبه أم حاكم المصرف المركزي أم الوزراء ام النواب المتقاعسون عن ادوارهم…
زحمة الارقام والفضائح العلنية تضع البلاد على عتبة كارثية لا يعود معها احتمال الانهيار بعيدا او بفعل مؤامرات خارجية بقدر ما سيكون خيارا اضطراريا بفعل العناصر الموضوعية….
الفساد والافلاس يضعان لبنان امام خيارات خطيرة والامريكي والتحولات السياسية تسرع من استحقاق الافلاس والانهيار فهل من فرصة للنجاة…؟؟
وهل تستيقظ الضمائر من غفوتها العميقة ام ان الزمن قد نفذ ولا مجال بعد الان للرهانات على التغيير والاصلاح وضبط الهدر ومحاربة الفساد….
هكذا يساق لبنان عن سبق تصور الى المقتلة….