سوريا… إعادة الإعمار من بوابة تحرير الجولان…انتهى البيان…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة
لا سلام ولا إعمار ولا استقرار ولا تنمية ولا نمو، ما لم تعد الجولان عربيةً سوريةً في موقعها المتوسط للجغرافيا وتعود حيفا ويافا غرب سورية…
هذه خلاصة مائة عام على وعد بلفور مخلوفا بوعود ترامب وتوقيعاته على نقل السفارة الى القدس والاعتراف بالجولان أرضاً اسرائيليةً ونزع صفتها كأرضٍ عربيةٍ سوريةٍ تحت الاحتلال والاغتصاب… مائة عام تبدلت وتغيرت احوال البلاد والعباد والبشر وشهدت على عبقريات الانسان وطاقاته التي لا تُحدّ ولم يعد قيداً عليها إلّا قدرات الخيال وفضاءاته….
العالم ونظمه وقوانينه ودوله وقواعد انتظام الحياة الانسانية والبشرية تغيّرت وتبدّلت، وحدها حال العرب لم تتغير ولا تبدلت برغم أنهم بقضيتهم المركزية فلسطين وبصراعهم الوجوديّ مع الكيان المغتصب وبمقاومتهم الاسطورية للهجمات والمؤامرات الغربية قدّموا ما عجزت عنه الامم والقارّات لقرنٍ كاملٍ وتسببوا في جملة التحولات التاريخية الجارية…
بعد مائة عام، يعود بلفور بشخص ترامب ويضرب بعرض الحائط كلّ الشرعيات والقوانين والتعاقدات والتفاهمات والرسالات التي أنزلها الله لهداية البشر والتي ابتدعها البشر لرعاية شؤونهم ونظم حياتهم على قواعد وقوانين وتعاقدات…
وبفعلته، قرر ترامب أنّ الحقّ هو الحقّ، وأنّ قوانين التاريخ وتجارب البشر هي ذاتها وفي سياقاتها ولو تغيّرت الأزمنة والوسائل، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلّا بالقوة وليس من طريق لإزالة الاحتلال إلّا بالسلاح والرجال….
ترامب أسقط خيار السلام وبدّد شعارات السلام بدل الارض والسلام العادل والتعايش والعيش وحوار الاديان والحضارات، وقرّر بشحطة قلمٍ أنّ الارادة هي الأصل، وعبّر عن إرادة المغتصب بإعطاء نتنياهو الجولان هدية….
بما فعله ترامب صفع المراهنين على التفاوض والتسويات والمبادرات واستجداء السلام وبعض الحقوق وصفع كل الرهانات وبصق في وجوه المراهنين ومروّجي الحلول التسووية والتصالحية ورمى في وجوههم حذاءه النتن…
وبذات السويّة صفع كلّ من افترض أنّه يمكنه بناء دول قطرية وتنميتها وتأمين سيادتها والحفاظ على استقرارها بالتعايش مع المغتصب وقبول مبدأ الاعتراف به ومفاوضته….
وجدّد الصفعة لمن كانوا يتذرّعون، وعادوا يتذرّعون، مرّةً بحماية المكتسبات، والآن بالقول بأولوية البناء وإعادة الاعمار على أولوية استعادة الجولان بالمقاومة وبالحرب كوسيلةٍ وحيدةٍ مجدية….
فسورية التي بنت وأسّست عمرانها وتقدّمت في شبكات الامان الاجتماعي وبلغت مرحلة التوازن الاستراتيجي مع العدو وهزمته بالمقاومة لم تسلم من المؤامرة وقد ضربتها ودمرت كل ما أنجز، وتالياً لن يكون سلامٌ ولن يكون استقرارٌ واعادة بناءٍ ما لم ينسف الاساس والاصل في كل المؤامرات التي اصابت سورية وتضرب في العرب…
بعد توقيع ترامب، لا أولوية على تحرير الجولان وفلسطين وإزالة الكيان المسبب لكل الازمات، وبقاؤه سيتسبب بالمزيد…
بعد مائة عام على بلفور والمقاومة والانتصارات يقول التاريخ والجغرافيا وحقائق تجارب الامم والشعوب الكلمة الفصل…
الاولوية والمدخل وبداية طريق الاستقرار واعادة البناء حكما تمرّ بتحرير الجولان أوّلاً ليكون هناك بناء وسلام واستقرار… وغير ذلك حرثٌ في البحر وتبديدٌ للتضحيات والزمن والقدرات…
الجولان الآن أو لن تعود سوريا ولن يكون للعرب مكانة ودور…