خيار المقاومة وثقافتها
د. اسكندر لوقــا
في سياق كلمة الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر اللـه التي ألقاها مؤخراً وأدان خلالها المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب معترفاً بضم الجولان العربي السوري المحتل إلى الكيان المغتصب إسرائيل، ورد فيها قوله: إن ما جرى هو حدث مفصلي و«خيارنا الوحيد هو المقاومة».
وفي السياق نفسه تذكرت موقفاً مماثلاً يحذر من الخطر المحدق بالوطن العربي عموماً لا بسورية فقط، تذكرت «التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة» برئاسة أمينه العام الدكتور يحيى غدّار في لبنان، وحضوره في الساحة اللبنانية وكذلك دوره في تثبيت الفكر الداعم لنهج المقاومة في اتباع نهج دحر أعداء العروبة والإسلام.
إن جهداً مدنياً وطنياً كهذا حين يترافق مع جهد قائد كبير مقاوم، عربياً كان أم أجنبياً، من الطبيعي أن يلقى استجابة من الجماهير الشعبية، بمختلف أطياف أبنائها وأصدقائها، لأنه في النهاية يصب في مصلحتهم من دون تمييز بين عربي وأجنبي، ولأن الصهيونية تخشى الطرفين معاً، ولكنها لا تقيم وزناً لغضبتهم هنا وهناك، ولا تأخذ بالحسبان كلاماً يدينها أو يدين من يدعمها اليوم ودائماً ومنهم على سبيل المثال في الوقت الحاضر، الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
من هنا الإشارة إلى مطلب أن تكون للمقاومة ثقافتها الخاصة بها وشاملة لكل أبناء العالم العربي والإسلامي، وذلك نظراً لكون هاتين الفئتين معاً، في سياق تضامنهما، إذا ما قررتا العمل جنباً إلى جنب، تشكلان العائق الوحيد أمام محاولات الصهيونية التمدد إلى أبعد من حدود منطقة الشرق الأوسط، وسعيها لاقتطاع هذا الجزء أو ذاك من هذا البلد أو ذاك وحصراً بالتعاون مع أعداء السلام في العالم. ومن ذلك، على سبيل المثال، منح بريطانيا فلسطين العربية للصهاينة، كذلك منحهما نصف جزيرة قبرص للأتراك فضلاً عن منح لواء إسكندرونة لهم أيضاً من الحكومة الفرنسية.
من هنا وجوب تضافر الجهود العربية والإسلامية في سياق تجمع عربي وإسلامي بغية جعل ثقافة المقاومة أكثر اتساعاً وعمقاً، بدءاً بطلاب المدارس الابتدائية، لتكون المقاومة نهجاً ثقافياً تعليمياً لا مجرد مفهوم عابر أو فكرة عابرة…
نشر في صحيفة الوطن السورية 2 نيسان 2019