السيد حسن نصر الله يرفع اصبعه… لن نجوع وسنتعامل بما يناسب!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لحظة يرفع سبابته يقف الاقليم على قدمٍ واحدةٍ ويعرف الجميع أنّ الامر جادٌّ وأنّ القرار قد اتخذ بعد طول صبرٍ وأناةٍ ودراسة…
قالها بكلّ وضوحٍ ودون التباسٍ أو بحماس، إنما بمسؤوليةٍ كبيرةٍ كعادته…
لن يجوع شعبنا، ولن نقبل أن يفرض علينا الحصار، ولن يمرّ إجراءٌ تقدم عليه الادارة الامريكية للتضييق أو العبث بالاستقرار المالي والاقتصادي، ولن يفرض على حلفاء حزب الله عقوبات، وإن جرت أيّة محاولة سيكون الردّ عاصفا وصاعقا ولاجماً وفي كلّ الساحات، فكما أمريكا _ ترامب ترهب وتستعرض وتفرض عقوباتها وضغوطها كيفما شاءت وتقود حروب التخريب من فنزويلا الى اليمن، فللمقاومة يدٌ طويلةٌ جدا، وقادرة، وجادّة، وحيث انتصرت وراكمت فمن غير المنطقي انها ستقبل الجوع لشعبها و/أو تستسلم لأوهام نتنياهو وترامب وصفقاتهم وحاجاتهم الانتخابية والشخصية…
قالها السيد حسن نصر الله للجميع بكلمةٍ واحدة، قالها للقطاع المصرفي اللبناني، وقالها للدولة وأجهزتها، وقالها للفرقاء الذي ما زالوا واهمين وحالمين بأنّ سلاح المقاومة قد يصدأ أو أنّ شعبها سينتفض في وجهها لأنه جاع بسبب الظلم القبيح الذي يمارسه ترامب وبسببهم هم المتصرفين كأنهم مجرد ساعي بريدٍ أو بوقٍ أو أداةٍ أمريكيةٍ وخنجرٍ مسمومٍ في جسد لبنان وحاجاته وفي ظهر المقاومة…
قالها للكيان الصهيوني وقصد فيها أنّ حصار “إسرائيل” أسهل من أن تحاصر المقاومة وحلفها الممتدّ جغرافيّاً من سواحل المتوسط الى القطب الشمالي، وأنّ إذلال الامريكي في أفغانستان وفي العراق وفتح الطريق البرية لتأمين دمشق بالمواد النفطية، وتأمين إيران بحاجاتها وتأمين وصول الصواريخ الاكثر دقةً بات في يد جيوش المقاومة بعد أن اجتمع قادة الاركان في دمشق في إشارةٍ واضحةٍ لمن يقرأ بعقلٍ باردٍ، وقول السيد توضيحٌ لمن تعمى أبصارهم: إنّنا قررنا المواجهة وقررنا تفعيل عناصر قوتنا وقررنا أن نخوض حرب إنهاء زمن “إسرائيل” وأمريكا وأدواتها وتحالفاتها المحلية والإقليمية والدولية، لذلك هو كرّر مراتٍ أنّنا سنعمل في كلّ الساحات وحيث دعت الحاجة…
إصبع السيد حسن نصر الله وحركات جسده تكون موضع دراسة وتحليل، وأمس كانت الاكثر وضوحا ودلالة وفي زمنها، فقد قال ما قاله بعد أن خرجت نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي أنتجت الحصان الاسود نتنياهو ساعياً لرئاسة الحكومة، أي بعد أن خرجت الصناديق الاسرائيلية بتفويضٍ له.
وقال أيضا إننا في حلف المقاومة كنا قادرين على التأثير الجوهري على خيارات الناخب الاسرائيلي لكننا لم نفعل شيئا ويعني هذا أن للحلف المنتصر رؤيةً كما له القدرة للعبث بالوضع الداخلي الاسرائيلي وتقرير خياراته، فترك “إسرائيل” تفعل ما تريد وتنصيب نتنياهو مرة جديدة لم يكن بفعل الصناديق الاسرائيلية ابدا، بل كان بفعل القوى العالمية والإقليمية، والكمّ الهائل من الهدايا وعمليات الاسناد المباشرة وغير المباشرة التي قررت ان نتنياهو يجب ان يكون في قيادة الكيان…
لماذا؟
في الامر سرّ، فما سرّ تجميد غزة لحراكها عشية الانتخابات وما سرّ هدايا ترامب وما هو السرّ العميق لهدية بوتين وكذا ترك المقاومة وحلفها الانتخابات الاسرائيلية على غاربها…
غداً يوم آخر، والزمن صار قاطعاً بصفته زمن المقاومة ورجالها وسلاحها الدقيق فلن يكون حصارٌ أبداً، وبدائل المقاومة نوعيةٌ وكثيرةٌ وفي كلّ الاتجاهات والساحات…