قل لمن ينتظر سقوط الأسد: “روح نام”..
ادريس هاني
هذا زمن تساقط التحليلات السياسية التي فجرتها وجبات الماريجوانا..لقد تشابه البقر حتى تزحلقت الجغرافيا السياسية من تحت “صرامي” التحليل الاستراتيجي لدراويش يجهلون أصول التفكير ولا زالوا على تقليد قديم في المراوغة..ها هم لا زالوا يحلمون بسقوط بشار الأسد..ومع أننا قلنا لهم حتى بححنا إنه لن يسقط لأسباب استراتيجية أوضحناها أوّلا بأوّل ها هم يبكون اليوم على الرغم من أنهم ربحوا الكثير في هذه الحرب: فمن كان يفتقر إلى بيت أصبح له بيت، ومن كان يركب القطار باتت له سيارة ومن كان ينام على الرصيف أصبح يمشي متعجرفا كشارلي شابلان..ومع ذلك دخلوا في مرحلة باء من التفسير..لو كان لهؤلاء وفاء لكفوا عن الحقد لأنّ بشار كان سببا في استغنائهم وتحولهم من “زعران على قارعة الطريق” إلى خبراء في الماريخوانا السياسية..
كلّما سقط نظام عظّ المرجفون على أناملهم وتساءلوا: لم لم يسقط بشار الأسد؟ تحول سقوط بشار إلى حلم يقظة عند اليتامى وتساقطت أوراق الخريف..ثم يعتبرون أنّ خيبة أملهم هي جزء من التحليل السياسي..عمر كامل وهم يقصفون العالم بشعارات غبية لا تنتمي للسياسة والآن يتقلبون على ظهورهم كحمر وحشية فرّت من بشّار قسورة..الجغرافيا السياسية ليست على مزاجكم..والصورة النمطية التي حبكها الإخوان عن بشار الأسد باتت هي نفسها الفخ الذي سقطوا فيه كالبهاليل..العناد في الجهل هو الذي جعل كل هذا الحقد في حرج اليوم أمام حقيقة الأشياء..إنهم غير قادرين على النظر في وجه الحقيقة..سيتلوّون كالثعابين لإيجاد ما يمكن أن يقنعوا به أنفسهم، بينما الحقيقة هي أنّ الأسد دافع عن بلده ومعه أغلبية الشعب والجيش الذي هو منحدر من الشعب وتحالف صنعته العبقرية السياسية للرئيس وكذا الصمود والكفاح والمبدئة..فلقد سجل الأسد على الإخوان إصابات في المبدئية: باعوا روحهم للشيطان بينما ثبت هو على الموقف..لا شيء هنا عبث..كل شيء مبني ومقروء ودقيق..المعارضة السورية تتراشق فيما بينها إما كشفا للأموال التي أتتهم من أمريكا ونهبوها أو يتسابقون على سلطة وهمية داخل صالونات الإئتلاف..صرح ترامب ضد الجولان ولا قزم منهم استطاع أن يعارض ويتكلم كرجل..الحكاية باتت واضحة : انهم يستهدفون الجولان ووحدة التراب السوري والموقف السوري…وعلى الإخوان أو من لا زال في رأسه بقايا هذا الغباء أن يستيقظ من سباته والأهم أن لا يعطي دروسا لغيره في التحليل السياسي بعد خيبة الأمل وبعد كل هذا التخبيص والتخربيق.. البكاء على الشعب السوري كذبة انتهت بقتل الشعب السوري من قبل الجماعات الارهابية التي تمولها الدول التي تمول الذين يعطون دروسا لسوريا في الديمقراطية، وهم من احتسى الوعي السياسي من كاسك يا وطن..أخفى الاخوان حقدهم الطائفي ضد سوريا في كومة من المفاهيم التضليلية التي توحي بالموقف السياسي بينما كان الموقف عقائديا غبيّا..المشكلة أن هذه الخلفية الدينية التي ينطلق منها الإخوان في الحرب الحاقدة على بشّار هي خلفية غير مصحوبة بتديّن أو أخلاق بل لقد أظهرت السنوات الأخيرة أنهم أهل صفقات وبيع وشراء ونذالة وجبن وانتهازية وقوادة سياسية…المشكلة تتجاوز التحليل، بل هي إرادة الاعتقاد..كم هو مغالط ذلك الذي يحلل الوضع في سوريا بدعوى التجرد وهو غارق حتّى”لامشوار” في مستنقع الخلفيات التحيزية البائسة..هؤلاء أعجز من أن يكونوا موضوعيين لأنّ ذوقهم جاهلي..هم مسبقا متحيّزين ومرتزقة: قل لي من هو ضدّ الأسد أقول لك كم يأخذ وممن يأخذ..هذه هي الحقيقة بلا مبالغة..وعلى المرتزقة أن يدخلوا مساكنهم لكي لا نستخرج فواتير ارتزاقاتهم..لقد ملؤوا المشهد بالأساطير وصور الغيلان وأخفوا كل صور الإرهاب التي فضحتها قوى المقاومة وأخرجتها من جحورها..بأي وجه يستمر الحديث عن الأسد في زمن الإرهاب الملوّن؟؟ ماذا عسانا أن نفعل أمام هذا القدر الإلهي العظيم: فلقد أراد الله أن يكون الأسد هو هازم لذّات الإخوان..وهم يكفرون بالقدر..
هذا ردّ على أحد المتحيّرين الذين لا يعقلون…
ادريس هاني:11/4/2019