بين الحراك والجيوش.. بين سوريا ومصر… العرب إلى أين؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
شغل العرب وقضيتهم المركزية فلسطين وحقّهم بالسيادة والجغرافيا والثروات والحرية العالم لقرن ونيف، ولم يهدأوا ولن يستقر أمرهم كما تفيد المعطيات قبل أن ينالوا مشروعيتهم وتتحقق احلامهم وتكتمل شخصيتهم بدولتهم الوطنية السيدة الحرة ويبسطوا السيادة ليكونوا على عاداتهم بناة حضارة واصحاب علوم وفلسفات وبيئة أديان وحفظة شرعيات السماء وحوافز تقدم الارض ومن عليها…
ولعشرين سنة مستمرة شكلوا العلامة الفارقة في تاريخ الامم وواقع الحياة الجارية، فأنهوا الالفية الثانية بانتصارٍ غيّر من بيئات وعناصر الصراع معهم وعليهم وحققت المقاومة اللبنانية إعجازا ثوريا، ثم أُلبسوا كارثة 11 أيلول أو كانوا حصان طروادة فيها، وصاروا الهدف المحوري لمتطرفي تل ابيب وواشنطن وصقورها، فاجتاحت أمريكا بغدادهم لإسقاط دمشق وتدمير مكة والفتك بالإسلام وقيمه وتعاليمه، وجائزتها التي سعت إليها قاهرة المعزّ وإعلان الصقور في البيت الابيض سعيهم لإسقاط خمسة عواصم وتفكيك السعودية وتحويل مكة المكرمة الى “فاتيكان”….
ولم يستسلموا أو يرفعوا رايةً بيضاء، فقاوموا الغزاة في بغداد وفي فلسطين، وتحققت هزيمةٌ كاسرةٌ للكيان الصهيوني في تموز 2006، وفي بغداد وكابول، واستمرت المؤامرات وغيّرت من أدواتها وحروبها وتحالفاتها واستمالت نظماً ونخباً وجماعاتٍ ووظّفتهم ضدّ إسلامهم وعروبتهم واخوتهم وابناء العمومة، والامة بروحها المقاومة لم ولن تستسلم وما زالت تحقق الانتصارات وتزيد…
ومع نهاية العقد الاول من القرن الحادي والعشرين بدأوا حراكا ومخاضا لتغيير القائم والتخلص من الماضي وإرثه وتغيّرت أحوالهم وازدادت المعاناة والاستهداف واستمروا في حراك وانتفاضات وحروب تنتقل من ساحة الى اخرى فلا هم تعبوا أو كلّوا ولا المتآمرون انكفأوا، وتصول وتجول التوترات لتضرب قديما في الجزائر والسودان وتزيد التوترات في ليبيا سعيا لتغيير وخلاص…
وتعود الجيوش مقررةً وحاكمةً فتقبض على السلطة في مصر والسودان والجزائر ولها فاعلية في تونس، فيما شكّل الجيش الاسطوري العربي السوري محور الصمود واسطورة النصر…
العرب في مخاض وفوضى واضطرابات ولن تهدأ – كما تفيد المعطيات – إلّا بتغيّرٍ جوهريٍّ لواقعهم ونظمهم ولن تستقرّ شؤونهم إلّا في حالتين: إمّا النصر أو يصبحون أثراً بعد عينٍ كهنودٍ حمرٍ للقرن الجديد….
وتبقى الابصار شاخصةً والقلوب تخفق لحلمٍ يجمع القاهرة الى دمشق وبغداد كأملٍ وحيدٍ باقٍ برغم ما بينهم من تناقضٍ وفرقةٍ تقطع القلوب لرؤية طوابير السيارات السورية تزدحم في محطات الوقود بينما بواخر النفط الايرانية المتجهة الى اللاذقية محتجزةٌ في قناة السويس…
هكذا بين التحركات والجيوش وفي انتظار قرار القاهرة من دمشق يتقرر مصير ومستقبل العرب فهل يستحقون الحياة …؟؟