ترامب يشعل ثقاب الحرب… كيف ستردّ إيران وحلف المقاومة؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لا يشغل بال ترامب إلّا أمران يشكّلان عامودي سياسته منذ بلغ البيت الابيض، ينحصران في تخديم نتنياهو مهما كان الأمر والكلفة ما دامت تُدفع من جيوب “مشيخات” الخليج وأسرها وعلى حساب العرب وأمنهم وسيادتهم؛ وتأمين الاموال لأمريكا لمنع الانهيار الذي قرّرته قريباً مختلف الدراسات والبيانات وتوقعات كبريات المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية…
تتقاطع مصالح ترامب ونتنياهو والأسر الحاكمة في “مشيخات” الخليج وبعض الحاكمين العرب، عند محاولات تدمير حلف المقاومة وإلحاق الهزيمة به بعد أن عجزت الحروب المباشرة منذ غزو بغداد وكابول وهزيمة أمريكا ثم حروب “إسرائيل” في لبنان وغزة، والهزيمة التاريخية التي ألحقت بالمشروع الامريكي والغربي وتحالفاته في سوريا والعراق، فلم يبقَ أمام ترامب إلا الاقتصاد واستخدام العنصر الوحيد الباقي لأمريكا من عناصر قوّتها -الدولار- والتشابكات الاقتصادية التي تحوّلت معها الولايات المتحدة في العقود الماضية الى العامود الفقري للاقتصاد العالمي وحركة الاموال والسلع.
ولأن الاقليم يتحرك بما لا يتماشى مع المصالح الامريكية والإسرائيلية، فيعلن ترامب الحروب شمالاً ويميناً، وبعد كل إخفاقٍ يحاول فتح أزمةٍ جديدةٍ وإشعال حرائق أخرى علّها تسهم في الإشغال وتعطي أمريكا و”إسرائيل” بعض الوقت لترميم عناصر القوة المتداعية والمنتفية الصلاحيات…
أخفق في أمريكا الجنوبية، وتبدو معالم الهزيمة واضحةً في فنزويلا ومع كوبا، وتخسر أمريكا في أوروبا واتحادها، وتتحوّل أوكرانيا بعد انتخاباتها الاخيرة في غير صالح مشاريع محاصرة روسيا والعبث باستقرارها، وقد خسرت أمريكا ماليزيا وتخسر في أفغانستان وباكستان المتحوّلة الى التعاون العسكري والامني مع إيران والصين وروسيا على حساب أحادية الولاء لأمريكا، فلم يعد لديه إلّا التحرش بإيران ومحاولة اشعال حريق في الاقليم ومن وراء قصده: إمّا حرب تدمير الاقليم وماذا يخسر وهو منسحبٌ منه، – أو ليّ ذراع إيران ودعوتها – تحت التهديد – الى التفاوض لتقديم تنازلاتٍ لصالح امريكا، وبكل حال فقطع الامدادات النفطية الايرانية عن السوق سيؤدي الى تعطيشها ما يوفر للنفط الامريكي الصخري فرص الرواج والتسويق بأسعاره الخيالية وتتحقق بذلك مكاسب اقتصادية ومالية جمّة تعينه على كسب الولاية الثانية التي تشغله أكثر من أيّ شيءٍ آخر…
إعلان ترامب إلغاء الاستثناءات للجميع يضع العالم والاقليم أمام لحظاتٍ خطرةٍ لا تخلو من احتمالات الحرب الطاحنة، وقد تبدأ شراراتها مع وضع إيران تهديداتها وقول رئيسها وقياداتها: إما النفط للجميع أو لا نفط لأحد، بما يعنيه التهديد من إقفال مضيق هرمز، وإيران قادرةٌ، وحلفاء إيران قادرون على إقفال مضيق باب المندب كما أعلن قائد “أنصار الله” من أنّ القوة الصاروخية البحرية قادرةً كما الصواريخ القادرة على الوصول إلى أيّة رقعةٍ في السعودية وإمارات الخليج…
ترامب يضع العالم على حافة خطرٍ قاتل، فهل يفعلها ويطبّق قولة شمشون “عليّ وعلى أعدائي ومن بعدي ليكن الطوفان”، أم تتحوّل عنترياته وتهديداتها إلى سلّمٍ ينزل به من الشجرة العالية ويسارع الى طلب التفاوض مع إيران، وقد فعلها من قبل مع كوريا الشمالية.
العرب والمسلمون والعالم أمام لحظةٍ توجب اليقظة وتوجب التوحّد والتحرر من وهم قوة أمريكا و”إسرائيل”، فإن استيقظت الضمائر وفكرت العقول تصبح هزيمة أمريكا سهلةً ولا تحتاج إلّا للتمرد على قرار ترامب والامتناع عن إغراق السوق النفطية من السعودية والامارات، والقول له قراراتك لك ولأمريكا ولن نقبلها كما قررت تركيا أن تفعل ومعها الصين وروسيا…
لحظةٌ عصيبةٌ يقرّرها ترامب لتقرّر مستقبل الإقليم والعالم ومصير ترامب في امريكا نفسها…
وأمر اليوم للحرس الثوريّ وحلفاء إيران ومصالح الشعوب وللعقول إن تحررت من الوهم…