Featuredالتحليل اليومي

عيد العمال العالمي.. أمريكا هي الداء وانحسارها هو الدواء..

هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

قرر العالم ان يحتفل بيوم العمل عند البعض وبعيدٍ سنوي للعمال عند الكثيرين، لتذكير العالم وخاصة الطبقة العاملة سيدة الانتاج وعنصره الاكثر اهمية، فالإنسان بِعُرف الفلسفات الارضية والاديان السماوية هو غاية الوجود واثمن رأسمال، وجاءت التطورات التقنية والتواصلية وما بلغته الانسانية من علوم وقدرات على اخضاع الطبيعة لصالح الانسان لتثبت هذه المقولة وتحسمها بالقطع، فالاقتصاد العالمي لجهة طابع الانتاج وعناصره وأصله أصبح اقتصاد المعرفة، ولو انه ما زال يُقاد من الحفنة الظالمة والمعادية للإنسان وحقوقه والتي تسعى دوما لسحقه وتحقيق المزيد من الثروات ومراكمة السلطة ووسائط الاخضاع والبطش…

امريكا الدولة – الامة المصنّعة كمنتج للشركات التجارية وعلى شاكلتها، بعد أن غزت القارة وأباد مرتزقتها الشعوب فيها، أقامت نظاما هجينا، هو نظام الشركات المحدودة المسؤولة وبنمط الشركات التجارية المساهمة، ولأنها قامت على الاغتصاب والابادة وافنت اهل البلاد واستجلبت عشرات ملايين الأفارقة كالقطعان في بواخر الشحن، كانت أول من اطلق النار وقتلت العمال وحرقتهم في الشوارع والمصانع لانهم طالبوا بتحسين شروط العمل وتحديد ساعاته، فاختار العقل الامريكي الاجرامي القتل للعشرات من المنتجين على  اعطائهم بعضا من ثمار جهدهم وعرقهم…

“ففي يوم 1 ايار من عام 1886 نظم العمال في شيكاغو وتورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع” واجهته السلطة وقوى الرأسمال بالرصاص والقنابل، وأودت بحياة العشرات من المطالبين، فصار يوما للعمال والعمل إحياءً لأرواحهم ولنضالاتهم.

وامريكا برأسماليتها المتوحشة والمتحولة الى الليبرالية كأعلى درجات الاحتكار والتوحش والتي قرر العالم يوما للعمال للتذكير بارتكاباتها وبطبائعها العدوانية الإفنائية هي ايضا اضطرت العالم ليقيم يوما للمرأة العالمية للتذكير بوحشيتها وعقلها العدواني المتجذر.

وفي يوم عيد العمال العالمي وبعد ان بلغ الاضطهاد اقصى ما يمكن ان يبلغه من عدوانية وتهميش وقد تركزت الثروات والممتلكات العالمية بيد بضعة أسرٍ غالبها احتمت وتعمل وتدير امريكا، وتدير شبكات عالمية للإفساد، ونهب ثروات الشعوب لصبها في خزائن تلك الاسر، يؤشر اليوم وبعد المعاناة القاسية والبالغة ذروة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، الى ان تسوية امور العمل، وتحسين شروطها وتحقيق مصالح القوة العاملة المنتجة، اكان الانتاج باليد والعضل او بالعقول، اصبح مرهونا بشرط واحد  يتركز في ضرورة ان ينهض العالم عمالا ومنتجين وطبقات وسطى وحركات تحرر وكل من يريد الحياة في وجه امريكا، فيدفعها للتخلي عن عدوانيتها واسقاطها عن قيادة العالم، وكف يدها الدموية الشريرة عن إدارة الحروب ونهب ثروات الامم، وفي هذا يسجل للعمال العرب، وللشعوب العربية والاسلامية ممثلة بحلف المقاومة” العمال المقاومون بشراسة وبالدم والسلاح” انها تفردت في المواجهة لنصف قرن منذ  انهيار منظومة الاتحاد السوفياتي واستسلام الامم والقارات للهيمنة الامريكية المتعجرفة وقد اثمرت المقاومة مقدمات انحسار وسقوط امريكا في الاقليم والعالم.

تقطع المعطيات اليومية واحداثها الى ان زمن امريكا في العرب قد أزف للغروب، وبتحرر العرب وأمم الاقليم وتصفية الوجود الامريكي المباشر وغير المباشر، أمرٌ يبشّر بعصر إنساني جديد ينال فيه المنتجون بعض حقوقهم لينعموا بحياة أكثر امنا واستقرارا…

في عيد العمال العالمي نوجه التحية لكل منتج، باليد أو بالعقل، والتحية الاهم لسواعد ودماء ورجال المقاومة في كل الساحات فالرهان على عيد للعمال اخر وقد تحررت قوة العمل مرهون بانتصار خيار المقاومة عربيا واسلاميا وعالميا، وهكذا يدنو العيد وفنزويلا المقاومة وامريكا اللاتينية تتمرد وتنتصر كما عرب سورية والعراق واليمن…

والوعد ان تصير الضربة الكاسرة في القدس ساعة تعود عربية وستعود…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى