71 عاما على النكبة: الكيان شاخ والتحرير والعودة حقٌّ يقترب
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
بحسب الخبراء والوقائع التاريخية، فالدول والامبراطوريات كياناتٌ حيّةٌ تشبّ وتشيخ، وينخرها السوس لتنهار، ان لم يساهم احد باستعجال دفنها وإسقاطها، وفي واقعة الكيان الصهيوني ككيانٍ مغتصِبٍ ومفتعَلٍ ومُصنَّعٍ كحاملة طائرات برية في خدمة مشاريع استعمار العرب والاقليم، من المنطقي ان تضربه الشيخوخة، ولن يكتب له ان يتحول الى دولة ونظام وأمة عريقة ثابتة قادرة على تجديد الشباب مرة بعد مرة اسوةً بالدول والامم الحية والطبيعية في نشوئها وارتقائها…
والقول صحيح؛ لا يضيع حقٌّ وراءه مطالب، وفي فلسطين الارض والشعب والحق الوطني والقومي والإلهي، لم تتوقف مطالبات اصحاب الحق، وبرغم سبعين سنة ونيف من التآمر والحروب والنهب ومحاولات تفكيك العرب وإشغالهم عن فلسطينهم، وقدسهم، إلا أن الشعب الفلسطيني وحلفاءه لم يرفعوا راية بيضاء ولا هم سمحوا بمرور صفقات وصفت في السابق انها صفقات القرن، واخطرها كان كامب ديفيد وخروج مصر من المواجهة وتحولها الى اداة ترويج للكيان الصهيوني وتطبيع وتعويم وفي خدمة الامريكي وحلفائه، وبرغم خروج حركة التحرر الوطني الفلسطيني وهي في زخمها من رحم المقاومة الى مسارات التفاوض والمساومة وتوقيع اتفاق اوسلو اللعين والطعنة المسمومة في ظهر الشعب الفلسطيني وأمته العربية و الاسلامية..
غيّر الفلسطينيون وبإسناد من الشعوب مقاوماتهم واسماءها وتنظيماتها وبدلوا الوسائل والساحات واستمروا في الميدان بما توفر من امكانات حتى البسيطة كالسكين والدهس والتظاهر والطائرات الورقية الحارقة، وانتزعوا الانتصارات التي تم التفريط بها من قيادتهم ومن بيئتهم والاسر الحاكمة.
حررت المقاومة غزة بالنار وبدون تفاوض او مساومة، وألزمت “اسرائيل” بتفكيك مستوطناتها، ونجحت غزة في الثبات والصمود والقتال وتطوير وسائله واسلحته حتى صارت معجزة القرن الحادي والعشرين في المقاومة والصمود والقدرة على تأزيم الكيان الصهيوني وتظهير شيخوخته …
وعلى جنبات فلسطين، لم تدّخر المقاومة اللبنانية في مراحلها المختلفة الدم والجهد والوسائط ونجحت في تحرير لبنان تحت النار وكسرت أذرع “اسرائيل” وقلّصت قدراتها التي كانت تفرض عبرها مشيأتها وشروطها، ومن بيروت الى دمشق عاصمة المقاومة وقلب العرب النابض الشاب دائما، هُزمت “اسرائيل” بعد ان استدرجت امريكا وحلفها العالمي واسقطت استراتيجياتها في الحروب الناعمة والذكية وعبر الادوات المحلية والتحالفات الاقليمية واستخدام جماعات الاسلام السياسي والمسلح، وكذلك في اليمن الذي طور شعبه الملتزم قضية فلسطين كقضية اجتماعية وحياتية، ولم يترك الساحات كلما دعت الحاجة، فطوّر انصار الله السلاح ووسائطه وتكتيكات القتال وصمدوا واصبحوا قادرين على تدمير منصات ضخ النفط السعودي الى شرايين الاقتصاد الامريكي والاسرائيلي، واستمرت ايران قلعة المقاومة وممولها ومسلحها ولم تخرج من الساحة تحت كل الضغوط..
سبعون عاما على قيام الكيان المغتصب تحولت عناصر القوة وتبدلت وتغيرت اللعبة والنظام العالمي والاقليمي، وبات التحرير وعودة اللاجئين قاب قوسين وفي علم الله وقول السيد حسن نصر الله قائد المقاومة وسيدها “اقرب من الجفن الى العين”، فكل من يتابع يعرف ان غزة لوحدها وبوسائطها وكفاحية ابنائها تنتزع فك حصارها الاكثر ظلما في التاريخ، فكيف والضفة تتهيأ لانتفاضة مسلحة عاتية كما ينبئنا كتّاب واستراتيجيو ومراكز امن وقادة الاسرائيليين…
سبعون عاما تكفي وتفيض ولم يعد للكيان من يسانده ويؤمنه ولن تغير في الاحوال توقيعات ترامب على وريقات تذروها الرياح في نقل السفارة الى القدس، ولا غير منح الجولان من وقائع الصراع وادواته ومسارحه وتوازناته..