ترامب ينفي حشد المزيد من القوات… المتأمركون يصرون؟؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
روّجت وسائط الاعلام خلال اليومين المنصرمين عن عزم البنتاغون إرسال المزيد من القوات ومشاة البحرية الى المنطقة، واشتغلت شلّة التهويل والتيئيس في أقصى قدراتها على الإيهام بأنّ أياماً عصيبةً تنتظر إيران وحلف المقاومة. وتبارى الزجّالون على الفضائيات وجنرالات الفيس بوك والتويتر في توصيف حجم القوة “5000 جندي” وتأثيراتها الدراماتيكية على موازين القوى، وذهب البعض في خيالاته وأحلام اليقظة الى القول بخطط امريكية لغزو إيران برّياً، والسيطرة على مضيق هرمز والساحل الايراني في مياه الخليج.
غير أن ترامب العازم على الانسحاب من الإقليم والعالم، والآتي الى البيت الابيض بالتزامات وشعارات القومية الامريكية و”أمريكا أولاً” وتفكيك العولمة والكفّ عن لعب دور شرطي العالم وشرطي الشرق الاوسط، والحازم في تنفيذ قوله: “لن نحمي ولن نقاتل إلا عمّن يدفع”؛ خرج بلسانه وبتغريداته ينفي عزمه حشد المزيد من القوات مؤكّداً أن لا ضرورة أبدا للحشود، ليعزز نهجه التقليدي القائم على التصعيد إلى حدّ الإيهام بالقدرة على الاشتباك ثم طلب التفاوض والمكوث أمام الهاتف ينتظر من يحادثه…
من علينا أن نصدّق، تسريبات لا اساس لها ينفخ في رمادها لذره في العيون ولحجب الحقائق العملية المُعاشة والاقرار بالاختلال الحادّ والنهائي في موازين القوى لصالح حلف المقاومة وشركائه، أم للتهويل وحملات الاحباط وتزيين الوجه القبيح لعاهرةٍ أكل على جمالها الدهر وشرب…
أم نقرأ في تعارض التصريحات والتسريبات والتغريدات تصاعد الحرب العميقة بين البنتاغون وترامب، ونرصد زيادة منسوب التوتّرات كلما اقترب موعد الحملة الانتخابية للرئاسة… وإذا كانت الانتخابات الرئاسية والصراع في واشنطن هو سبب التعارضات واختلال التوجهات والاهداف وافتعال الاشاعات والفبركات، فما شأننا نحن؟ ولماذا تُقحَم منطقتنا وشعوبنا عنوةً وبالإعلام في تلك الحروب الجارية في مكان مختلف ولأهدافٍ لا تمتّ بصلةٍ لمصالحنا نحن…
أيّاً كانت دوافع المسرّبين وأهدافهم، إلّا أنّ ردعهم من ترامب يدلّل على أنّه يعرف حقيقة قدرات أمريكا، وجيشها، وعلى يقينٍ أنّها لم تعد قادرةً إلّا على عرض عضلات منفوخة لا تخيف أحداً ولا ترهب إيران، كما أنّها لن تفلح في جلبها الى طاولة التفاوض. فإيران سيدةٌ قادرةٌ وتعرف ما تريد، وقرارها الجازم أنّ أيّ تفاوضٍ لن يكون مع ترامب، وخطتها المزيد من استنزاف الهيبة الامريكية وإفشال عروضها وكشفها على حقائق عجزها حتى يتغيّر ساكن البيت الابيض، وعندها لكلّ حادثٍ حديث…
النفح في القرب المثقوبة وحرب النظارات والتهويل الاعلامي لم يعد لها فائدةٌ بالقدر الذي باتت تنعكس على أصحابها والواهمين بها، فحقائق الميدان لها وحدها كلمة الفصل، ودليلنا العمليّ أنّه بينما تستعرض أمريكا في البحار، ويهّول المتأمركون في الاعلام، كانت إيران وحلفها يفعلون في الميدان، ومضخات النفط السعودية لأرامكو تشهد، وكذلك مطارات السعودية والامارات التي باتت في مرمى سلاح الجو المسيّر للحوثيين. فما بالكم بمصير الخردة التي تجري في البحار وحلف المقاومة يقبض بيدٍ من صواريخٍ وطائراتٍ مسيّرةٍ على الممرات والمضائق والجغرافية…
أمريكا شاخت وحلفها مهزومٌ ولم يعد لحملات التهويل والترهيب أيّ أثر!