ماذا يجري في بيت المستقبل… وماذا يستطيع رئيس الحكومة اللبنانية؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
يشهد لبنان توتراتٍ أمنيةً واجتماعيةً غير مسبوقة، فقد شهد الاسبوع المنصرم وخاصة يوم أمس الأول سلسلةً من الاشتباكات والاحتكاكات اودت بعدد من الضحايا والاصابات بين المدنيين والعسكريين، وكشفت تقارير الأمن عن حصول عدد كبير من الاغتيالات الفردية أو التصفيات وأو الانتحار في مختلف المناطق اللبنانية وتصاعدت عمليات القتل بطرق همجية في المنزل الواحد بين الأب وابنه وأفراد العائلة…
ومن قبل شهدت البلاد ظاهرة الوحوش المنفردة بين السعديات إلى طرابلس وهزت الاستقرار الامني…
وبرغم كل هذه الظواهر غير الطبيعية، سُجِّل غيابٌ غير مبررٍ ولا معروفةٌ أسبابه لرئيس الحكومة الذي قصد السعودية قبل العيد وطالت إقامته برغم الحاجة اللافتة لحضوره على رأس الحكومة والاجهزة للوقوف على حقائق الجاري وابتداع العلاجات الفورية والإنقاذية… وتأخر عودته أثار لغطاً وإشاعاتٍ ذكّرت بما حصل له وللبنان عندما احتجز وتم إطلاقه من السعودية بضغوط دولية وبوحدة وطنية لبنانية، وبشروط إبقاء عائلته تحت نظر الأمن السعودي، ولأن غيبته طالت والبلاد تشهد الازمات والتوترات السياسية ارتجّ حزبه من الصراعات الداخلية والتي ظهرت الى العلن، وأحد أركان إعلامه في تلفزيون المستقبل والمتعاون مع “العربية” في برنامجه الهزلي والذي امتهن طريقة التهكم والتطاول على الشخصيات الثوابت في لبنان، بادر الى اطلاق تغريدة تحدثت عن أنّ الرئيس الحريري معتكف وسيظهر مطلقاً استقالته قريبا، ما أثار ردوداً في تيار المستقبل وعلى لسان تلفزيون المستقبل تنفي وتتهجم، والرجل المغرّد لا ينطق عن هواء وكل هذا يجري بعد أن أعلن إفلاس شركة الحريري في السعودية وهضم حقوق اكثر من 35 الف مواطن غالبيتهم لبنانيون، وكانت الحريرية قد صعدت على ظهورهم وهضمت حقوقهم، وتشير المعطيات التي نشرت عن إفلاس أوجيه السعودية على أن عملا يقع في موقع الافلاس الاحتيالي وتقام في وجهها وأصحابها عشرات آلاف الدعاوى القضائية، فالتقارير والارقام تشير الى أن “اوجيه” سحبت ديوناً من المصارف السعودية تفيض عن 8 مليار دولار بينما أملاكها لا تساوي ربع القيمة، وفي السعودية حملة تطهير من الفساد شملت أمراء ورجال ثروة كبار وقدموا جميعا تنازلات عن أموال وشركات وممتلكات، إضافة الى ان الكيمياء لم تتفق يوما بين الامير محمد والقيادات السعودية الجديدة والرئيس الحريري، ولم يكن للحريري العائد الى رئاسة الحكومة في لبنان أي دور يفيد مشروعات ومخططات الامير محمد بن سلمان بالقدر الذي أبدى الحريري ضعفا لافتاً ويتهم في أوساطه والاوساط السنية أنه بلا فاعلية وقد قدم ويقدم التنازلات الجوهرية في صلاحيات رئاسة الحكومة والتعيينات للتيار الوطني الحر ورئيسه وزير الخارجية.
والأنكى من ذلك، الحملة التي عصفت في السعودية وفي بيئة المستقبل ضد رئيس التيار البرتقالي بسبب تصريحاته وخطبه التي اعتبرت تطاولا على السعودية ملكا وشعبا.
بين التوترات الاجتماعية واستخدام السلاح في تصفية الحسابات حتى العائلية وبين الاحزاب والتيارات كما يحصل في عين دارة وضهر البيدر والبقاع والاعتداء على الجيش والاشتباكات مع آل زعيتر وفلتان الوحوش المنفردة يمكن ضبط عناصر ازمة انفجارية تلوح في الافق القريب وليس مستبعداً أن يصبح رئيس الحكومة مرة ثانية و”اوجيه” وحقوق موظفيها والمتعاملين معها وموظفي مؤسسات الحريري في لبنان وقد اضرب موظفو تلفزيون المستقبل امس للمطالبة برواتبهم وحقوقهم والاضراب والتحركات في وجه رئيس الحكومة وتحرجه في موقعه السياسي والرسمي وتضعفه في مواجهة الاخصام المتزايد عددهم وقوتهم…
عاد الحريري من السعودي ليؤكد انه ليس محتجزا ولم يقدم استقالته وأطلّ شارحا لموقفه ومؤكدا عزمه على المضي بمشروع انهاض لبنان والحؤول دون الانهيار وتسوية التعارض مع المكونات الاخرى لا سيما تيار الرئيس عون ووزير الخارجية..
وبعد عودته واطلالته ظل السؤال بلا إجابة عن خطر وقوع لبنان في ازمة سياسية عميقة على وقع ازمة مالية واجتماعية طاحنة وتهدد بالانهيار الدرامي…ولم يترك كلام الرئيس الحريري أثرا مطمئنا ليحسم في الامر…
لبنان يعاني من مظاهر ازمة انهيارية… ما العمل؟ هل من مجيب؟؟