اجتماع مستشاري الأمن القومي في القدس… صفعة جديدة لنتنياهو وترامب…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
نفخ الإعلام الاسرائيلي والأمريكي، ونفخ أكثر الإعلام الموالي والمموّل من مشيخات النفط ونواطير الآبار، في الإعلان عن انعقاد قمةٍ عسكريةٍ أمنيةٍ عالية المستوى ولأول مرةٍ في القدس المحتلة، تجمع مستشاري وقادة أركان الجيوش الأمريكية والروسية والصهيونية، وكادت الحملة الإعلامية الممهّدة أن تجزم بأمرٍ مستحيلٍ وهو القول بأنّ روسيا بوتين في سوريا وفي الإقليم، جاءت بوظيفة حماية الكيان الصهيوني وتأمينه، وأنّ الاجتماع له وظيفةٌ واحدةٌ هي طرد إيران من سوريا بقوّة الحضور الروسي، وكرمى لعيون ترامب ونتنياهو…
في الوقائع، وفي النتائج والتصريحات، وما سرّب من اللقاء جاء على العكس من الحملة ومن التمنيّات والاوهام، وطابق ما كان التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة يقوله ويكتبه ويصرّح به أمينه العام الدكتور يحيى غدار…
فروسيا في سوريا لأسبابها ولمصالحها هي، وفي سوريا وعبر التحالف مع سوريا وجيشها الاسطوري، ومع إيران والمقاومة وفصائلها، تحوّلت في زمنٍ قياسيّ إلى دولةٍ قطبيةٍ حاكمةٍ عالمياً وتدير الأزمات في الإقليم وتقرّر من يحكم أمريكا وخيارات الاتحاد الأوروبي ونخبه وانتخاباته، وبالتأكيد خيارات أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وتتمكن من مستقبله وتفرض عليه الاختلاف مع الأمريكي والأطلسي وتضع تركيا على حدّ سكين الخيارات الصعبة….
خرج مستشار الأمن القومي الروسي بإعلانٍ واضح، وفي مؤتمرٍ صحفيّ، وأمام الرأي العام الاسرائيليّ بالقول الحسم: ليس لروسيا أن تفرض على سوريا أو على إيران خياراتها السيادية، وأنّ الحل السياسي واستقلال سوريا وسيادتها حقٌّ لا يجادل فيه، وأنّ العلاقات الايرانية السورية أمرٌ يخصّ الدولتين الراشدتين، وأنّ روسيا حليفٌ موثوقٌ وتصدق الرواية الايرانية بما خصّ الطائرة الامريكية التي أسقطت لأنها اعتدت على الاجواء الايرانية…
وفي مستقبل سوريا والصراع العربي الصهيوني وقضية الجولان، أعاد التذكير بالتزامات روسيا أيّام الاتحاد السوفياتي ومع بوتين قيصرها المتمكن والذكي والذي لا تفوته الرؤية الصائبة والمعرفة الدقيقة في طبيعة سوريا وتوازناتها وأهميّة مسألتها الوطنية والتزاماتها القومية وفي سيادتها التي لا تساوم ولم تساوم ولن تساوم عليها..
ولأن روسيا في سوريا لأهدافٍ ذات طابعٍ تاريخيٍّ واستراتيجيّ، ولأنّ روسيا في سوريا صارت كبيرةً وعلى هذا النحو كنا قد قلنا وكررنا أنّ روسيا في سوريا لا تبيع، ولا تملك فرصة البيع أصلا، وروسيا بلا سوريا وإيران وحلف المقاومة أضعف من أن يقبلها الغرب بل كان يزجرها ويحاصرها ويعبث بسيادتها واستقرارها ويطوّقها بينما أصبحت هي التي تطوق وتحاصر…
وقبل انعقاد اللقاء النوعيّ والأول في تاريخه، قالها القيصر بوتين بشكلٍ منسقٍ ومقصودٍ وفي ذروة إطلالته الاعلامية عندما فتح خط الاتصال مع شعبه وجاوب على كل أسئلة الشعب الروسي: روسيا لا تبيع حلفاءها ولا تتاجر بأصدقائها، وسوريا سيدةٌ كما إيران حليفٌ موثوق، وأعلنت روسيا قبل الاجتماع وشرعت في حماية إيران اقتصادياً وتطوعت لتسويق المنتجات الايرانية باسمها وتامين إيران بحاجاتها…
زمن روسيا في سوريا، هو زمن سوريا وإيران في تصعيد روسيا، فلا روسيا ستبيع، ولا سوريا وإيران للبيع، ومن يتركهما يخسر هو، وأقرب الامثلة ما حلّ بأردوغان عندما غدر بسوريا، فبوتين وروسيا لن يرتكبا ذات الخطأ قط…
مرةً أخرى، إنّه زمن المقاومة وسيادتها وفرض أجندتها، فلا خوف ولا هم يحزنون…