من قبر شمون إلى حمص… جولة النار! هل هي نذير حروب؟
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
قد تكون مجرد صدفةٍ أن يشهد الجبل وإقليم الشحار – عاليه توتراتٍ وكمائن تؤدي إلى سقوط ضحايا برصاص الأخوة وأبناء البلدة الواحدة وتمنع تثبيت الاستقرار والهدوء والتعايش الأخوي الذي يتغنى به اللبنانيون وزعاماتهم كلما أرادوا التكاذب أو عندما ينتجون اتفاق محاصصة وتقاسم وظائف وتعيينات وصفقات، فتنقلب الاخوة بلحظةٍ الى مسارح حرائق وقطع طرقات وكمائن ورصاص وضحايا وتهدد الاستقرار والسلم الأهلي، وتضع البلاد المأزومة على حافة الانفجار الأمني والعسكري والعودة الى حروب الزواريب والفرز الطائفي والمذهبي، وهذه المرة في الطائفة الواحدة والمنطقة الواحدة التي طالما نعمت بالتعايش وقبول الآخر…..
وقبل أن تطفأ حرائق الدواليب وتسحب حواجز قطع الطرقات في الجبل ومداخل العاصمة من الجنوب وتهدأ النفوس رغبةً باستعادة بعض الهدوء والعقلنة، تبدأ “إسرائيل” جولة قصفٍ منسقة جواً وبراً وبحراً، ومن لبنان ومياهه وأجوائه، تستهدف مواقع للجيش العربي السوري وحلفائه على امتداد جبهة واسعة، ويستمر الاشتباك وقتاً زمنياً طويلاً، فتصبح هذه المرة الاعتداءات الاسرائيلية أشبه بجولة حرب وكمعركةٍ مؤسّسةٍ لما هو أبعد من مجرّد شنّ عدوانٍ سريعٍ وانسحاب الاسلحة الاسرائيلية المشاركة بالعدوان …
الدفاع الجوي السوري وحرّاس السماء كعادتهم، تصدّوا ببطولاتهم وأسقطوا غالبية الصواريخ وشتتوها وحققوا مرةً بعد أخرى مكاسب عمليةٍ أكّدت الجاهزية وقدرتهم على التعامل مع التقانة ومع تنوّع الأسلحة الاسرائيلية وتنوع مسارات الاشتباك، وأكدوا من جديد قاعدة ١×٣ فسلاح سوري واحد يواجه الاسلحة الاسرائيلية المتنوعة وينجح بالإعاقة ويمنعها من تحقيق أهدافها …
هل هي مصادفةٌ أن محاولات أخذ لبنان إلى الفتنة والحرب تتقاطع مع شنّ العدوان الاسرائيليّ على سوريا… أم أن “إسرائيل” وقتت عدوانها لتحاول إثارة المزيد من الشكوك وتصعيد اجواء الفتنة في لبنان؟؟
ربما…!! بل غالبا هي مجرد صدفة أو محاولة اسرائيلية خبيثة للاستثمار باللحظة والتوترات… وحتى لو تقرر أنّها صدفة بحتة، إلّا أنّ المؤشرات وتقاطعاتها تفيد بأمرٍ واحدٍ وهو أنّ الغليان والتوتر والعجز عن مواجهة الأزمات ومخاطر الانفجار في لبنان والرهاب الصهيوني من التحوّلات الجارية وانسداد آفاق التسويات يشكّل منصّات وبيئات للانفجارات والحروب…
إنّها رائحة الدم والبارود تعود لتزكم الأنوف، فإن لم تنفجر في الصراع العربي الصهيوني فليس ما يمنع احتمالات الانفجار في عدد من الساحات، ولبنان أنضجها وأخطرها …