ناقلة النفط الإيرانية وتمويل “إسرائيل” بالنفط والغاز العربي… دروس غزة!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
تجرّأت بريطانيا على قرصنة ناقلة نفطٍ إيرانيةٍ عملاقةٍ أثناء عبورها مضيق جبل طارق، استجابةً لأوامر واشنطن. وبكلّ المقاييس، يعتبر احتجاز الناقلة قرصنةً من قبل دولةٍ بأوامر دولةٍ أُنشئت على صورة وبعقلية القرصان مورغان، فأمريكا أصلاً دولة قرصنةٍ وتوحّشٍ وإبادة…
تصرف البحرية البريطانية يمثّل عدواناً سافراً من خارج القوانين الدولية وحرية الملاحة وحقوق الشعوب بتبادل المنتجات، ولا يوجد أيّ مسوغٍ للبحرية البريطانية إلّا البلطجة والإرهاب الدوليّ، فليس هنالك من قرارٍ دوليٍّ أو من مؤسّسةٍ عالميّةٍ ذات شأن، يفرض الحصار على إيران أو على سوريا.
ناقلة النفط المقرصنة لا يمكن أن تكون متجهةً إلى سوريا، فمرفأ طرطوس أو بانياس لا يستطيع استقبال الناقلات التي تزيد حمولتها عن المليون برميل، علماً أن حمولة الناقلة المحتجزة تبلغ مليوني برميل نفط. أما فرضية أن الناقلة كانت متجهة الى سوريا، فليس من حقّ أحدٍ أن يعترضها أو يحتجزها، وبالتالي فظاهر الأمر تضييق الخناق على سوريا، فيما حقيقته عملية قرصنةٍ موصوفةٍ تستهدف الاقتصاد الايراني الى جانب الاستمرار بالحصار النفطي على سوريا…
كيف يكون الردّ على العدوان؟ علّمتنا التجربة بأنّ العدوان يجب أن يُردّ عليه بصفعةٍ أقوى وإلّا فالقرصان والمعتدي سيتماديان أكثر …
هل يمكن الردّ؟
واقعة إسقاط الطائرة الامريكية بصاروخ دفاعٍ جويٍّ إيرانيٍّ تجزم بإمكانيات الردّ، وواقعات تعامل سلاح الدفاع الجويّ السوريّ مع الاعتداءات الاسرائيلية تقطع في هذا الاتجاه، وانتصارات المقاومة دلائل إضافيّة، ومنها أنّ غزة تفكّ حصارها بأسلحةٍ أقلّ من بسيطة …
الطريق إلى وقف الحصار وتفكيك منظومات القرصنة وفرض الحقوق هو الردّ، والردّ متاحٌ في كلّ الساحات والاتجاهات، وربما أيسرها وأكثرها تأثيراً أن يعلن حلف المقاومة الردّ بحصار بؤرة السرطان – الكيان الصهيوني – الأمر الذي سبق أن هدّد به السيد حسن نصر الله مراراً وتكراراً، وقال إنّ كلّ بقعةٍ في الكيان تحت نيران المقاومة وصواريخها الدقيقة، وقال: إن فرضوا حصار بحرياً أو جويّاً نفرضه..
فقد يكفي خطابٌ للقائد الخامنئي أو قائدٍ لحلف المقاومة بالقول أننّا سنردّ على وفي الكيان الصهيوني لنجد الاتحاد الاوروبي يهرول للوساطة وترامب يولول لوقف التصعيد…. تعلّموا من غزة وطوّروا الأداء ويفكّ الحصار…
لقد أزفت ساعة الفعل، ولا يجوز ترك شعوب المقاومة تجوع أو تعاني جراء القرصنة والبلطجة والعدوان الاقتصادي، بينما الكيان الصهيوني ينعم بالإسناد والإمداد والنفط والغاز العربي، ويؤمن له بأبخس الأسعار، وبلا أيّة تعقيدات، فما دام لا خير في نظمٍ ومشيخاتٍ تحالفت مع الكيان أصبح لا بدّ من فرض الحصار عليه بمقابل فكّ الحصارات عن حلف المقاومة.