كوشنير صاحب صفقة الوهن يقرّ بفشلها، ويؤكد مقولة السيد حسن نصر الله: ساقطة ما دام ليس من فلسطينيٍّ سيوقع!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
باكراً وكعادته، وقف السيد حسن نصر الله، وأشار بإصبعه، وقالها بعبارةٍ واثقةٍ وقاطعة: لن تمرّ صفقة القرن إذا لم يوقّع عليها الفلسطينيون، ودعاهم لعدم القبول أو التوقيع.
بعد ما يقارب السنة والنصف من الترويج والتوهين والتوهيم وتداول الأرقام والخطط الذهنية وغير الواقعية عما سيكون ومن سيدفع وكم سيدفع… والضخّ الاعلامي التوهينيّ والتوهيميّ الذي شاركت فيه الكثير من المنصات وتداولتها منصات إعلام “المقاومة” واشتغلت بها وشغلت الفضاءات، وعلى أثر الفشل الذريع لورشة البحرين “تحولت بفعل المقاومة الشعبية والرسمية وموقف الفصائل الفلسطينية من مؤتمرٍ لتسويق وإطلاق صفقة القرن وشقّها الاقتصاديّ إلى ورشة”، كشفت صحيفة “هآرتس” الصهيونية الواسعة الانتشار قائلة: كوشنير يقرّ أنّ الفلسطينيين أفشلوا مؤتمر البحرين، وأن صفقة القرن لن تتمّ من دون موافقتهم… وقالت: إن حديث كوشنير هذا جاء خلال مقابلةٍ عبر الهاتف أجراها مع صحافيين عرب وإسرائيليين تتعلق بمقاطعة الفلسطينيين للمؤتمر الاقتصادي في البحرين. وجدد كوشنير انتقاداته للقيادة الفلسطينية، معترفاً على نحو ضمنيّ، أن الأخيرة نجحت في إفشال جهوده، وأردف: “…الخطة الاقتصادية يمكن تحقيقها، ولكن ذلك لن يتمّ من دون قيادة فلسطينية”.
وجدّد كوشنير أنه على الرغم من الهجوم الفلسطيني غير المسبوق على الأمريكيين إلّا أنّ أبواب البيت الأبيض ما زالت مفتوحةً أمام الفلسطينيين والقيادة الفلسطينية.
الجدير ذكره أنّ كوشنير كان قد كرّر القول بعد فشل ورشته في البحرين بأنّ ترامب يحبّ أبو مازن وأنّه سيكون له دورٌ في صفقة القرن.
المغزى مما تقدم والاستنتاج: أنّ صفقة القرن قد أخفقت، وخطواتها الأولى سقطت، وتالياً لن ترى النور، وذلك يعود بالأصل إلى الرفض الشعبي والرسمي الفلسطيني لمبدأ الصفقة بما هي إجراءٌ يتمّم خيار التصالح والتسويات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب فلسطين وشعبها والأمّة وتضحياتها.
بإعلان كوشنير أهميّة الموقف الفلسطيني كأساسٍ لمواجهة الصفقة وإسقاطها وكشفها على حقيقتها، وبعد كلّ ما بذل وما انشغلت به الساحات الإعلاميّة، أيضاً جاء تصريح كوشنير، ليؤكّد ما ذهبنا إليه في التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة، وما صرّح به وخطب وتحدّث أمينه العام الدكتور يحيى غدار، مشدّداً ومؤكداً بصورةٍ دائمةٍ على أنّها لم تكن أصلاً إلّا مجرّد صفقة وهمٍ وتوهينٍ لا أساس لتمريرها ولا قوىً حاملة أو ظروف وشروط مناسبة، وفي واقع أنّ مشروع التصفية بالتسويات والصفقات والتفاوض قد بلغ نهاياته المأساوية وسقطت قواه وعناصره وانكشف على حقيقته أمام الأمة وشعوبها، وبفعل انتصارات وتضحيات المقاومين في مختلف الساحات، ولن يجد قوةً أو فاعليةً فلسطينيةً ذات شأن تنخرط به، فليس “لصفقة الوهن” من قوى إسنادٍ وحوامل موضوعيةٍ عربيةٍ أو إسلامية أو أمميّةٍ بعد تحوّلات النظام العالمي والاقليمي الجارية على وقع وبناتج وبصمات انتصارات حلف المقاومة المتراكمة وفي كلّ ساحات المواجهة من لبنان إلى فلسطين واليمن وسوريا والعراق وإيران، فقد بات الجزم حقيقةً بأنّ الصفقة أصبحت هباءً منثوراً، ومجرد لعبة ذهنية لطفل السياسة كوشنير الذي لا قيمه له إلّا أنّه صهر ترامب، والأصهرة دائما مدلّلون، وخائبون في السياسة وإن نجحوا في العلاقات العائلية والزوجية..
كوشنير الشاب الغرّ في السياسات، والواهم بأنّ يهوديته يمكن أن تعوّم صفقات ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية يفصح بلسانه ويؤكّد ما ذهبنا إليه وما قاله السيد حسن نصر الله باكرا.