قطر تدفع الجزية لترامب أيضاً
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
فاخر أمير قطر في البيت الأبيض باختلال ميزان المدفوعات لصالح أمريكا في التبادلات التجارية بين إمارته الافتراضية الغازيّة والنفطيّة والاعلاميّة، والولايات المتحدة الامريكية…
وفاخر ترامب أكثر وبطريقةٍ أذلّ فيها أمير قطر في شكره الشديد له على ما قام به من تمويل توسيع قاعدة العديد الأمريكية في إمارة قطر بتكلفة جاوزت الثمانية مليار دولار، وقالها ترامب على طريقته الإذلالية لعملاء أمريكا: الحمد لله أنّكم أنتم دفعتم الأموال ولم ندفعها نحن….
وسخريات القدر تقدّم لنا صورةً عما هي عليه حالة المشيخات الغازيّة والنفطيّة، وكيف أنّ ترامب التاجر، وصاحب الصفقات، والصفيق في التعاملات الدبلوماسية، يذلّهم علناً وعلى رؤوس الأشهاد، وكيف هم يضحكون ويفاخرون بالإذلال، وكأنّهم كمن تبصق في وجهه وينظر الى السماء ويقول الحمد لله إنها تمطر…
ترامب جابي أموال، وحاصد جوائز، وقابض الخوّات والجزية علناً من أسر ومشيخات الخليج، لا فرق لديه إن كانت الأموال ستدفع من موازنات وخزائن السعودية أو من الإمارات أو من قطر والأخريات، فجميع من يدفع الخوّة هو صديقه الحميم، وليس له حليفٌ ولا يقاتل عن أحد، والرجل صادقٌ ويعلن ما يبطن ولا يخفي شيئاً، فمحمد بن سلمان صديقٌ مذهلٌ وثوريٌّ وعبقريٌّ في تصريحات ترامب ما دام يدفع ويستطيع الدفع، وبقرةٌ حلوبٌ للذبح إن امتنع عن الدفع أو عجز، وأمير قطر كمثله صديقٌ ومقرّبٌ ما دام يدفع، وإذا لم يدفع أو عجز عن الدفع فكمثل صاحبه الأمير محمد بن سلمان للذبح، فإن جفّ الحليب لا بدّ من أكل اللحم ورمي العظم…
والأمير القطريّ لم ولا يخجل من نفسه ولا من أحدٍ عندما يشكر الله أنّ التبادلات التجارية مختلةٌ لصالح أمريكا بمبالغ طائلة، وكأنّه أمرٌ إيجابيّ، ويعلن أنّه سيدفع لترامب أكثر من مئة مليار دولار، وترامب يحتاجها ليظفر بولايةٍ ثانية..
كل ذلك وترامب يعلن أنّه غير معنيٍّ بخوض الحروب عن أحد، ولا حتى بحماية الممرات المائية، أو تأمين تصدير النفط والغاز القطريّ والسعوديّ ويتحدث عن أنّ أصحاب المصلحة هم المعنيّون وإذا لم يدفعوا فلن تحلّق طائراتهم ولن تصمد نظمهم أسبوعين…
هكذا يفرّط بالثروات والأموال العربية والإسلامية وهكذا يجري ابتزاز المشيخات علناً….
فإلى متى تبقى الشعوب نائمةً وثرواتها ومستقبل بلادها تنهب وتُقَدّم للـ”كاوبوي” الأمريكي الذي لا همّ له إلّا تدمير العرب وإقليمهم وتبديد ثرواتهم وقوّتهم والتفريط بمستقبلهم…