باباجان المسمار الأخير في نعش سلطنة أردوغان
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
لكلّ ظالمٍ نهاية، ولكلّ متهورٍ حفرة، وكلّ من دسّ السمّ لسوريا آكله، وكذا من حفر لها حفرةً وقع فيها…
لم يعد شيءٌ أو احتمالٌ أو تطوّرٌ، أو مسارٌ أو خططٌ ومعالجاتٌ يمكن أن تخرج أردوغان من مأزقه، فقد نصب لنفسه كمائن قاتلةً ووقع فيها…
فخرج لعنتر تركيا من يوقفه عند حدّه، أو كما يقول المثل: “جاء من يعرفك يا بلوط”…
باباجان والآخرون، كانوا بين الاوائل الذين أسّسوا مع أردوغان حزب العدالة والتنمية وانشقّوا عن حزب السعادة الإسلاميّ ومؤسس الإسلام السياسي في تركيا، ويومها قالها رئيسهم الذي غدروا به: إنّهم عملاء السي آي إيه، ولم يصدّقه أحد، بل قدّمت تجربتهم وتجربة حزب العدالة وأردوغان على أنّها معجزةٌ اقتصادية، وجلّ ما كانت عليه تصفية القطاع العام وتشريع النهب والفساد وتأسيس سلطنةٍ يحتكرها السلطان وحاشيته وعائلته ومريدوه العاملون عنده كجباة لمراكمة الثروة.
ولأنّ أردوغان رجل المنابر والراقص على الحبال التي كانت مشدودة، فيما الظروف مناسبة له، ناور وداور وأطلق العنتريات، وتوهّم بعثمانيةٍ جديدةٍ وبسلطانٍ تمتدّ سلطنته إلى حيث كانت العثمانيّة…. غير أنّ الزمن والقوة والعالم والإقليم والعرب وخاصّةً سوريا أمرٌ مختلفٌ عما كانته في الأيام الغابرة، وبرغم أنّها ظلّت المعبر الأوّل والأساس لكلّ طالب جاهٍ ونفوذٍ ومكانةٍ في الإقليم، وقد قدّمت لأردوغان الفرصة، غير أنّها لم تقبل الغدر والطعن من الخلف، ولا تقبل تأمين وتوفير فرص الهواة في السياسة والطامحين وأصحاب المشاريع الذهنية والواهمة، غير المالكين لقواعد أو منصّاتٍ عمليةٍ تعطيهم ما يريدون.
أردوغان في عزلة، وحزبه يتفتّت، والفساد والسوس قد ضربه من رأسه إلى أخمصه، وأوهامه وعنترياته قد ورّطت تركيا في كلّ الحروب وبكلّ الاتجاهات، وجاءت إعادة انتخابات اسطنبول وخسارته المدوّية وبفارق أصواتٍ فلكيٍّ لتصبح بمثابة الفرصة والسبب المباشر الذي يسرّع انهيار مكانة السلطان وقطع زمانه وحرمانه من تحقيق أيٍّ من أحلامه…
خروج باباجان من حزب العدالة والتنمية ومعه عددٌ كبيرٌ من النواب والكوادر والمسؤولين وفروع الحزب في عموم تركيا، يعني الضربة التي ستكسر ظهر أردوغان وتطلق مرحلة هبوطه السريع، والعودة إلى حجمه، فالشارع ضدّه وضدّ حزبه وفساده، والجيش معتدىً عليه ولن يبقى على الحياد أو على السكوت، والهزيمة في سوريا ستقلب الارهاب إلى بيته، والخلافات مع أمريكا والاتحاد الأوروبي ستطلق عفاريتها في تركيا وفي حزب العدالة والتنمية، والأزمة الاقتصاديّة والانهيار بات قاب قوسين بعد إقالته حاكم المصرف المركزي لأنّه لم يستجب لصهره وزير المالية، وهكذا يكون الأصهار وصبيانيّاتهم هم “عقب أخيل” الأنظمة والحكام…
خروج باباجان وعزمه تشكيل حزبٍ علمانيٍّ ديمقراطيٍّ غير إسلاميّ، مؤشرٌ قويٌّ على أنّ القرار اتخذ لتصفية الأردوغانية إن لم يكن بثورةٍ شعبيةٍ وبأزمةٍ اقتصاديةٍ عاتية، فبانقلابٍ عسكريٍّ محتضنٍ من الشارع ومن القوى السياسية، فأيام أردوغان العادية أصبحت معدودة… وانشقاق باباجان آخر المسامير في نعش السلطنة العثمانية الأردوغانية..