الرأي الآخر… بقلم د. اسكندر لوقا
د. اسكندر لوقــا
بقدر ما لرأي الدولة من أهمية في شرح قضايا ذات صلة بهواجس أبنائها وخصوصاً في بعض الأوقات التي تجعلهم في حالة قلق، كذلك يبقى للرأي الآخر الذي يصدر عن جهة غير رسمية أهميته. وفي هذا السياق تندرج أهمية الأندية الثقافية التي تشارك المواطنين هواجسهم حيال ما يؤرقهم أو يشغل بالهم.
ومن هنا غالباً ما تكتسب هذه الأندية مصداقيتها لأنها تكون الأقرب إلى الذي جاء طوعا ليستمع إلى ما سيقال، وليس إلى ما يفرض عليه سماعه وذلك بحكم العلاقة بينه وبين الجهة التي تخاطبه بوجهة نظر رسمية.
وفي زمن مواجهة قضايا لا عد ولا حصر لها كما هو الحال في الوقت الحاضر، يكون للرأي الآخر، الصادر عن جهة مدنية موقعه، وقد تكون الحاجة إليه ضرورة تتطلبها الظروف التي يمر بها هذا البلد أو ذاك في زمن معيّن. وثمة أمثلة عديدة تؤكد صحة ما عنيت في إطار تتبعي للأنشطة التي يمارسها بعض الأندية والتجمعات الثقافية في أرجاء وطننا العربي، وعلى مختلف الصعد في بعض المناسبات.
مؤخراً – على سبيل المثال– وبمناسبة محاولة اغتيال رئيس اتحاد الإعلاميين في اليمن دعا رئيس التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في لبنان الدكتور يحيى غدّار، لحضور أمسية تنديدا بمحاولة اغتيال ليس رئيس إعلاميي اليمن فحسب، بل لاغتيال الإعلام اليمني المقاوم بالدرجة الأولى، لما للإعلام اليمني من أثر في فضح العدوان الغاشم على اليمن وأهله.
إن أمسية كهذه، حين تتضافر جهود المؤمنين لشرح أهمية قضية تمس حاضر ومستقبل بلدهم وسواه من بلدان تناضل من أجل دعم المقاومة وصولاً إلى هدف تحرير الأرض والإنسان معاً، لا بد أن تعطي ثمراً طيباً ولا بد أن تندرج، في نهاية المطاف، في جدول الرأي الرسمي في محيطها، بل تزيد من توضيحه بمقدار ما تكون موضوعية في خدمة قضايا تحتاج إلى دعم العام لا الخاص فحسب. والإعلام بمصداقيته، كما هو معروف، لا بد أن يكون إلى جانب قضايا عادلة، على غرار القضايا التي تؤرق المواطن العربي في هذا الزمن وبينها كما نعلم قضية فلسطين، إلى جانب قضايا ذاتية تعني بلداً من بلداننا العربية وفي مقدمها موضوع نبذ التفرقة والدعوة إلى وحدة القول والفعل معاً.
نشر في صحيفة الوطن السورية – الثلاثاء 16/7/2019