السيد حسن نصر الله… تحرير فلسطين أمرٌ راهن!
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
وأخيراً قالها السيد حسن نصر الله في إطلالته على قناة المنار، التي وصفت بإطلالةٍ ذات سماتٍ خاصّةٍ، وحملت رسائل نوعية في كلّ الاتجاهات، ومن شأن التدقيق بما قاله وبما أراد قوله، أنّ تغييراً عميقاً جرى في الكثير من الساحات وفي آليات العمل وآليات التفكير بالحروب النارية أو الناعمة وحروب الحصارات، فإمساكه بخريطة فلسطين والتخطيط عليها والدلالة بإصبعه الذي طالما أرهب الصهاينة، ودفعهم للتفكير ودراسة حركاته وحركات جسده لاستنباط ما يريد قوله ولم يقله بالصوت والكلمات…
قالها السيد حسن نصر الله، بملء فمه، “إسرائيل” شجرةٌ يابسةٌ في الحقل، وهي باقيةٌ لأنّ الفلاح لم يقرّر إزالتها ولا هبّت عاصفةٌ لتقتلعها، والمنطق القول إنّ السوس والتآكل قد يتولّى المهمة إذا طال بها الزمن.
ما شرحه السيد حسن في مقابلته من جغرافية فلسطين، ومن قدرات المقاومة وما أصبحت تمتلكه من سلاحٍ ورجالٍ وخبراتٍ ومن خططٍ استراتيجيةٍ في حال نشبت الحرب… ونشوب الحرب أمرٌ متوقعٌ في أيّة لحظةٍ لسببٍ عابرٍ أو بسبب أخطاء الحسابات أو لسببٍ في نيّة ترامب وصراعاته الداخلية الأمريكية وتصميمه على اغتصاب البيت الابيض في أمريكا لعهدةٍ ثانيةٍ وربما أكثر…؟؟
فأهمّ ما جاء وما أوحت به مقابلة السيد حسن نصر الله المتقنة في الشكل والمضمون وفي الزمن والاستهداف، الجزم بأنّ تحرير فلسطين أمرٌ راهنّ! وراهنيّته تكمن في الاختلال الفاضح في ميزان القوى، وعدم إنجاز المهمّة التاريخية حتى اللحظة قد يكون لأسبابٍ ذات طابعٍ استراتيجيٍّ في رؤية المقاومة ومشاريعها، وليس بسبب قدرات الكيان وحلفه، ومخططاتهم، وقد صادق على كلام السيد حسن ما قاله ليبرمان وزير الحرب الاسرائيلي السابق في تعليقه على عنتريات نتنياهو وتهديداته ردّاً على مقابلة السيد، فوصفه بالكلب الذي ينبح ولا يعض.
إذاً: السيد حسن ونحن وقادة المقاومة ورجالها يعرفون أنّ أمر تحرير فلسطين لجهة القدرات والإمكانات ومسارح العمليات وجاهزية حلف المقاومة ممكنٌ وفي أيّة لحظةٍ تفرضها الحاجات أو المغامرات غير المحسوبة للحلف العدواني، وبمعنىً أدقّ، فإنّ المقاومة قادرةٌ إذا قرّرت اليوم تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ولم يعد “لإسرائيل” وحلفها السعوديّ الخليجيّ والأمريكي قدرةٌ لنجدتها…
لمرّةٍ ثانيةٍ وثالثةٍ يكرّر السيد حسن أنّ الحرب إن وقعت ستعني نهاية الكيان الصهيونيّ ونهاية دولة بني سعود ومشيخات الخليج…
ويصبح السؤال المنطقيّ: ما دام السيد حسن يعرف الحقيقة ويدرس مع قيادة المقاومة وقادة الحلف الخريطة ويعرفون عناصر القوة والضعف فيها، وبما أنّ قضية فلسطين قضيةٌ إنسانيّةٌ عالميّةٌ وإسلاميّةٌ وعربيّةٌ محقّةٌ وواجبة الإنجاز، لماذا لم ينتقل الحلف من مهمّة الدفاع واستراتيجيّاته التي طالت كثيراً إلى مهمّة واستراتيجيّة الهجوم والشروع في توفير الأسباب والمبرّرات لإنهاء هذه الغدّة السرطانية بحسب تسمية الإمام الخميني؟
لماذا تترك غزة تكابد وحدها، ولماذا تترك الضفة والقدس للتهويد؟؟
ولماذا وإلى متى يترك الجليل والعرب الفلسطينيون فيه تحت سيف التهديد بالدولة اليهودية والترحيل وكل هذا التنكيل الجاري بحقهم وبحياتهم اليومية..
وفوق كل هذا، إذا كانت كلّ الحروب والمؤامرات والتدخلات الخارجية جاريةً في العرب والمسلمين بما في ذلك تجويع غزة ومحاولة تجويع سوريا وإيران ولبنان بحروب الاقتصاد والحصارات، فمتى يمكن تفعيل عناصر القوة والتلويح بالأصبع وقول: “تجويع إيران وتعطيش سوريا والعبث مع لبنان يجب أن يتوقف وإلّا فالكيان الصهيوني والشروع في محاصرته وفرض أجندة المقاومة الهجومية عليه أصبحت في متناول اليد “…
فشروحات السيد حسن نصر الله على الخريطة وإعلاناته بما أصبح للمقاومة من قدرات، ومن استراتيجيات، ووعده أن يصلي في القدس لنصلي جميعاً خلفه، قد تكون المقدمة الضرورية، والاعلانات التي بدأت المقاومة تعتمدها كسياساتٍ لتأهيل الساحات للشروع بجعل تحرير فلسطين أمراً راهناً، وكان السيد ومنذ سنوات يكرّر وعده: إذا وقعت الحرب سنحوّلها من تحدٍّ إلى فرصة تحرير القدس، والقائد سيد الوعد الصادق!
هذا ما نحن عليه وفيه اليوم من حقائق تسقط سوابقها وتنهي عصور التهويل والتخويف والاستقواء بالغرب و”بإسرائيل”: فتحرير فلسطين أصبح أمراً راهناً… فمتى يصبح الراهن واقعاً معاشاً…. إنّه زمن القوة والتحرير وعودة القدس..