فرع التجمع في القاهرة يعقد ندوة بعنوان: “سوريا المقاومة في مواجهة الاعتداءات الصهيونية والحصار الأمريكي”
بحضور سعادة سفير الجمهورية العربية السورية في القاهرة د. بسام درويش، عقد التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة لقاء بعنوان “سوريا المقاومة في مواجهة الاعتداءات الصهيونية والحصار الأمريكي”، ناقش فيه آخر التطورات المحلية والإقليمية في ظل الانتصارات التي يحققها محور المقاومة والصمود السوري بوجه العدوان والمؤامرات.
وقد أكد د. جمال زهران، الأمين العام المساعد والمنسق العام للتجمع بالقاهرة، أنّ سوريا المقاومة انتصرت في حربها على الارهاب طوال ثمانية أعوام، وواجهت ارهابيين من أكثر من مائة دولة مدعومين من دول الرجعية العربية وكذلك من أمريكا ودول أوروبية أخرى (تمويلا وتدريبا وتسليحا)…
ولفت الى أنه قد تم تخصيص ما يقارب (200) مليار دولار لتدمير سوريا، فقط لأنها تقود لواء الرفض للمشروع الاستعماري التفكيكي والمشروع الصهيو-أمريكي، بل لا تكتفي بالرفض، بل قيادة المقاومة ضد هذه المشروعات الارهابية. ولذلك فان انتصارها على هذه المؤامرات ضدها، يتخذ لتوليد مؤامرات جديدة تتمثل في تعرضها لهجوم واعتداءات وعدوان صهيوني مستمر دون رادع دولي أو اقليمي، بل تنال التشجيع والدعم على هذا العدوان، حتى لا تتفرغ سوريا لإعادة البناء، واستعادة دورها الاقليمي والقيادي للمنطقة العربية.
وأشار زهران الى ان الأمر لا يقف عند ذلك حيث ان أمريكا بقيادة ترامب المتغطرس، تصدر القرارات لمحاصرة سوريا شعبا وقيادة وجيشا، بمصادرة ناقلات البترول الايرانية المتجهة لسوريا سواء القادمة من المحيط الهندي عبر باب المندب، أو القادمة من مضيق جبل طارق الخاضع للسيطرة البريطانية. وهذا حصار يمثل الوجه الآخر للإرهاب.
وطالب زهران برفع هذا الحصار ووقف العدوان الصهيوني، كما طالب روسيا بدعم سوريا بصواريخ إس 400، لردع العدوان الصهيوني، مقدرا وقفتها ودعمها بالتعاون مع الصين الشعبية، لسوريا المقاومة بل ولمحور المقاومة المتمثل في سوريا ولبنان والعراق وإيران واليمن. وأكد أن المقاومة العربية وهي الحل لتحرير فلسطين، وطرد العدو الغاصب، ستنتصر، وغدا سنصلي في القدس بعد تحريرها ونرى ذلك قريبا بإذن الله.
ثم تحدث أ. مجدي منصور (عضو مجلس أمناء التجمع بالقاهرة والمحامي)، وقال: إنّ هناك عدة نقاط هامّة في هذا الصدد، هي:
– التاريخ قد يتشابه أو يعيد نفسه، فالضباط السوريون الذين حضروا لمصر وقابلوا الزعيم جمال عبد الناصر، وتحدثوا عمن يبيع نفسه من كيانات تتبع الرجعية العربية، وكذلك خونة عرب يبيعون بلادهم من أجل العدو.
– أتوجه برسالة لسعادة السفير السوري بالقاهرة، والذي يشرفنا اليوم بالحضور، بضرورة التواصل الثقافي والأدبي والفكري، إلى تعزيز التواصل المشترك بين النخب السورية والمصرية.
ثم تحدث أ. أحمد عز الدين (الخبير الاستراتيجي والكاتب السياسي)، وقال: إن العمود الذي يمثل خطرا علي الكيان الصهيوني هو خط القاهرة – دمشق، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وفي ضوء ذلك يمكن قراءة المشهد في الاقليم عامة وسوريا خاصة، مشيراً الى أن مصر وسوريا هما قلب الأمن القومي العربي، وستظلان مساحة واحدة متداخلة، وقد لاحظت محاولة لتعكير صفو العلاقات بين سوريا وروسيا .
وأكد أن روسيا استطاعت أن تدعم سوريا في الوقت الصحيح، ليعتدل ميزان القوى في المنطقة، فتمكنت سوريا من تفادي المشروع التفكيكي الصهيوأمريكي، لافتا الى ان الجيش السوري والجيش المصري لم يفقدا ذاكرتهما الاستراتيجية، ولا عقيدتهما الاستراتيجية بشأن العدو الاستراتيجي، ولا الصديق الاستراتيجي. فروسيا ستظل الصديق الاستراتيجي الداعم لمحور المقاومة، وأن “إسرائيل” ستظل العدو الاستراتيجي أيضا.
وأشار الى الاتصال الهاتفي الأخير بين وزير خارجية بريطانيا ووزير خارجية ايران، والتي أعلن فيها أن احتجاز الناقلة والنفط فيها ليس مقصودا، ولكن المقصود هو وجهة السفينة الايرانية إلى سوريا، ومعني ذلك أن الحصار على سوريا هو الهدف.
وأكد ان هناك محاولات لتحميل الأمور فوق طاقتها بالنسبة للوجود الروسي في سوريا، كما أن الدعاية السياسية بالحرب ضد ايران هي مظاهرة لا معنى لها، أما عن القصف الجوي الاسرائيلي لسوريا بين آن وآخر، فهو تصرف أحمق وعديم الجدوى ولا أثر له، بل هو عدوان زائف ولا يترك وراءه خسائر تذكر.
وختم: “نحن لسنا أمة مهزومة، ولا موازين القوى تدفع الى الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، والانبطاح المؤسف لأمريكا، ومن هنا تظهر أهمية محور المقاومة، وأهمية استمرار الفكرة العروبية والقومية وأننا أمة عربية، وعلينا أن ننظر الى مصادر قوتنا في شعوبنا وجيوشنا وثقتنا في أنفسنا ولا يمكن لأحد أن ينتزع روح المقاومة من العرب” .
ثم تحدث معالي السفير السوري في القاهرة (د. بسام درويش) وقال: “نتوجه بالشكر إلى د. جمال زهران لدعوته لي بالحضور، وهي تأتي مع بداية عملي في مصر، ذلك البلد المهم، وعلاقات المودة بين مصر وسوريا، وشعبيهما العظيمين”، مشيراً الى أهمية الندوة تحت لواء التجمع العربي التجمع والاسلامي لدعم خيار المقاومة بالقاهرة، وهو مكان مهم وله رسالة محورية.
وقال سعادته: “ان تكلفة الاستسلام أقوى وأكثر من تكلفة المقاومة، لذلك فإن سوريا تدعم المقاومة بكل الوسائل، لأنها الخيار الأصوب نحو تحقيق أهداف أمتنا العربية. وستظل سوريا قائد لواء المقاومة.
كما أن سوريا واجهت حربا كونية، ومؤامرات كبرى تم الترتيب لها منذ سنوات خاصة بعد حرب تموز 2006. حيث تم التجهيز في أروقة مراكز البحوث الأمريكية، لإعداد الحرب ضد سوريا، وعندما تنظر إلى الصورة الحقيقية، نجدها بخلاف الصورة التي يبثها الاعلام المضاد والمتآمرون. كما ان حجم التضحيات التي قدمها الجيش السوري، والشعب السوري، كبيرة وبلا حدود ولا يمكن تصورها.
وأكد سعادته ان التحالف السوري مع روسيا، هو تحالف استراتيجي، ولذلك فالنظر الى ما حدث ويحدث في سوريا، يجب أن يكون بشكل مختلف، ليتفق مع الحقيقة. فالنصر الذي تحقق لسوريا ضخم، “كما أننا كسوريين، لا نثق في الأتراك نهائيا في ضوء الخلفيات والوقائع مع العدو التركي، ولذلك فنحن نتريث في التعامل مع مسألة تحرير ادلب، وبشكل تدريجي لأنها ستفتت من الداخل، وبضربات سورية تكتيكية سيتم تحرير ادلب من التجمعات الارهابية الاجرامية والمدعومين من تركيا، بتضحيات الجيش السوري، وبدعم الأصدقاء من الحلفاء، وما نخشاه هو نقل الارهابيين إلى مصر عبر ليبيا بدعم تركي.”
وختاما: “نحن متجهون الى النصر النهائي بفضل القائد المقاوم بشار الأسد، والجيش العربي السوري والدعم الشعبي السوري والعربي الواسع، ودعم محور المقاومة والحلفاء في الاقليم والعالم، بإذن الله.