إجراءات وزير العمل اللبناني ضدّ الفلسطينيين ليست صدفة!…
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
قد تكون مصادفةً أنّ وزير العمل قواتيّ، وتقول “التغريدات”، وتنشر صورٌ لوالده مع بشير الجميل وشارون، وتزعم أنّه من قادة “حرّاس الأرز” الأكثر عمالةً “لإسرائيل” إبّان الحرب الاهلية …
لكنّ الأحداث السياسيّة ولا سيما الناتجة عن قرار وزير أو عن قرارٍ مسؤول، وعن تصرفات وسياسات جهاتٍ سياسيّة، وما يترتب عليها من مخاطر وتحوّلاتٍ ليست مصادفةً قط!.
لنضبط بعض الأحداث المتقاطرة ونحكم…
المجلس النيابيّ يناقش بصخبٍ الموازنة، والصراخ والاحتكاكات جاريةٌ كدلالةٍ على عنف وعمق أزمة النظام والطبقة السياسية.
- الشارع متوتّرٌ، والمتقاعدون في حراكٍ لا يهدأ، ويحاصرون النواب ويهدّدون بالتصعيد.
- والمقاومة تحتفي بذكرى حرب تموز، ويطلّ السيد حسن نصر الله في مقابلةٍ هي الأثمن والاهمّ منذ الانتصار، وترتهب “إسرائيل” ونخبتها وتضطرب، ويعيش المستوطنون حالةً عصابيةً وغضباً، وتسعى قيادة أركان العدوّ للتطمين برفع المزيد من الجدران، وتقرر تحصين المنازل والمؤسسات التي تعتبرها استراتيجيةً بما في ذلك محطات الكهرباء والخدمات ومجلس الوزراء والكنيست، في إشارةٍ على التحوّل النوعيّ والاستراتيجيّ لميزان القوى لصالح المقاومة وانتقال “إسرائيل” من الهجومية إلى الدفاعية تثبيتاً لحقائق أزمنة المقاومة وعصرها الانتصاري .
وإذ بقرارٍ أرعن لوزيرٍ في الحكومة اللبنانية، وبإجراءاتٍ عدوانيةٍ تمسّ الحياة اليومية لعموم الفلسطينيين، وتتطاول على حقوقهم القانونية والإنسانية، لتزيد من الضغوط الحياتية قرارات وإجراءات مستحدثة، ومن خارج النصوص القانونية الدولية والمحلية الراعية لشؤون اللاجئين، تندرج بوضوحٍ قاطعٍ في سياق المحاولات لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير الجديد أو تنفيذ مؤامرة التوطين للاجئين، وتنفيذية ومتكاملة مع قرار ترامب تصفية الأونروا لإنهاء قضية اللجوء والترحيل أو التوطين …
ولأن لبنان مأزومٌ على كلّ الصعد، وقد بلغت حالة الإفقار والعوز حدوداً لا تطاق، وتحرّك الضباط المتقاعدون والموظفون، فمن المنطقيّ القول إنّ القرار الظالم بحق الفلسطينيين لحرمانهم من فرص لعمل وتأمين مصادر الرزق الضرورية لإدامة الحياة بأبسط حاجاتها ان يولّد انفجارا وأن يحرك المخيمات واللاجئين، وان يلتفّ حول حراكهم ويؤيدهم فقراء لبنان وقواه الوطنية والحية.
وبالربط بين الاحداث والمخططات المشبوهة لتوفير بيئات التفجير، وبالنظر للجهة التي قرّرت الإجراء غير المناسب وغير المحقّ والذي يتجاوز أبسط حقوق اللاجئين الإنسانية، والذي يدل على وجود نياتٍ مبيّتةٍ وخططٍ قاصدةٍ لتفجير الأوضاع لا سيما المخيمات التي في غالبها تقع في حاضنة المقاومة وقواعدها الشعبية والاجتماعية، فهذا يدلّ على أنّها إجراءات غير بريئة البتة، فالمرجح أنّها بمثابة ردٍّ من نتنياهو على مقابلة السيد نصر الله ويعني قراراً اسرائيلياً بافتعال الاسباب والشروط لتفجير لبنان وإشغال المقاومة ببنيتها وقاعدتها…
إجراءات وزير العمل اللبناني المفتعلة لاستهداف اللاجئين وتغيير صفتهم، بالطلب منهم استصدار إجازة عملٍ سيعقبها طلب استصدار إقامة، ويصبح اللاجئون جاليةً لا حقوق لهم وبانتهاء الاقامة تنتهي فرص بقائهم في لبنان …
أمرٌ ليس صدفةً ولا هو نقصٌ في المعرفة أو عجز عن تقدير المخاطر..
ولتلافي الخطر الداهم لا بد من دور كبير ووازن للعقلاء في الساحتين، ولا بد للمسارعة لاحتضان المخيمات وأيضا لا بد من موقفٍ وطني ورسمي لبناني لقطع دابر الفتن ومطلقيها وتعريتهم ومحاسبتهم قبل فوات الأوان…
لعن الله من أيقظ الفتنة النائمة…