كي لا يكون تعليق الاتفاقات مع “إسرائيل” مجرد قنبلة صوتية
هيئة تحرير موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة
أعلن أبو مازن تعليق الاتفاقات مع “إسرائيل” وأعطى نفسه وأجهزة السلطة وقتاً لوضعه موضع التنفيذ، برغم أنّه سبق أن هدد مرّاتٍ باللجوء إلى الإجراء، وكانت مؤسسات منظمة التحرير والمجلس الوطني قد أوصى وأعاد التوصية أكثر من مرة بتعليق العلاقات …
هل تكون هذه المرة مختلفة؟ ويحقق أبو مازن أمل الشعب الفلسطيني ويفرج همومه بالانسحاب من “أوسلو وإلغاء الاتفاقات وليس تعليقها”، والتي انتهت مفاعيلها ولم تلتزم “إسرائيل” بكلمة واحدة منها وكانت استخدمتها فقط لابتزاز الفلسطينيين بالتنازلات ومن ثم المزيد من التنازلات وصولا للشروع في تهويد الضفة وبمشاركة وتغطية واسعة من أبو مازن شخصيا ومن ادارته واجهزته، وكان لقبول ابو مازن تفويض دايتون بإعادة هيكلة أجهزة السلطة وربطها بكل تفاصيلها بمهمة توفر الأمن للكيان الصهيوني وتصفية فصائل المقاومة وحرمان الفلسطينيين من حق امتلاك تنظيمات وآليات عمل وأسلحة لحماية أبسط الحقوق المدنية والوطنية والانسانية، وكان أبو مازن قد ورث عرفات والمنظمة والدولة وهو يرفع الصوت ضد المقاومة والسلاح والانتفاضة وأي عمل نضالي، وربط نفسه وسلطته وقضية شعبه بعجلة التفاوض بل والتكامل مع مشاريع الكيان لتهويد الضفة والقدس والتفريط بالحق الوطني …
فهل أدرك أبو مازن وسلطته حجم الخطأ التاريخي الذي ارتكبوه بحق الشعب الفلسطيني وقضيته وما وصل إليه بسبب سياسات وإجراءات أبو مازن وسلطة دايتون في الضفة؟ أم هي مناورة إعلامية يقصد منها أبو مازن تمثيلية تحقيق مكاسب إعلامية وشكلية تمدّ بعمر سلطته الفاقدة للشرعية والوطنية والعاجزة عن تلبية أبسط الحاجات بما في ذلك رواتب الاجهزة والمؤسسات بعد أن قرر نتنياهو وترامب محاصرتها وتجفيف أموالها وتدمير الأونروا ووقف كل وأيّ مساعدات للفلسطينيين لإلزامهم المساومة وتمرير صفقات تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها بتفويض “إسرائيل” بأرضها التاريخية مع الجولان وإنهاء قضية اللاجئين؟؟
لا ثقة لنا بمن تخلى عن المقاومة وأمّن “إسرائيل” وجرّد التلاميذ من السكاكين واعتقل ووشى وأسهم بتصفية المقاومين ودلّ الأمن الاسرائيليّ على مخابئهم…
وبرغم ذلك فيجب العمل بمنطق “الحق الكذاب إلى الباب” ولنطالبه بالمزيد لنختبر نواياه وما يستهدف دون غضّ النظر عن احتمال أنّه إجراء للتلميع متفق عليه مع ترامب ونتنياهو، ونعيد التذكير أنّ كوشنير صاحب صفقة القرن والسفير الامريكي في فلسطين المحتلة بعد فشل ورشه المنامة قالا إنّ ترامب يحب أبو مازن وإنّ احتمالاً بالانفراجات في العلاقة بين الادارة الامريكية وأبو مازن قيد الدرس ما يفرض الخوف من أن يكون إعلان أبو مازن تمهيداً لإعلان عودة العلاقة مع الادارة الأمريكية ليخرج علينا ابو مازن والمطبّلون له بالقول إنّه انتصر ويعاد اجترار الاكاذيب والفبركات..
خطوة تعليق الاتفاقات مع “إسرائيل” يجب ان تقترن بتحوّل جوهري في السلطة وأدائها والمصالحة الفلسطينية والتصالح مع حلف المقاومة، فدون خطوات كهذه سيكون الكلام هراء ومناورات اعلامية لا أكثر..
وإذا كان ابو مازن جادّاً فليذهب الى غزة وينجز المصالحة وليقود مع الفصائل من غزة المحررة عملية تحرير فلسطين واستعادة القدس، وسوى ذلك لا ضمانات بأن تكون الخطوة جدية وجادة.